الشيخ الصفار يحذّر من تحجيم اهتمامات المرأة في إطار أنوثتها

مكتب الشيخ حسن الصفار
حثّ المرأة أن تأخذ دورها في خدمة الوطن والمجتمع
وقال: إن الدين أبرز نماذج نسائية ليُقتدى بهن
وأبان أن سيرة السيدة زينب تمثل استنهاضًا للمرأة المسلمة لحمل هموم مجتمعها

حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من تحجيم المرأة في إطار أنوثتها، ودعاها لتنمية قدراتها العلمية وكفاءتها العملية، وأن تؤدي واجباتها تجاه الوطن والمجتمع بجدية وإخلاص، دون أن تعيش همَّ إظهار أنوثتها.

وتابع: وعليها أن تدخل إلى معترك الحياة الاجتماعية بكفاءتها وأخلاقها، ولا تقبل أن يُتعاطى معها من خلال مظاهر أنوثتها، وملامح جسمها.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 6 جمادى الأولى 1443هـ الموافق 10 ديسمبر 2021م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: الظلم الجديد للمرأة.

وأبان سماحته أن المرأة ظلمت في الماضي بعزلها وتهميشها، وتحجيمها في إطار انوثتها، ليبقى الرجل وحده متفردًا في صناعة الأحداث، وتحقيق الإنجازات العلمية والاجتماعية.

وتابع: رغم أن المرأة في العصر الحاضر قد استطاعت كسر طوق العزلة والتهميش، وفرضت نفسها بعد مسيرة نضال مريرة شريكةً للرجل في إدارة الحياة، ولا تزال تسعى لاستكمال أدوار شراكتها.

وأضاف: لكنها اليوم تواجه ظلمًا جديدًا يستهدف إعادة تحجيمها في إطار أنوثتها، بدفعها للاهتمام المبالغ فيه بمظاهر أنوثتها.

وأوضح أن الثقافة التي تبشر بها الحضارة الغربية المادية تشجع المرأة على إظهار جمال ومفاتن جسدها، وعلى الاهتمام بوسائل الزينة والتجميل.

وتابع: على المرأة أن تصرف جهدًا، ليكون شكلها جاذبًا ومظهرها مغريًا، وكأن ذلك هو مقوِّم شخصيتها.

ومضى يقول: لقد أصبحت المرأة سلعة إعلامية يتاجر بصورها في الدعاية والإعلان والإعلام. واستخدمت أداة في ماكينة الفنّ الهابط الذي يحرِّض الشهوات والرغبات الجنسية.

وتابع: إن من يؤمن بإنسانية المرأة وكرامتها وما تمتلك من كفاءات وقدرات تشارك بها الرجل في إدارة الحياة يرفض هذا الامتهان للمرأة.

وأبان أن الدين أبرز نماذج ورموزًا من الرجال، ليقتدي بهم الناس في التزام المبادئ، وتجسيد القيم السامية ... كذلك أبرز نماذج ورموزًا من النساء لنفس الغرض والهدف.

واستشهد بحديث القرآن الكريم عن مريم ابنة عمران، وعن امرأة فرعون (آسية بنت مزاحم).

وأوضح أن الإسلام يريد أن يقول: إن المرأة مؤهلة كالرجل للوصول إلى مستوى الكمال، وتحقيق درجات التقدم والرقي، وإنها تنافس الرجل في خط الالتزام بالمبادئ والقيم، وامتلاك الكفاءات والقدرات.

وبمناسبة ذكرى ميلاد السيدة زينب ، قال سماحته: حين نحتفي اليوم بميلاد إحدى عظيمات الدين والتاريخ.. عقيلة الطالبيين: زينب بنت علي ، فإن علينا أن نستحضر هذه الحقيقة.

وتابع: زينب امرأة حققت بكمالها وجهادها ما يقصر عنه ملايين الرجال، وكان لها دور أساسًا رئيسًا في النهضة الحسينية.

وأوضح أن السيدة زينب هي الشخصية الثانية على مسرح الاحداث، بعد شخصية أخيها الإمام الحسين .

وقال سماحته: من يقرأ أحداث كربلاء ويقلب صفحات كتابها يرى السيدة زينب إلى جانب الحسين في أغلب الفصول والمواقف، بل إنها قادت المسيرة، بعد استشهاد الإمام الحسين، وأكملت حلقاتها.

وتابع: لولا كربلاء لما بلغت شخصية السيدة زينب هذه القمة من السمو والتألق والخلود، ولولا السيدة زينب لما حققت كربلاء أهدافها ومعطياتها، وآثارها في واقع الأمة والتاريخ.

ومضى يقول: لقد أظهرت كربلاء جوهر شخصية السيدة زينب، وكشفت عن عظيم كفاءاتها وملكاتها القيادية، كما أوضحت السيدة زينب للعالم حقيقة ثورة كربلاء، وأبعاد حوادثها.. مؤكدًا أن زينب بطلة كربلاء وشريكة الحسين.

وأوضح أن سيرة السيدة زينب تمثل استنهاضًا ودعوة للمرأة المسلمة؛ لكي تثق بنفسها، وتفجر طاقاتها وكفاءتها في خدمة دينها ومجتمعها، وأن تشارك في حمل هموم الأمة وتطلعات المجتمع.

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=tkfnz-JFoik

للاستماع:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1514