ذكّر الطلاب بضرورة الجدّ والاجتهاد
الشيخ الصفار وعي الإنسان وشعوره بالمسؤولية يدفعه للجدّية والاهتمام

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن وعي الإنسان بالحياة، وشعوره بالمسؤولية، هو ما يدفعه نحو مسلك الجدّية والاهتمام.
وتابع: إن من أهم ما يحتاجه الجيل المعاصر، التذكير بالمسؤولية في هذه الحياة، وأن الإنسان كائن مسؤول، لم يخلق لمجرد اللهو والراحة والترفيه.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 17 ذو الحجة 1446هـ الموافق 16 يونية 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: الجدّ والاهتمام طريق النجاح.
وأوضح سماحته أن الإنسان حين يتصف بالجدّية في حياته، يتعاطى مع الأمور باهتمام، فيفكر في كل أمر يعنيه، ويجتهد في انجاز الأعمال والمهام.
وتابع: إن الإنسان الجاد يستنفر طاقته وجهده في أداء أي عمل يقوم به، دون تباطؤ أو تسويف، ويؤدي العمل برغبة وإقبال، مما يرفع درجة الاتقان في العمل، ويحقق له النجاح.
وأضاف: أما عند فقدان الجدّية، فإن الإنسان يتعامل بتساهل ولا مبالاة مع الأمور التي تواجهه، ويؤدي أعماله بدرجة منخفضة من الفاعلية والنشاط، وذلك ما يعرّضه للفشل والتخلّف.
وأبان أن قراءة سيرة العظماء والناجحين في حياتهم، تكشف أنهم يتميزون بالجدّية والاهتمام، بينما تتسم حياة الأشخاص العاديين والفاشلين بقلة المبالاة، وضعف الجدّية والاهتمام.
وتابع: إن الإنسان إذا تأمل طبيعة الحياة، يرى أنها قائمة على أساس من الجدّ والاتقان، تحكمها قوانين وسنن إلهية دقيقة، لا مجال فيها للتسيب والعبث.
وأضاف: هذا يعني أن على الإنسان أن ينسجم مع نظام الكون في حركة حياته، فيكون جادًا غير لاهٍ ولا متسيب في إدارته لشؤونه، وفي أدائه لأعماله. فكل حركة يقوم بها، وكل تصرف وعمل يصدر منه، له نتائج وآثار، وتترتب عليه تبعات.
وأشار إلى أن التعاليم الدينية تربي الإنسان على الجدّ والاهتمام في مختلف الشؤون والأعمال التي يقوم بها.
وذكر أن بعض الأبحاث والدراسات الحديثة تشير إلى أن من مشاكل العصر ظاهرة فقدان الجدّية وضعفها عند أبناء الجيل المعاصر.
وتابع: أصبحنا نعيش في عالم يركز على المتعة والترفيه، وتسوده اللامبالاة تجاه القيم والمسؤوليات، وهناك اهتمامات كثيرة تسبب التشتت الذهني، وضعف التركيز عند الإنسان المعاصر.
وبين أن بعض الإحصائيات سنة 2024م تقول إن الأمريكي البالغ يقضي في المتوسط 3.5 ساعات يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ومعظمها محتوى ترفيهي لا يعزز الوعي أو التفكير النقدي.
وعن أسباب ظاهرة الهروب من الجدّية قال سماحته: هناك ثقافة (اللحظة) التي تعززها مواقع التواصل الاجتماعي، والضغوط النفسية والاقتصادية التي تجعل الإنسان يهرب من التفكير العميق، وتسارع الأحداث والمعلومات مما يضعف حالة التركيز عند الإنسان.
مشاكل إنسان العصر
ولفت إلى أن من أهم ما يحتاجه الجيل المعاصر، التذكير بالمسؤولية في هذه الحياة، وأن الإنسان كائن مسؤول، لم يخلق لمجرد اللهو والراحة والترفيه.
وتابع: المطلوب إعادة التوازن إلى نفس إنسان العصر، بين العيش اللحظي والتفكير المستقبلي، وبين الاستمتاع بالدنيا والالتزام بالمبادئ والقيم.
وعن استقبال الأبناء والبنات للاختبارات النهائية لهذا العام في مختلف المراحل الدراسية، ذكّر سماحته الطلاب والطالبات بضرورة الاستعداد لامتحاناتهم بالجدّ والاجتهاد، حتى يحققوا النجاح والتفوق والتميّز الذي نرجوه لهم.
وتابع: كما نذكّر العوائل والأسر بأهمية خلق الأجواء المحفّزة والمساعدة لأبنائهم وبناتهم على الجدّ والاهتمام بأداء امتحاناتهم بثقة واطمئنان.
وختم بالدعاء للطلاب والطالبات بالتوفيق والنجاح والسداد، وأن تقرّ بهم عيون أهاليهم، ويحقق بهم آمال مجتمعهم ووطنهم.