الكاتب الزاكي: أفكار الشيخ الصفار شكلت دافعا للكتابة عن تجربته الإصلاحية

 

قال السيد إبراهيم الزاكي أن الأفكار الإصلاحية، والاطروحات العصرية، والتجربة الرائدة للشيخ حسن الصفار تمثل دافعا للكتابة عنها، مؤكدا أن للشيخ الصفار بصمة في المجتمع لا يمكن إنكارها.

ونفى أن يكون الشيخ الصفار عالم دين فقط، بل هو أيضاً مثقف، ومن قادة الرأي، ويعمل في الشأن العام، ويشارك المواطنين همومهم وآمالهم في بناء مجتمع ناهض ومتّحد.

وأوضح أن للشيخ الصفار مكانة مقدرة في وسط مجتمعه، وله وجهة نظر إصلاحية في كثير من الشؤون، مؤكدا أن عالم الدين الذي يمارس نقداً ذاتياً حول بعض القضايا التاريخية والتراثية والعقدية ومن داخل الدائرة الدينية، يختلف عن الذي يمارس النقد من خارج هذه الدائرة.

وتابع: الذي يمارس النقد أو التأصيل للأفكار الجديدة وهو ينتمي إلى هذه الدائرة أو منطلقاً من داخلها، سيكون نقده وأفكاره وخطابه أكثر مصداقية من ذاك الذي يمارس النقد من خارج هذه الدائرة.

جاء ذلك خلال حوار عن كتاب: (المسألة الطائفية.. قراءة في خطاب الشيخ الصفار)، أجراه مع الزاكي الأستاذ حسين زين الدين ونشر في جريدة (المدائن بوست) التي تصدر في ألمانيا، في عدد رقم 44، الصادر يوم الأحد 3 يناير 2021م.

وأشار إلى تجربة الشيخ الصفار وحضوره الواضح خلال العقود الأربعة الماضية من تاريخ هذه المنطقة، على الرغم من أي تقييم سلبي أو إيجابي للتجربة التي خاضها، مؤكدا أن للشيخ الصفار بصمة واضحة لا يمكن إنكارها في سيرة هذا المجتمع، وهي تجربة كان لها أثرها حين انطلقت، وأحدثت تحولاً متعدد الجوانب في مجتمعنا.

وعن اختيار الموضوع قال الزاكي: حين قرأت كتاب الشيخ حسن الصفار (الطائفية بين السياسة والدين)، في إطار التحضير لحلقة نقاشية حول الكتاب لفتتني الأفكار الإصلاحية الواردة فيه، وشدتني للاطلاع على بعض كتبه الأخرى، وأظن أن آخرين مثلي ليسوا على معرفة واطلاع على أفكار الشيخ الصفار وتجربته الإصلاحية بشكل مباشر، وهو أمر كان حافزا لي للكتابة عن هذه التجربة من موقع الدارس والباحث، وخصوصا حين أكتب عن شخصية أنتمي وإياها إلى بيئة اجتماعية واحدة.

وأكمل: كما يمكن إيراد العديد من الأسباب التي دفعتني للكتابة حول هذا الموضوع وتجعل البحث فيه ممكنا وسهلا وغنيا، ومنها أن الشيخ الصفار صاحب كتابات وأبحاث، أو مادة مكتوبة ومصادر يمكن الرجوع إليها ومطالعتها.

وتابع: وللشيخ الصفار في موضوع الطائفية كتابات كثيرة ووجهة نظر واضحة يمكن أن تكون مصدر ثري لأي كاتب يتناول هذا الموضوع.

وقال: إن المتابع لخطاب الشيخ الصفار يلحظ أن المسألة الطائفية ومشكلاتها وقضاياها، احتلت مساحة واسعة من مجمل خطابه خلال العقد الماضي، وكأنها هم يؤرقه ويشغل تفكيره، حيث يرصد الكثير من المظاهر التي تتجلى فيها أمراض الطائفية ويسلط الضوء عليها ويبرزها، وتوجيه النقد إليها، ويقدم الحلول التي تسهم في تنفيس هذه المشكلة وحلها.

وأشار إلى حديث الشيخ الصفار عن وجود متحفظين على دعوات الوحدة والتقريب في الوسط الديني، ويثيرون مشاعر القلق من تقديم التنازلات للطرف الآخر على حساب العقيدة والمذهب.

وبيّن ان سماحته دحض هذا القلق والتوجس الغير مبرر بقوله إن العلماء الوحدويين منذ بداية مسيرة التقريب في هذا العصر، تحدثوا بأن غرض الوحدة والتقريب هو تحقيق التعايش بين أبناء الأمة، وتوفير أجواء الاحترام المتبادل، والسعي للتعاون في خدمة المصالح المشتركة.

كما أبان الشيخ الصفار أن الوحدة والتقريب لا تعني على الإطلاق التحول من مذهب إلى آخر، ولا هو تنازل من أحد عن معتقداته وآرائه، لأن أمور العقيدة والدين لا تقبل المساومة، وهي شأن قلبي يستعصي الإخضاع.

 

لقراءة كتاب: المسألة الطائفية.. قراءة في خطاب الشيخ الصفار

https://www.saffar.me/?act=books&action=view&id=60

لقراءة الحوار:
https://www.saffar.me/index.php?act=artc&id=3065&hl

المدائن