الشيخ الصفار يدعو العلماء والباحثين لكشف الأحاديث الزائفة والمختلقة

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار العلماء والباحثين لكشف التزوير الذي حصل في التراث الحديثي والروائي، من أجل ترشيد الخطاب الديني.

 وطالب الواعين من أبناء الأمة بالانحياز إلى جهود الإصلاح وتنقية التراث مما شابه من تحريف وتزوير.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 25 رمضان 1442هـ الموافق 7 مايو 2021م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار: غالبًا ما يدفع من يتصدّى للدور الإصلاحي من العلماء والخطباء والكتاب ثمنًا باهظًا، بسبب تأليب العامة عليه من قبل المناوئين للتصحيح والإصلاح، المستفيدين من السّوق الرائجة للأساطير والخرافات.

وتابع: فعلى الواعين من أبناء الأمة العمل من أجل ترشيد الخطاب الديني، والاعتراض على حالات الإسفاف والتضليل في بعض الخطابات.

وأضاف: لقد حذَّر رسول الله من الكذب عليه بأشد تحذير في أحاديث كثيرة، وحذّر الأئمة من الأحاديث المدسوسة في تراثهم.

وأوضح سماحته أن مما انفرد به فقه الإمامية ذهاب معظم فقهائهم من قدماء ومعاصرين إلى أن من مفطرات الصوم تعمّد الكذب على الله أو رسوله أو الأئمة ، سواءً كان الكذب متعلقًا بأمور الدين أو الدنيا.

وأبان أن هذا يشير إلى خطورة وشدّة قبح الكذب على الله ورسوله والأئمة، مؤكدا أن الكذب بشكل عام وعلى أي أحد مما يحكم العقل بقبحه، وهو محرم بل أن حرمته من ضروريات الدين.

وتابع: وحين يكون الكذب على الله ورسوله والأئمة فلابد وأن يكون أشد قبحًا وحرمة، لعظيم مقام المكذوب عليه، ولأنه تحريف في الدين، وإضلال للناس.

وأضاف: صنف العلماء كتباً، وكتبوا أبحاثاً عن جريمة الوضع في الحديث، وفضح الوضاعين، وأقروا قواعد وضوابط لفرز الأحاديث واكتشاف الموضوع منها.

وعن الدوافع للوضع قال سماحته: قد يكون الدافع عدائي للإسلام من قبل مناوئيه وذلك لتخريب الإسلام من داخله وارباك اتباعه. كما صنع بعض اليهود والزنادقة.

وتابع: وقد يكون الدافع سياسيًا لخدمة هذه السلطة أو تلك في التاريخ الإسلامي، أو للانتصار للمذاهب والفئات ضد بعضها بعضًا، أو بسبب الدافع الديني.

وعن الدافع الديني قال سماحته: بمعنى أن يقوم أحد بوضع أحاديث كاذبة ينسبها إلى رسول الله أو إلى أحد الأئمة . وذلك بحجة تقوية الدين وتعزيز الحالة الدينية وتعظيم الشعائر الدينية. ويعتبرون قيامهم بهذا العمل احتساباً وتقرباً إلى الله تعالى.

وحذر الشيخ الصفار من هذا الدافع لأنه يخلق للناس ثقافة دينية زائفة، قائمة على الكذب والافتراء، تصرفهم عن الاهتمامات الحقيقية، والأدوار البناءة لخدمة قيم الدين وإعمار الحياة. وتجعلهم يعيشون عالم الأوهام والأساطير والممارسات الطقوسية والشعائرية المتضخمة.

لمشاهدة الخطبة بعنوان: جريمة الكذب على الدين

للاستماع للخطبة:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1467