تجلّيات الرّحمة في الشخصية النبوية

 

يقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [سورة الأنبياء، الآية: 107].

يحتفل المسلمون هذا الأسبوع بذكرى ميلاد الرسول الأعظم خاتم الأنبياء محمد ، وتصادف الذكرى هذا العام مرور 1500 سنة على ولادته .

ومن أفضل ما تستثمر به هذه المناسبة المباركة، التذكير بقيم الرسالة والمبادئ التي جاء بها النبي وجسّدها في سيرته وشخصيته، وفي طليعة تلك القيم والمبادئ (قيمة الرحمة)، التي هي في صدارة القيم الإنسانية.

نبي الرّحمة

إنّ الله تعالى يصف إرسال النبي محمد بأنه رحمة للعالمين، فالرّحمة هي الهدف والغرض الوحيد من إرساله ورسالته، فكانت نفسه تفيض بالرّحمة على الآخرين، وكان يجسد الرّحمة في شخصيته وسلوكه وتعامله مع الناس، وكانت رسالته دعوة إلى الرّحمة، وتشريعاته نهجًا للرّحمة.

يقول تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [سورة الأنبياء، الآية: 107].

وفي آية أخرى يقول تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ [سورة التوبة، الآية: 128].

ويقول تعالى: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ [سورة آل عمران، الآية: 159] أي إنّ الله تعالى صاغ شخصية نبيه ليمارس الرّحمة للناس.

لذلك ورد عنه أنه قال: «إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ»[1] .

وورد عن أمير المؤمنين علي : «كَانَ حَبِيبِي مُحَمَّدٌ ، أَرْحَمَ النَّاسِ بِالنَّاسِ»[2] .

وفي رواية أخرى عنه : «كَانَ أَشْفَقَ النَّاسِ عَلَى النَّاسِ، وَأَرْأَفَ النَّاسِ بِالنَّاسِ»[3] .

إنّ سيرة رسول الله مليئة بالمشاهد والشواهد على عظيم رحمته وشمول عطفه وشفقته.

وسنتحدّث عن بعض النماذج والعينات ضمن عنوانين:

العنوان الأول: الاهتمام بحالات الضعف.

كان رسول الله إذا رأى أحدًا في حالة ضعف يرقّ له ويتعاطف معه ويرفع معنوياته ويقدّم له الدعم والمساعدة.

رعايته للصغار

1/ الطفل الصغير - مثلًا - يمثل حالة ضعف، ينبغي أن يتفاعل معها كلّ إنسان سوي، وليس الوالدان فقط.

(كَانَ النَّبِي يُؤْتَى بِالصَّبِيِّ الصَّغِيرِ لِيَدْعُوَ لَهُ بِالْبَرَكَةِ، أَوْ يُسَمِّيَهُ، فَيَأْخُذُهُ فَيَضَعُهُ فِي حِجْرِهِ تَكْرِمَةً لِأَهْلِهِ، فَرُبَّمَا بَالَ الصَّبِيُّ عَلَيْهِ، فَيَصِيحُ بَعْضُ مَنْ رَآهُ حِينَ بَالَ، فَيَقُولُ : «لَا تُزْرِمُوا بِالصَّبِيِّ»، فَيَدَعُهُ حَتَّى يَقْضِيَ بَوْلَهُ، ثُمَّ يَفْرُغُ لَهُ مِنْ دُعَائِهِ أَوْ تَسْمِيَتِهِ، وَيَبْلُغُ سُرُورُ أَهْلِهِ فِيهِ، وَلا يَرَوْنَ أَنَّهُ يَتَأَذَّى بِبَوْلِ صَبِيِّهِمْ، فَإِذَا اِنْصَرَفُوا، غَسَلَ ثَوْبَهُ بَعْدُ)[4] .

وجاء عن الإمام جعفر الصادق : «صَلَّى رَسُولُ اللهِ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ، فَخَفَّفَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ لَهُ النَّاسُ: هَلْ حَدَثَ فِي الصَّلَاةِ حَدَثٌ؟ قَالَ : وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: خَفَّفْتَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْأَخِيرَتَيْنِ: فَقَالَ لَهُمْ: أَمَا سَمِعْتُمْ صُرَاخَ الصَّبِيِّ»[5] .

وعن أنس أنّ النبي قال: «إنِّي لَأَدْخُلُ في الصَّلَاةِ وأَنَا أُرِيدُ إطَالَتَهَا، فأسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فأتَجَوَّزُ في صَلَاتي ممَّا أَعْلَمُ مِن شِدَّةِ وجْدِ أُمِّهِ مِن بُكَائِهِ»[6] .

وعنه: (كَانَ يَزُورُ الْأَنْصَارَ فَيُسَلِّمُ عَلَى صِبْيَانِهمْ، وَيَمْسَحُ بِرِؤوسِهِمْ، وَيَدْعُو لَهُمْ)[7] .

عنايته بالكبار

2/ كما أنّ الإنسان يبدأ حياته بحالة ضعف في طفولته، فإنه يؤول إلى حالة الضعف في كبره، فيحتاج إلى العطف والرّحمة، وإذا كان الأولاد معنيين بالدرجة الأولى بالاهتمام بالوالدين في حالة الكبر، يقول تعالى: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا *‏ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [سورة الإسراء، الآيتان: 23-24] لكنّ رعاية الكبار واحترامهم مسؤولية أخلاقية اجتماعية عامة.

عن أنس، جاءَ شيخٌ يريدُ النَّبيَّ فأبطأ القومُ أن يوسِّعوا لَه، فقالَ : «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا»[8] .

وفي رواية أنه قال: «مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا، فَلَيْسَ مِنَّا»[9] .

وعن ابن عباس: كانَ إذا سُقِيَ قالَ: «ابدَأوا بالكبيرِ»[10] .

اهتمامه بالمرضى

3/ في حالة المرض يتجلّى ضعف الإنسان ويفيده تعاطف من حوله ومساعدتهم له، ليتغلّب على مرضه.

لذلك كان رسول الله يحثّ على عيادة المريض، فقد روي عنه أنه قال: «عَائِدُ الْمَرِيضِ يَخُوضُ فِي الرَّحْمَةِ»[11] .

وفي كتب السيرة النبوية وكتب الحديث عدد من الروايات عن زيارة النبي للمرضى من أصحابه، جاء في مناقب ابن شهراشوب: كان النبي يَعُودُ الْمَرْضَى فِي أَقْصَى الْمَدِينَةِ[12] .

وكان يعود بعض النساء، كما جاء عن أم سليم الأنصارية: (مَرِضْتُ فَعَادَنِي رَسُولُ اللَّهِ )[13] .

وعن أم العلاء: (عَادَنِي رَسُولُ الله ، وَأَنَا مَرِيضَةٌ)[14] .

وروي أنه: (كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ ، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ يَعُودُهُ)[15] .

الرّحمة حتى بالأعداء

العنوان الثاني: العداوة لا تحجب الرّحمة.

كان يفيض رحمة حتى على أعدائه، فكان يتحمّل أذاهم ولا يدعو عليهم بالعذاب، فحينما جرح في أحد وشجّ وجهه، وجاءت ابنته فاطمة تغسل الدم عن وجهه، وتضع على جرحه ما يرقأ الدم، قال: «اشتَدَّ غَضَبُ اللّهِ عَلى قَومٍ كَلَموا وَجهَ رَسولِ الله . ثُمَّ مَكَثَ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: اللّهُمَّ اغفِر لِقَومي فَإِنَّهُم لا يَعلَمونَ»[16] .

ولعلّ من أشدّ الأيام وأصعبها على رسول الله هو يوم الطائف، حيث سافر إليها من مكة، بعد أن تصاعدت عليه الضغوط، وأحكم حوله المشركون الحصار والمناوأة، واستفردوا به حينما مات ناصره والمحامي عنه عمّه أبو طالب ، وكذلك ماتت زوجته الحنون خديجة، فأصبح مكشوفاً أمام أعدائه يحيط به الأذى من كلّ جانب، لذلك سافر إلى الطائف علّه يفتح ثغرة في جدار الحصار، أو يسجّل اختراقًا يُعزّز وضعه وسط قريش.

وقصد هناك زعماء ثقيف أهم قبيلة في الطائف، فرفضوا دعوته بجفاء وغلظة.

فلما يئس من قبولهم الإسلام، طلب إليهم أن يجيروه ويحموه لكي يدعو الناس وهو آمن، فرفضوا طلبه أيضًا.

وأغروا سفهاءهم وعبيدهم يسبّونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس.

قال ابن عقبة: وقفوا له صفين على طريقه، فلما مرّ رسول الله بين الصفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلّا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا رجليه.

فخلص منهم ورجلاه تسيلان دمًا، فعمد إلى حائط من حوائطهم (أي بستان) وأتى ظلّ شجرة فصلى ركعتين ثم قال: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، أَنْتَ أَرْحَمُ اَلرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ اَلْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إِلَى بَعِيدٍ يَتَجَهَّمُنِي؟ أَوْ إِلَى عَدُوٍّ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إِنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ عَلَيَّ غَضَبٌ فَلاَ أُبَالِي، وَلَكِنْ عَافِيَتُكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَاَلْآخِرَةِ مِنْ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ سَخَطُكَ، لَكِنْ لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِكَ»[17] .

وجاء عنه « فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، قَالَ: فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الْأَخْشَبَيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»[18] .

وفي معركة بدر، وبعد أن ظفر رسول الله بالمشركين وأسر المسلمون عددًا من قريش، وجاؤوا بهم موثّقين، بعضهم كالعباس بن عبدالمطلب عمّ رسول الله ، حيث خرج مع جيش قريش، وكان يئنّ من الوثاق، وهذا ما أثار مشاعر رسول الله رحمة بالأسرى، ولم يأخذ عينه النوم.

قال ابن عباس: لَمَّا أَمْسَى رَسُولُ اَللهِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَالنَّاسُ مَحْبُوسُونَ بِالْوَثَاقِ، بَاتَ سَاهِرًا أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: مَا لَكَ لاَ تَنَامُ؟

فَقَالَ : «سَمِعْتُ أَنِينَ عَمِّيَ الْعَبَّاسِ فِي وَثَاقِهِ»، فَأَطْلَقُوهُ، فَسَكَتَ، فَنَامَ رَسُولُ اَلله [19] .

ولمّا مرّ بلال في خيبر بصفية بنت حيي بن أخطب اليهودي وامرأة معها على قتلى من قتلى اليهود، جعلتا تبكيان وتولولان، فملا رآهما رسول الله قال: «أَنُزِعَتْ مِنْكَ الرَّحْمَةُ يَا بِلَالُ حَتَّى تَمُرَّ بِامْرَأَتَيْنِ عَلَى قَتْلَى رِجَالِهِمَا؟»[20] .

ولما فتح رسول الله مكة قال مخاطبًا أهل مكة: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، مَا تُرَوْنَ أَنِّي فَاعِلٌ فِيكُمْ؟» قَالُوا: خَيْرًا، أَخٌ كَرِيمٌ، وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قَالَ: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ الطُّلَقَاءُ»[21] .

استحضار قيمة الرّحمة

ما أحوج المجتمعات الإنسانية اليوم إلى استحضار قيمة الرّحمة التي أضعفتها وغيّبتها الروح المادية الطاغية والأنانية الجارفة، وما أحوج مجتمعاتنا الإسلامية خاصة إلى استذكار الشخصية النبوية العظيمة للعودة للقيم والمبادئ الإنسانية السامية التي جسّدتها، وللتحصّن من تأثيرات التّوحش المادي.

إنّ علينا الاقتداء والتأسي برسول الله بتنمية مشاعر الرّحمة في نفوسنا، فنتعامل مع أطفالنا وصغارنا بالعطف والرّحمة، ومع كبارنا بالرعاية والتّوقير، وأن نحيط المرضى بالعناية والاهتمام، فقد قال الله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [سورة الأحزاب، الآية: 21].

 

خطبة الجمعة 13 ربيع الأول 1447هـ الموافق 5 ديسمبر2025م.

[1]  الشيخ الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، ح490.
[2]  ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج54، ص198.
[3]  الشيخ الصدوق، الخصال، ج2، ص599.
[4]  الشيخ الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص25.
[5]  الشيخ الكليني، الكافي، ج6، ص48، ح4.
[6]  الشيخ محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، باب: من أخف الصلاة عند بكاء الصبي، ح709.
[7]  أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، سنن النسائي، ح8349.
[8]  الشيخ الألباني، صحيح الترمذي، ح1919.
[9]  الشيخ الألباني، صحيح الترغيب والترهيب، ح100.
[10]  ابن حجر، فتح الباري ج10، ص87.
[11]  الإمام أحمد بن حنبل، المسند، ح14260.
[12]  ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، ج1، ص146.
[13]  المتقي الهندي، كنز العمال، ح6736.
[14]  الشيخ الألباني، صحيح أبي داود، ح3092,
[15]  صحيح البخاري، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه؟ وهل يعرض على الصبي الإسلام؟، ح1356.
[16]  أبو القاسم الطبراني، المعجم الكبير، ح 5862.
[17]  محمد بن يوسف الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد ج2، ص438. الشيخ المجلسي، بحار الأنوار، ج19، ص22.
[18]  مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، صحيح مسلم، باب ما لقي النبي من أذى المشركين والمنافقين، ح1795.
[19]  بحار الأنوار، ج19، ص240.
[20]  ابن كثير، البداية والنهاية، ج4، ص197.
[21]  ابن هشام، السيرة النبوية، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1415هـ، ج4، ص60-61.