إدارة الاختلاف في الاجتماع الديني.. كتاب جديد للشيخ الصفار
ضمن مشروع فكري يعالج إحدى أكثر القضايا إلحاحًا في الواقع الديني المعاصر، وهي إشكالية الاختلاف وتحولاته من تنوّعٍ مشروع إلى خصومة مدمّرة، صدر لسماحة الشيخ حسن الصفّار كتاب (إدارة الاختلاف في الاجتماع الديني.. دعوة للمحبة والحوار والتآلف)، عن مؤسسة الانتشار العربي، في طبعته الأولى لعام 1447هـ / 2025م، بيروت، لبنان، في 222 صفحة.
يتناول الكتاب واقع العلاقات داخل المجتمعات الدينية، حيث يشير المؤلف إلى الفجوة الواضحة بين الصورة المثالية التي ترسمها النصوص القرآنية والحديثية للعلاقات الإنسانية، القائمة على المحبة والعدل والرحمة، وبين ما تشهده الساحة من نزاعات وصراعات يُستدعى فيها الدين أحيانًا كأداة للتكفير أو الاتهام والتخوين
يقع الكتاب في أربعة فصول رئيسة، تبدأ بـ "ثقافة العلاقات الاجتماعية"، حيث يؤكد المؤلف أن حُسن العلاقة بالناس جزء أصيل من التدين الحقيقي، وأن العلاقة السليمة مع الخلق طريقٌ للقرب من الله تعالى، ثم ينتقل إلى فصل "الاختلاف والخصومة"، محذّرًا من مزالق الظلم في توصيف الخصوم، ومن الانجرار وراء الانفعالات والعصبيات.
أما الفصل الثالث: "إدارة الاختلاف"، فيُعدّ محور الكتاب الأساس، إذ يطرح قواعد عملية للتعامل مع تباين وجهات النظر، ويشدد على خطورة شخصنة الأفكار، وضرورة اعتماد لغة أخلاقية في الحوار والنقد.
ويختتم المؤلف بالفصل الرابع: "الاختلاف الفكري والتآلف الاجتماعي"، حيث يناقش تعددية التديّن داخل المجتمع الواحد، ويدعو إلى الجمع بين رفض الخطأ ورحمة المخطئ، مع تحميل القيادات الدينية مسؤولية كبرى في تهدئة الخطاب ومواجهة ظواهر التنمّر الديني.
ويؤكد الشيخ الصفّار في مفتتح الكتاب أن ضعف الاهتمام بالبعد الأخلاقي في الخطاب الديني هو أحد أهم أسباب تفاقم النزاعات، مشددًا على أن الدين لم يأتِ لإلغاء الطبيعة البشرية، بل لتهذيبها وضبط نزعاتها، ودفع الإنسان إلى إدارة اختلافاته بروح المحبة والحوار والوعي.






