الشيخ الصفار يحث المجتمعات الدينية على الالتزام القيمي والنأي عن التناقض

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ويبارك ذكرى الميلاد المجيد للسيد المسيح عيسى بن مريم.
ويحذر من تحول الدين إلى مجرد هوية وطقوس شكلية مجردة.
وينتقد إيمان الغرب بالمسيح رمزا للسلام وإنتاج أسلحة الدمار الشامل.
ويقول ويلٌ للمجتمعات التي تستغرق قياداتها الدينية بالطقوس.

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار المؤمنين إلى الامتثال الفعلي للتعاليم الدينية وتطبيق مضامينها على مستوى السلوك العام وتوجهات الحياة، محذرا من الوقوع في التناقض الذي شاب الديانات الأخرى.

 جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 1 جمادى الأول 1441هـ الموافق 27 ديسمبر 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

 وفي حين بارك الشيخ الصفار ذكرى الميلاد المجيد للسيد المسيح عيسى بن مريم دعا في الوقت عينه إلى الامتثال الفعلي للقيم التي جاء بها وسائر الأنبياء والأئمة.

 وأضاف القول ان الاحتفاء العالمي بميلاد المسيح يؤكد حضور البعد الدينـي في نفوس أبناء البشر "الا أن المشكلة تكمن في السعي لحجب تأثير هذا البعد في حياة الانسان وسلوكه الخارجي".

وتسائل سماحته عن تأثير تعاليم السيد المسيح وشخصيته وسيرته في حياة المجتمعات الغربية اليوم.

 وتابع بأن المسيح رمز للمحبة والسلام ولكن أين المحبة والسلام في سلوك المسيحيين الذين ينتجون أشد أسلحة الدمار الشامل فتكا، واشعالهم حربين عالميتين حصدتا عشرات الملايين من البشر. كما تبرز الآن في اوساطهم تيارات عنصرية متطرفة

 واستطرد الشيخ الصفار "لست في مقام ادانة الغرب بقدر ما أتحدث عن المفارقة بين الانتماء الديني من جانب، والسلوك العملي من جانب آخر".

 وأضاف بأن هذه المشكلة لا يختص بها المسيحيون فقط، وإنما هي مشكلة يعاني منها المسلمون أيضا بل وسائر الأديان.

 واضاف انها مشكلة تتعرض لها كل الديانات حين يصبح الدين مجرد هوية للانتماء ويتحول الى طقوس مجردة، ويصبح الأنبياء والائمة مجرد رموز مقدسة يحتفى بذكريات مواليدهم ووفياتهم "لكن تأثير تعليماتهم وسيرهم بعيد عن الحياة والسلوك".

 ومضى يقول ان الاقتداء بالأنبياء والأئمة والإتباع والتنفيذ لتعاليمهم هو المقياس الفعلي للتدين "أما البقاء عند الحدود الرمزية المتمثلة في الاحتفاء بالوفيات والمواليد بعيدا عن التأثير في السلوك والحياة فلا يحقق الغرض المطلوب من الدين". 

 وحثّ الشيخ الصفار القيادات الدينـية في مختلف الأديان والمذاهب على توجيه مجتمعاتها الى عمق الدين واتباع المضامين الدينية والالتزام بمكارم الاخلاق والقيم الإنسانية المشتركة.

 وأضاف "ويل للمجتمعات التي تستغرق قياداتها الدينية –كسائر الناس- بالطقوس والشعائر، دون اهتمام بالمضامين، ولا انعكاس على السلوك والأخلاق".