الشيخ الصفار: الدّين يرفض الانشغال بالعبادة عن شئون الحياة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

وينتقد تفضيل العبادات المستحبة على الأعمال العامة وعمارة الأرض.
ويرفض إتقان العبادات والتساهل في الالتزام الوظيفي العام.
ويقول علينا أن نعيد النظر في فهمنا للدين وتعاملنا مع الحياة.
وينتقد التقاعس عن متطلبات المعيشة والعزوف عن مباهج الحياة.

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الإسلام لا يقبل من المسلم الاستغراق في القضايا العبادية والممارسات الطقوسية على حساب القيام بالوظائف الدنيوية.

جاء ذلك خلال المحاضرة العاشورائية الخامسة 5 محرم 1443هـ الموافق 14 أغسطس 2021م مساء الجمعة بمجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف.

وقال الشيخ الصفار "علينا أن نعيد النظر في فهمنا للدين وتعاملنا مع الحياة على ضوء رؤية الدين".

 وذكر بأن الله فرض على الإنسان تكاليف عبادية ووضع له شعائر دينية، تذكره بخالقه، وتعزز الإيمان في نفسه "لكنها محدودة الوقت والجهد كالصلاة والصوم والحج".

وأضاف بأنها واجبات محدودة ومقيدة في طريقة أدائها باستطاعة الإنسان، ومراعاة ظروف حياته، وتشكل الحد الأدنى الذي يحتاجه الإنسان في حياته المعنوية الروحية.

وتابع القول إن الإنسان إذا أراد الاستزادة من العطاء الروحي والنفسي لهذه العبادات فيمكنه التقرب إلى الله بالعبادات المستحبة والنوافل.

واستدرك بأن هذه الاستزادة مشروطة بأن تكون العبادة مشرّعة من الخالق لا من "المخترعات" المنسوبة للدين، وألا تكون على حساب مهمات الحياة ووظائفها.

وأشار في السياق إلى أن مصادر الحديث المعتمدة عند المسلمين مليئة بالتوجيهات الحاثّة على "الاقتصاد في العبادة" والنأي عن الزيادة في العبادة وترك المبالغة فيها.

وتابع بأن على المؤمنين أن يرتبوا أولوياتهم العبادية والعملية في كل مجال. مضيفا بأن حركة الإمام الحسين قدمت أبرز مثال حين انبرى لتحمل المسئولية تجاه وضع الأمة في مواجهة الحكم الأموي.

وأضاف بأنه في حين اتجه بعض الصحابة للتفرغ للعبادة عمد الإمام إلى إنهاء حجه والانطلاق في حركته الرسالية.

دين ودنيا

وانتقد سماحة الشيخ الصفار الوسط الديني حيال التفريق الحادّ عندهم بين العبادات الدينية والأعمال الدنيوية على نحو يعطي الأفضلية للأولى.

ومضى قائلا إن اعمار الأرض وتسخير وجودات الكون والاستفادة منها مهمة كل أبناء البشر.

وأضاف أن لكل انسان دورًا في تحقيق ذلك الغرض، ولكل ٍنصيب في فرص الحياة وخيراتها، فعليه ألا يهمل ذلك النصيب، وتلك الحصة، التي تتحدد بمستوى حركته وسعيه.

وانتقد حالة التقاعس عن توفير متطلبات المعيشة والعزوف عن الاستمتاع بمباهج الحياة معتبرا ذلك مصداقا لما يطلق عليه القرآن الكريم نسيان النصيب من الدنيا، والذي نهى عنه.

ورأى أن من نتائج التفريق بين العمل الديني والدنيوي اعتقاد اقتصار الثواب الإلهي على الأعمال الدينية فقط من بناء مسجد أو حسينية والاهتمام بإتقان العبادات الدينية وحدها والتقدير الزائد للمنتمين للسلك الديني دون غيرهم.

ومضى يقول "إذا تأملنا النصوص الدينية ووعينا مقاصد الشريعة نجد أن هذا التفريق بين هذين النوعين وما يترتب عليه من تعامل ليس دقيقًا".

وأوضح في السياق بأن القرآن الكريم خصص جانبا من موارد الزكاة لرعاية المصالح العامة كتعبيد الطرق وبناء الجسور والمستشفيات وملاجئ الفقراء والمدارس وغير ذلك مما يحتاج اليه الناس.

وتابع بأن هذا ما تناولته الأحاديث وأفتى به الفقهاء وهو ما يشير إلى الارتباط الوثيق لهذه الأعمال الدنيوية بصميم الدين.

 

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=Tz0sJZnOXJw

للاستماع:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1487