الشيخ الصفار يؤكد على المسؤولية في تداول ما تنشره مواقع التواصل

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

حذر سماحة الشيخ حسن الصفار من نشر ما يسبب هدم كيانات عائلية، أو تخريب علاقات اجتماعية، أو إثارة للفتن والخلافات بين الناس.

وتابع: من بثها وتداولها يتحمل المسؤولية عن آثارها وتداعياتها أمام الله تعالى.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 30 ربيع الأول 1443هـ الموافق 5 نوفمبر 2021م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية، وكانت بعنوان: مسؤولية تداول الكلمة.

وقال سماحته إن سهولة تداول الكلام المكتوب أو الملفوظ، والصور وكل وسائل التعبير، قد يغري البعض في التساهل بتداول كل ما لديهم وما يصل إليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. دون تمحيص أو اختيار وانتقاء.

وتابع: البعض يتحدث عن كل ما خطر بباله، وقد يصور كل ما يروق له ويبثه، ويعيد إرسال كل ما يصل إليه.

وأضاف: الأمر لا يكلف الإنسان إلا لمسة بطرف إصبعه، ليبث ذلك الكلام عبر الفضاء والشبكة المعلوماتية إلى قائمة الأسماء والعناوين المسجلة لديه، وإلى كل الناس حيث يصعب السيطرة على ما ينشر.

وأبان الشيخ الصفار أن في بعض ما يتداول وينشر قد تكون أخبارًا كاذبة، أو معلومات مضللة، أو إساءات وانتهاكًا للحرمات، واتهامات ونيلًا من بعض الأشخاص والشخصيات، وتشكيكًا في مبادئ الدين، وقيم الأخلاق.

وأوضح أن المجال أصبح واسعًا أمام المستغلين لوسائل التواصل الاجتماعي، والتداول المعلوماتي.

وتابع: هناك أخبار مفتعلة تصطنع ثم تتداول، وقد تحتاج إلى وقت حتى يتبين كذبها، فقد ينشر خبر عن وفاة شخص وهو لا يزال حيًّا يرزق، وقد ينسب فعل إلى جهة أو شخص وهو بريء منه.

ومضى يقول: قد تقتطع وتبتر بعض الكلمات من كلام شخص يقوله في سياق، فيؤخذ إلى سياق آخر، وقد يعاد نشر كلام قيل في ظرف معين، وكأنه صدر حديثًا ضمن ظرف يوجهه لمعنى غير مقصود.

وأشار إلى جريان هذا الأمر حتى في المعلومات والآراء المتعلقة بشؤون الحياة كالجانب الصحي، وقد رأينا في موضوع جائحة كورونا أضرار انتشار الشائعات حيث تصدت لذلك الحكومات والمنظمات الصحية العالمية.

وأبان أن على الإنسان أن يتعامل بمسؤولية مع ما يصله من أفكار ومعلومات، فيستوثق منها، ولا يأخذ إلا من المصادر المعتمدة لكل جهة من الجهات.

وتابع: وعليه أن يتأكد من صحتها فيما تتحدث عنه.

وأضاف: وعليه ايضًا أن يتأمل الآثار المترتبة على انتشار هذا الخبر أو المعلومة، فليس كل شيء صحيح يحسن نشره في كل وقت.

وحذر من تبرير ما ينشر بعبارة (ناقل الكفر ليس بكافر)، مؤكدًا أنها ليست حديثًا ولا رواية عن إمام وإنما هي قول ينقل.

وتابع: إنها تعني النقل في مورد الردّ والابطال، وحين لا يكون النقل سببًا لإضلال الآخرين، وإلا فإن نقل الكفر يكون موجبًا للإثم.

وأبان سماحته أن تداول الكلمة ونشرها هو طريق أساس لتبادل الأفكار والمعلومات بين بني البشر.

وتابع: بتبادل الأفكار والمعلومات يتطور مستوى المعرفة والعلم، ويتحقق التقدم في المجتمع الإنساني.

وأضاف: وكلما تيسرت سبل تداول الكلمة ونشرها، وانفتح مجال تبادل الأفكار والمعارف، كان المجتمع أكثر تقدمًا ورقيًّا.

وأكّد على أهمية التركيز على مسؤولية تداول الكلمة، فإن الدين يحمّل الإنسان مسؤولية آثار أي كلمة يطلقها أو يسهم في نشرها.