الشيخ الصفار: الدين فتح باب الاجتهاد لوضع التشريعات المناسبة لكل عصر

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

وأبان أن المشكلة هي اجترار النسخة القديمة من الخطاب الديني.
ويقول إن مما فاقم الأمر ظهور الحركات الدينية المتطرفة.
ويضيف بأن هذا سبب رواج الأفكار التي تتهم الدين بالتخلف.

حمّل سماحة الشيخ حسن الصفار الجهات الدينية العلمية المسئولية حيال "القصور والتقصير" في الاجتهاد لاكتشاف قيم دينهم وتشريعاته المتناسبة مع هذا العصر.

جاء ذلك خلال المحاضرة العاشورائية الثالثة مساء الأربعاء 3 محرم 1443هـ الموافق 12 أغسطس 2021م بمجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف.

وقال الشيخ الصفار "إن المشكلة هي اجترار النسخة القديمة من الخطاب الديني والاستنتاجات العلمية للفقهاء السابقين".

وتابع بأن الدين فتح باب الاجتهاد وهناك قيم وقواعد عامة يستطيع الانسان أن يرجع اليها لأخذ التشريعات المناسبة لكل عصر.

ورأى بأن المشكلة تكمن في جهة القصور والتقصير الذي حصل عند المسلمين في اكتشاف قيم دينهم وتشريعاته المتناسبة مع هذا العصر.

وأضاف سماحته بأن المسلمين الأوائل في عهد النبي والأئمة والفقهاء المؤسسين للمذاهب لم تكن تواجههم مشكلة في تطبيق التشريعات الدينية في مختلف جوانب الحياة.

وأرجع ذلك إلى المرونة التي امتازت بها التعاليم النبوية ولاحقا الاجتهادات الفقهية التي كانت متناسبة مع تقدّم وتيرة الحياة.

وأضاف بأن التطور الهائل الذي حصل في العصر الحديث في مختلف المجالات الإنسانية أثار تساؤلًا كبيرًا حول قدرة التشريع الديني على مواكبة هذه التطورات الكبيرة.

وتابع القول "أفاقت المجتمعات الإسلامية في هذا العصر على نفسها فرأت أنها تعيش على هامش الحضارة والتقدم".

وأردف بأن مما فاقم الأمر ظهور الحركات الدينية المتطرفة التي تريد تطبيق الدين في هذا العصر بنسخة سلفية قديمة، ترجع بالمجتمعات إلى العصر الحجري، ولا تنسجم مع تطورات الحياة.

ومضى يقول بأن هذا سبب رواج الأفكار التي تتهم الدين بالمسؤولية عن التخلف واستحضار ثورة المجتمعات المسيحية في أوربا على الكنيسة التي عرقلت مسيرة العلم والاختراع.

وأضاف بأن هذا السياق الذي ظهرت خلاله الدعوات التي تتبنى حصر الدين في المجال الروحي بعيدا عن أي برامج لإدارة الحياة.

الدين والحياة

ورفض سماحة الشيخ الصفار الدعوات القائلة بأن الدين لا شأن له بالحياة.

وقال "لا يمكننا أن نسلّم ونعتقد أن الدين لا شأن له بالحياة الاجتماعية".

وأضاف بأن هناك اندماجًا بين الفعل الدنيوي وبين الجانب الروحي والأخلاقي والبعد الأخروي.

وشدّد بأن البعد الأخلاقي والأخروي لا ينفصل - في الدين - عن الفعل الدنيوي. مضيفا بأن الدين يريد أن يحقق الحياة الطيبة للإنسان عبر التشريعات التي تلامس مختلف جوانب حياة البشر.

ورأى بأن ثورة الإمام الحسين تعبر عن موقف سياسي وحركة اجتماعية تنبعث من دافع ديني وقيم أخلاقية.

وأضاف القول بأن الإمام الحسين لم يقم بهذه الحركة خارج إطار تدينه وإنما بدافع ديني محض.

وخلص إلى أن الدافع الديني لدى الإمام الحسين يرتبط بالموقف السياسي والفعل الدنيوي، وقد قال "إنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي".

 

لمشاهدة المحاضرة بعنوان: الدين وإدارة الحياة

https://www.youtube.com/watch?v=KkRl49CXbqg

للاستماع للمحاضرة:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1484