الشيخ الصفار: الدين رؤية للحياة ونهج في السلوك

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

أبان أن الدين مشروع نجاح في الحياة الدنيا وخلاص في الآخرة.
وأوضح أن التفقه في الدين هو التعلم مع فهم ووعي.
وأكّد أن من طبيعة الحياة وقوع الحوادث والمصائب.

رفض سماحة الشيخ حسن الصفار أن يكون الدين مجرد انتماء موروث أو مجموعة طقوس وتقاليد ينشأ عليها الانسان ضمن بيئته الاجتماعية.

وتابع: "الدين رؤية للحياة، وقيم يؤمن بها الانسان، ونهج سلوكي يلتزم به". مؤكدًا أن ذلك "يستلزم فهماً وإدراكاً واعيًا للدين".

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 17 صفر 1443هـ الموافق 24 سبتمبر 2021م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية، بعنوان: معالم الشخصية الإيمانية عند الإمام الرضا .

وبمناسبة قرب ذكرى وفاة الإمام الرضا تحدث سماحته عن ثلاثة معالم للشخصية الإيمانية المستكملة لحقيقة الإيمان حسب نص مروي عن الإمام .

وتابع: هذه المعالم هي الوعي الديني، والنجاح في الحياة، واستيعاب المشاكل.

الوعي الديني

وأبان الشيخ الصفار أن التعاليم الدينية جاءت تدعو الانسان للتفقه في الدين، والتفقه مرتبة أعلى من التعلم.

وتابع: التفقه هو التعلّم مع فهم ووعي، وليس مجرد تحصيل المعلومة.

ومضى يقول: مطلوب من الانسان أن يفهم الدين الذي ينتمي إليه ويؤمن به.

وتابع: ذلك يعني أن يصرف شيئاً من وقته وجهده لمعرفة مفاهيم دينه وتعاليمه.

وأشار إلى التأكيد جاء على وعي النصوص الدينية وليس مجرد حفظها وتلقينها، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ.

وقال هناك نصوص عن رسول الله تحذر الإنسان من الاغترار بمظاهر التديّن وتطالب بالتأكد من تعقّله؛ "لأنّ التعقّل هو مقياس التديّن وميزان التقويم".

النجاح في الحياة

وفي موضوع متصل قال سماحته أن "الدين ليس مشروعًا للخلاص والفوز في الآخرة فقط، بل هو قبل ذلك مشروع نجاح في الحياة الدنيا".

وتابع: يفترض في المؤمن أن يكون حسن التخطيط لمعيشته، وحسب تعبير الرواية الواردة عن الإمام الرضا (حُسْنُ اَلتَّقْدِيرِ فِي اَلْمَعِيشَةِ).

وأبان أن على الإنسان أن يسعى لكي يكون له دخل جيد، وان يتوازن في انفاقه، وأن يتوخى النجاح في علاقته بمن حوله.

استيعاب المشاكل والتحديات

وفي جانب آخر أوضح سماحته أن "من طبيعة الحياة حصول المشاكل، ووقوع الحوادث والمصائب من مرض، أو فقد عزيز، أو خسارة مال، أو التعرض لعدوان".

وتابع: لابد أن يتحلى الإنسان بالصبر والثبات، ليستطيع تجاوز هذه الرزايا والمصائب. والاستمرار في مسيرة الحياة.

وأشار إلى أن الإنسان لا تستطيع منع حصول الرزايا والمصائب، فإذا ضعف أمامها وأصابه الانهيار، سيدفع لذلك ثمنًا باهضًا، ويزداد وقع المصيبة عليه.

وتابع: بينما يمكّنه الصبر من التخفيف من آثار المصيبة وسرعة التجاوز لمضاعفاتها.

 

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=CfN_1P39LEo

للاستماع:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1501