الشيخ الصفار يحذّر من أي تصرف ارتجالي دون تفكير أو تحت تأثير لحظة انفعال

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من أي تصرف أو تحرك يقوم به الإنسان عبثًا أو ارتجالًا دون تفكير، أو تحت تأثير لحظة انفعال قد يدفع لها ثمنًا باهضًا.

وتابع: هذا يعني أن يسبق التفكير كل عمل وحركة يقوم بها الإنسان لتصدر عن قصد، ولغرض صحيح.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 27 شعبان 1445هـ الموافق 8 مارس 2024م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: القصدية في حركة الإنسان.

وأبان سماحته: على الإنسان أنْ يدرك أنّ لأي تصرف وفعل منه، مردودات ونتائج تنعكس عليه سلبًا أو إيجابًا، عاجلًا أم آجلًا، وهذا ما تؤكد عليه آيات القرآن الكريم.

مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ‎﴿٧﴾‏ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ.

وتابع: إن أي حركة أو فعل يستهلك جزءًا من عمر الإنسان ومن طاقته، فعليه أن يوظف ذلك فيما ينفعه، وألا يكون فيما يضره.

وأوضح أن الإنسان كائن ذو إرادة وعقل واختيار، لذلك فإنه يتحمّل مسؤولية أعماله وتصرفاته في هذه الحياة، أمام الله تعالى، وأمام النظام الاجتماعي الذي يعيش في ظله.

وتابع: حين يفقد الإنسان إرادته أو عقله أو اختياره، لا تكون أفعاله تحت طائلة المسؤولية والاعتبار، كالنائم والمجنون والمكره.

وأشار إلى أن بعض الناس قد يتصرف أو يتحرك ارتجالًا دون تفكير، أو تحت تأثير لحظة انفعال ثم يدفع ثمنًا باهضًا.

وذكر أن البعض قد يسترسل بعفوية، أو محاكاة للآخرين، ولعل للآخرين مبررات تخصهم، أو أنهم يخطئون بحق أنفسهم، فهل تورط نفسك في الخطأ مثلهم؟

وقال: إن محاكاة الآخرين دون استكشاف لغرض العمل، لا يليق بمن يحترم نفسه وعقله.

وتابع: يدخل في هذا السياق استيراد العادات من المجتمعات الأخرى، أو تقليد الأسلاف في أعرافهم وعاداتهم.

وبيّن أن الدين اشترط استحضار النية، في الأعمال العبادية وهي القصد لأدائها طاعة لله تعالى، لكي يتربى الإنسان المسلم على التزام القصدية في أعماله.

وتابع: مع كون العبادة حسنة ومطلوبة، لكن لا ينبغي ان تؤدى على نحو الاسترسال أو العادة، وإنما بقصدية واستهداف. مؤكدًا أن هذا ما تشير إليه الآية الكريمة: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

وأضاف: بل إن الدين يوجه الإنسان حتى في أدائه لسائر التصرفات في شؤون حياته، أن يستحضر القصد الحسن فيها، فينال بذلك الأجر والثواب، إلى جانب مصالحه الدنيوية الحياتية.

ومثّل لذلك بأمور نصت عليها الأحاديث والروايات كالمعاشرة والعلاقة الجنسية بين الزوجين والعمل الوظيفي، وطلب الرزق مادام يخدم مصلحة حقيقية، فإنها تكون سببًا للأجر والثواب.

وختم بقوله: كل هذه التعاليم والنصوص الدينية هدفها توجيه وتربية الإنسان على القصدية في أعماله وحركاته وتصرفاته، وأن ينمي في نفسه النية الحسنة، والمقصد الصالح، ويكبح نيات السوء، ومقاصد الشر، فذلك أسعد لحياته، وأفضل لآخرته.