الشيخ الصفار يدعو لثقافة الرفق بالحيوان ويشيد بمبادرة فتيات من القطيف

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى بث ثقافة الرفق بالحيوان والتعامل معه بمسؤولية، فالحيوانات نعمة وثروة سخرها الله للإنسان ويجب المحافظة عليها.

وتابع: إن الرفق بالحيوان ينمي المشاعر الإيجابية، واحترام وجود وأحاسيس هذه الموجودات، فهي مثل الإنسان تمتلك مشاعر وأحاسيس بدرجة أو أخرى، لا ينبغي تجاهلها.

جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 11 ربيع الثاني 1447هـ الموافق 3 أكتوبر 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الرحمة والرفق بالحيوان.

وأوضح سماحته أن الدين الإسلامي وضع مبادئ وتعاليم في مجال التعامل مع الحيوان، وأن من هذه التعاليم حفظ حياة الحيوان والرفق به.

وتابع: إلا إذا كانت هناك مصلحة مشروعة للإنسان في التصرف فيه، كأكله أو الاستفادة من شيء في جسمه، انطلاقًا من أن وجود الحيوان مسخّر للإنسان، فإذا استلزمت مصلحة حياة الإنسان التصرف في الحيوان، كان ذلك مشروعًا.

وأضاف: كذلك حينما يكون الحيوان مصدر خطر وضرر يجوز للإنسان التخلص منه. أما في غير هذه الصورة فلا يصح إزهاق روح الحيوان عبثًا واعتباطًا.

واستشهد بما روي في سيرة رسول الله أنه «مَرَّ عَلَى قَوْمٍ نَصَبُوا دَجَاجَةً حَيَّةً، وَهُمْ يَرْمُونَهَا بِالنَّبْلِ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلاَءِ لَعَنَهُمُ اَللَّهُ».

وتابع: كما يجب على الإنسان أن يوفّر مقومات استمرار الحياة للحيوان الذي يكون في حيازته، حيث تجب نفقته عليه، أو يطلقه في فضاء الطبيعة. إذ لا يجوز حبس الحيوان وتركه من دون طعام وشراب حتى يموت.

وأبان أن من مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحث على أن يتعامل الإنسان مع الحيوان برحمة ورفق حين يستخدمه، مستشهدًا بما روي أَنَّ اَلنَّبِيَّ أَبْصَرَ نَاقَةً مَعْقُولَةً وَعَلَيْهَا جَهَازُهَا فَقَالَ : «أَيْنَ صَاحِبُهَا مُرُوهُ فَلْيَسْتَعِدَّ غَداً لِلْخُصُومَةِ».

وذكر أن من المبادئ والتعاليم الدينية أن يراعي الإنسان مشاعر الحيوان وأحاسيسه، ضمن المستوى المتعارف. مستشهدًا بالنهي أن يأكل الإنسان، وإلى جانبه حيوان جائع ينظر إليه دون أن يطعمه، وأنه أمر أصحابه بإرجاع فرخين لطائر مراعاة لمشاعره.

وأشار إلى اعتماد المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي قانونًا ينص على عقوبات بحق من يسيء إلى الحيوان.

نحن صوتهم

وأشاد سماحته بالمبادرة التطوعية التي أطلقتها مجموعة من الفتيات في محافظة القطيف، تحت عنوان (نحن صوتهم) التي تهدف إلى تقديم الرعاية والعلاج للحيوانات التي تحتاج إلى تدخل بشري، في خطوة تسعى إلى ترسيخ ثقافة الرفق بالحيوان وإنقاذ الأرواح الضعيفة في الشوارع.

وآمل أن تتطور هذه المبادرة وتتحول إلى جمعية رسمية للرفق بالحوان في محافظة القطيف، أسوة بالجمعيات والمؤسسات المعنية بهذا الشأن في سائر مناطق المملكة.