الشيخ الصفار: الاجراءات الاحترازية محل فخر واعتزاز المواطنين

 

نص مداخلة سماحة الشيخ حسن الصفار عبر قناة الإخبارية السعودية ضمن نشرة الأخبار مساء يوم الاثنين 14 رجب 1441هـ الموافق 9 مارس 2020م

 

وينضم الينا من الدمام الشيخ حسن الصفار، أهلا بك شيخ حسن معنا في الاخبارية وسؤالي لك الأول وانت تتابع كل تلك الاجراءات والاحتياطات الاحترازية التي تنفذها الدولة حفاظا على سلامة المواطنين والمقيمين ما هي كلمتكم تجاه ذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أولا نضرع لله سبحانه وتعالى أن يكشف هذا البلاء عن جميع الناس وان يوفق العلماء والمختصين لإنتاج الادوية واللقاحات المضادة التي تساعد البشرية في التغلب على هذا الفايروس 

ثانيا في هذه المرحلة أهم شيء هو تضافر الجهود لمحاصرة هذا الفايروس والحد من انتشاره، مقياس الرشد الان في الحكومات والانظمة هو مبادرتها لمحاصرة هذا الفايروس، والحمد لله اثبتت حكومتنا حكمتها ورشدها ومبادرتها من اجل حماية الوطن وحماية صحة المواطنين، وبقي على المواطنين ان يكونوا متجاوبين مع هذه الاجراءات الرسمية الحكومية بفضل الله سبحانه وتعالى وبجهود الاعلام والعلماء  والمبلغين هناك وعي جيد عند المواطنين في محافظة القطيف فقد بدأوا يقلصون اللقاءات والاجتماعات وكثير من المساجد بادرت لإلغاء صلاة الجماعة والبرامج المختلفة والغت احتفالاتها ليس فقط لان هناك أوامر، بل لان الناس عندهم درجة جيدة من الوعي، ونأمل ان يستمر المواطنون في ممارسة هذه الاحترازات لمحاصرة هذا الفايروس من اجل صحتهم، ومن اجل سلامة جميع المواطنين

شيخ حسن على كل مواطن واجب وطني تجاه وطنه وكذلك المواطنين والمقيمين كلمتكم لمن لم يفصح حتى هذه اللحظة ليبادر للجهات المعنية بالإفصاح لكي يحمي نفسه اولا ويحمي حتى أقرب الناس اليه ووطنهقناة الاخبارية

عدم افصاح اي مواطن قادم من مناطق ينتشر فيها هذا الفيروس يعتبر ذنبا وجرما كبيرا بحق نفسه أولا، وحق اسرته وعائلته ثانيا، ثم بحق جميع المواطنين لا يجوز ابدا من الناحية الشرعية ولا من الناحية العقلية ان يتكتم الانسان على هذا الامر، لأنه بذلك يعرض نفسه هو الى التهلكة، وقد نهى الله سبحانه وتعالى بقوله الصريح والواضح ﴿ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ثم أن الانسان مطالب بان يدفع الضرر عن نفسه وعن الاخرين، فاذا كان سببا في اضرار الاخرين، وفي تسبيب المرض والتهديد لحياتهم فهو يقوم بجرم كبير، من هنا فإننا توجهنا من خلال خطبة الجمعة، ومن خلال الكلمات المختلفة، لمخاطبة ومناشدة كل انسان بان يبادر بالإفصاح عن جهة قدومه، من اجل مصلحته هو،  ومن اجل مصلحة الناس بشكل عام واعتقد ان القلة هم الذين لم يفصحوا، ولا اعتقد ان انسانا عاقلا واعيا يسمح له ضميره ويسمح له عقله بأن يتكتم، خاصة وان الدولة رعاها الله قد اسقطت كل الاعذار والمبررات، حتى لو كان سفره مخالفا للأنظمة، فالدولة برحابة صدرها غضت الطرف عن هذا الجانب، فلم يبق اي مبرر للتردد في هذا الامر.

سؤالي الاخير لك شيخ حسن بما يتعلق بكل تلك الاجراءات الاستباقية والاحترازية التي قامت بها الدولة وخاصة في محافظة القطيف حفاظا على سلامة ابنائها من ربما تفشي هذا الفايروس داخلها وذلك حماية لهم وكذلك لكل من يقطن القطيف.

هذه الاجراءات التي وضعتها الدولة تزيد ثقة المواطن، كلما رأى الدولة تتخذ هذه الاجراءات الاحترازية ينبغي ان يزداد ثقة واطمئنانا، بأنه يعيش في ظل حكومة تفكر في صحته، وتفكر في  سلامته وسلامة اسرته  وسلامة الناس، ينبغي ان نفخر بأن حكومتنا بادرت الى هذه الاجراءات الاحترازية سواء في الحرمين الشريفين او في محافظة القطيف، هذه الاجراءات ينبغي ان نكون حريصين على الالتزام بها لأنها هي التي تطمئننا وهي التي تحمي صحتنا وسلامتنا.

من هنا فإننا نهيب بجميع المواطنين ان يتجاوبوا مع هذه الإجراءات، واذا كانت بعض هذه الاجراءات تسبب لبعض الناس شيئا من المضايقة والانزعاج، وتحد من حركتهم فهذا امر طبيعي. فالمطلوب هو حفظ الصحة العامة وسلامة الوطن والمواطنين ولا ينبغي التضجر ولا التذمر ولا الانزعاج من هذه الإجراءات، بل ينبغي الحرص على الالتزام بها ودعوة الاخرين ودعوة الجميع للالتزام بها بدقة، حتى لو لم تكن هناك اجراءات ملزمة من قبل الدولة يجب على كل انسان واع ان يقوم هو بالإجراءات الاحترازية، والحمد لله الان وسائل التثقيف العامة توضح للإنسان ان عليه ان يقلل اختلاطه مع الاخرين، وعليه أن يهتم بالوسائل والاساليب الصحية هذا هو واجب كل انسان واع.

شكرا لك شيخ حسن الصفار كنت معنا من الدمام شكراً لك.