الشيخ الصفار: القرآن علاج لأمراض النفس والروح

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

أكد سماحة الشيخ حسن الصفار أن آيات القرآن الكريم تساعد على تجاوز أمراض النفس والروح وأنه شفاءٌ لما في صدر الإنسان من علل وأسقام، وأن وظيفة القرآن الكريم تكمن في شفاء أعماق الإنسان وما في نفسه.

وأشار إلى أن الامراض الجسمية لها طريقتها للعلاج، موضحًا أن الآيات الكريمة تتحدث عن علاج القرآن للأمراض النفسية الروحية بشكل أساس وذلك مفاد قوله تعالى: ﴿وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ.

جاء ذلك ضمن كلمة ألقاها سماحته في الأمسية القرآنية التي أقامتها ديوانية الثقلين بمنزل الشيخ صالح آل إبراهيم في صفوى بتاريخ 27 رضمان 1444هـ الموافق 18 أبريل 2023م.

وشدد سماحته على أن العلاج بالقرآن للأمراض الجسمية ليست بديلة عن التداوي، فالنصوص الدينية تؤكد على أن الجسم لا بد أن يُعالج بالتداوي.

وأشار إلى أن ذلك لا يتنافى مع التوسل بالقرآن من أجل معالجة الأمراض الجسمية ففي القرآن بركة ومن الممكن أن يتوسل به إلى الله لينال الشفاء، لكن لا بد أن يبحث الإنسان لمرضه الجسدي عن الدواء وهو ما يأمر به الدين ويأمر به الأئمة . مؤكدًا أن الفقهاء يوجهون المريض أن يستمع لكلام الأطباء، ويأخذ بنصائحهم.

ولفت إلى أن العلاج القرآني يهتم بما هو داخل الإنسان وفي أعماقه وهذا التعبير ﴿شِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ ورد في أكثر من آية في القرآن ويقصد به داخل الانسان.

وتابع: النفس تُبتلى بأمراض كما أن الجسم يُبتلى بأمراض بل إن ابتلاء النفس بالأمراض أكثر من ابتلاء الجسم، مؤكدًا على أن تأثير أمراض النفس أخطر على الإنسان من أمراض الجسم.

وأكد على أن القرآن ليس للتلاوة أو الاستماع فقط وإنما هو هداية للناس، مشيرًا إلى أن ذلك يستلزم التأمل والاستجابة لمضامين الآيات القرآنية.

وسلط الشيخ الصفار الضوء على أهم ثلاثة أمراض للنفس هي (القلق والاضطراب النفسي، والمشاعر السلبية اتجاه الآخرين، وهيمنة الرغبات والشهوات على نفس الإنسان).

وعن القلق والاضطراب النفسي قال سماحته: إن الإنسان في هذه الحياة يواجه تحديات، تسبب له قلقًا واضطرابًا، كالتحديات في علاقته مع الطبيعة، ومع البيئة، ومع المحيط الاجتماعي، والمشاكل المختلفة.

وقال بأن القرآن الكريم من خلال آياته يهدي الإنسان ويوجهه إلى أن يتوفر على الطمأنينة.

ولفت إلى أن على الإنسان وهو يعيش مشكلة في الحياة عليه أن يقتبس من القرآن الكريم ويتأمل في آياته.

وتحدث عن الآيات الكثيرة التي تأمر بالصبر، وتأمر بتفويض الأمور لله سبحانه وتعالى، والتي تعد الصابرين وتبشرهم.

وتسائل "ما الفائدة إذا كان الإنسان يقرأ القرآن ولا يتفاعل معه؛ ذلك يعد مثل الإنسان المريض الذي لا يتفاعل مع الدواء؟".

وأوضح بأنه وكما أن من لا يستخدم الدواء لا يشفى من مرضه الجسمي، فكذلك من لا يتفاعل مع مضامين هذه الآيات، يسيطر عليه القلق، ويصيبه الإحباط والاكتئاب والانكفاء، وتصيبه مختلف المشاكل النفسية.

وعن المشاعر السلبية تجاه الآخرين قال سماحته: إن علاقات الإنسان الاجتماعية تبقى مهددة بالسلبيات، لأنه يعيش في حالة تنافس مع الآخرين، وتضارب في المصالح، وتنافر في الامزجة والطباع، لذلك يبقى في معرض الصراعات والخلافات والعداءات.

وأكد أن القرآن الكريم يهذب مشاعر الإنسان، حتى ينظر الى الآخرين نظرة إيجابية فإنه يأمر بإحسان الظن بالآخرين، واجتناب سوء الظن الذي يعد سببًا من أمراض النفس.

وقال بأن من يسيء الظن في الآخرين، يفسر تصرفاتهم ومواقفهم وتوجهاتهم دائمًا تفسيرًا سلبيَا.

ودعا إلى ضرورة التحمل في العلاقة مع الآخرين، حيث يعد ذلك امتحانًا من الله في هذه الدنيا، ويجب السعي للنجاح في هذا الامتحان.

وأضاف "هذا امتحان مطلوبٌ منك. حينما يسيء لك آخر، من الممكن أن تتأثر وتنفعل، لكن لا تجعل قلبك مخزنا للأحقاد والضغائن".

وأشار إلى مرض هيمنة الرغبات والشهوات على نفس الإنسان، مؤكدًا أهمية أن تكون الرغبة ضمن الحدود المشروعة، وعدم الخضوع للأهواء والدخول في حالة مرضية.

وبين ضرورة أن يتوجه الإنسان عند قراءة آيات القرآن الكريم إلى أن هناك دارًا أخرى، وهناك قيم ومبادئ، فلا ينساق خلف الرغبات والأهواء.

الامسية القرانية 1444الامسية القرانية 1444الامسية القرانية 1444