الشيخ الصفار: الدين يدعو للمحبة والأخوة ويرفض التطرف والتشدد

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

أكد سماحة الشيخ حسن الصفار أن الدين ينشر بين أبنائه المحبة والألفة والأخوة، ويرفض الظواهر البغيضة كالتطرف والتشدد.

وتابع: ينشأ التطرف من خطأٍ في الفهم الديني، وقد تشجعه عوامل نفسية، أو ظروف اجتماعية مختلة.

جاء ذلك خلال المحاضرة العاشورائية العاشرة 10 محرم 1443هـ الموافق 19 أغسطس 2021م مساء الأربعاء بمجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف.

وأوضح سماحته أن الدين يؤكد على مبدأ التعايش بين الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وأفكارهم، ويرفض التعاطي مع الاختلاف في المسألة الدينية بالقهر والفرض.

وأضاف: يعزز الدين حالة الاستقرار الاجتماعي بإرساء العدل والتأكيد على حماية الحقوق والتكافل الاجتماعي، والتربية على القيم والأخلاق الفاضلة التي هي غرض أساس للدين.

وأبان أن الحالة الإيمانية والتدينية هي التي تساعد على حماية الأمن الأخلاقي لمجتمعاتنا، وتحافظ على التماسك العائلي والاجتماعي، وتعزّز الهوية الحضارية لمجتمعاتنا.

وأشار إلى وجود ظاهرة تصاب بها أجزاء من الحالة الدينية فتحول دورها الإيجابي إلى دور سلبي، فبدل أن تكون دافعاً للاستقرار النفسي والاجتماعي، ومعززة للألفة والسلم والأخوة بين أبناء المجتمع، تصبح منبعاً للتعصب والتشدد وتمزق المجتمع.

وتابع: تلك الظاهرة البغيضة هي التطرف والتشدد.

وأضاف: يتجلى التشدد الديني في تقديم تفسيرات متشددة لبعض النصوص والتعاليم الدينية تخالف الأصل الأساس في الدين وهو اليسر ورفع الحرج.

وتابع: كما أن الدين يوجه الى رفض التعاطي مع الاختلافِ في المسألةِ الدينيةِ بالقهر والفرضِ بلْ باعتمادِ الدليلِ والبرهان والحوار الموضوعي بلغة الاحترام.

تعزيز الحالة الدينية

وفي موضوع متصل قال سماحته: علينا أن نعرف أهمية تعزيز الحالة الدينية في مجتمعاتنا الإسلامية، فهي مكسب لا يصح أن نفرّط فيه أو نضيعه، بل علينا أن نعززها وننميها، خاصة وهي تواجه تأثيرات الانفتاح وزحف رمال الحضارة المادية.

وتابع: في ظل الحياة المادية يعيش الإنسان الأنانية المفرطة، فيندفع بقوة لكسب المصالح لذاته ولو على حساب الآخرين من محيطه الاجتماعي، وأبناء جنسه البشري. وهذا ما شكل أرضية لفقدان التماسك والأمن الاجتماعي في تلك المجتمعات.

وأشار إلى معاناة المجتمعات المعاصرة من انتشار الأزمات النفسية، كالقلق والاكتئاب والاغتراب النفسي وانفصام الشخصية، وسائر ما يطلق عليه أمراض العصر، كما تتصاعد أرقام حالات الانتحار والادمان على المخدرات، وحوادث العنف الناشئة من الأزمات النفسية.

ودعا سماحته المثقف الواعي للتفاعل مع الحالة الدينية والسعي لترشيدها، رافضًا سعي البعض لإضعافها والتحريض عليها.

ولفت إلى أن وجود الحالة الدينية في المجتمع يساعد على حماية أمنه الأخلاقي، ويحافظ على التماسك العائلي والاجتماعي، ويعزز الهوية الحضارية.

وتابع: لذا ينبغي تعزيز تلك الحالة بنشر الوعي الديني السليم وتنشئة أبنائنا على قيم الدين وتعاليمه ودعم المؤسسات والبرامج الدينية المفيدة.

الاختلاف الداخلي

وأبان أن الاختلاف داخل المجتمع أمر طبيعي خاصة مع اتساع مساحة المجتمع الشيعي، ومع اقرار باب الاجتهاد، ومع ارتفاع مستوى الثقافة والوعي عند أبناء المجتمع.

وذكر أن منهج الأئمة مع مخالفيهم كان يعتمد على الحوار العلمي والبرهنة والاستدلال وهو ما ينبغي علينا الاحتذاء به في إدارة النقاشات والاختلافات الفكرية مع الاحترام المتبادل والاقرار بمشروعية الرأي الآخر.

وأضاف: على الإنسان أن يتعامل مع الآراء والأفكار المختلفة عبر الحوار العلمي والبرهنة والاستدلال، كما ينبغي له الاقرار بمشروعية الرأي الآخر واحترامه.

تنقية التراث

وعن تنقية التراث اشار الشيخ الصفار للجهود كبيرة التي بُذلت من قبل علماء الشيعة على مرّ العصور، ومع ذلك لا تزال المهمة قائمة، ولا يزال التكليف منوطًا بأعناق العلماء حتى يواصلوا مسيرة صيانة تراث أهل البيت من الدسّ والتزوير.

وتحدث عن دور المرجع الراحل السيد الخوئي، فقد تميزت مدرسته وبحوثه باهتمامه بموضوع الحديث والروايات وتتبع أحوال الرواة، ولذلك ألّف معجم رجال الحديث في أكثر من عشرين مجلدًا، يفصّل القول فيه عن كلّ راوٍ وعن سيرته ومدى اعتباره ووثاقته.

عاشوراء الحسين

وبمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء الإمام الحسين قال سماحته: ينبغي لنا قراءة سيرة الامام الحسين عليه السلام قراءة معمقة وأخذِ الدروسِ من أخلاقهِ في إدارةِ الصراعِ مع الاعداء.

وتابع: تجسدت في مصيبةِ كربلاء أعظمُ القيم الإنسانية كالثباتِ والشجاعةِ والتضحية، كما رسمتْ أحداثها أعظمَ فاجعةٍ ومأساةٍ في تاريخ الدينِ الإسلامي.

وأضاف: لا تزال ذكريات كربلاء الحسين رغم مرورِ العصور والأزمانِ مُثيرةً للأسى في قلبِ كل إنسانٍ حي الضميرِ والوجدان.

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=xwcJyx_b1c0

للاستماع:

https://www.saffar.me/index.php?act=av&action=view&id=1492