الشيخ الصفار ينتقد الخطاب التقليدي الداعي إلى الانفصال عن واقع الامة

مكتب الشيخ حسن الصفار
ويرفض تصوير أهل البيت وكأنهم "دراويش" منزوين تماما عن قضايا الحياة.
ويقول بأن أئمة أهل البيت كانوا يحذرون شيعتهم من العزلة والانطواء.
ويدعو العاملين في الخدمة العامة إلى الاجتهاد في رعاية مصالح الناس.

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار ذوي الكفاءة إلى الانخراط في الخدمة العامة منتقدا في الوقت عينه الخطاب التقليدي الداعي إلى العزلة والانفصال عن واقع الأمة استنادا إلى قراءة غير موضوعية لسيرة أئمة أهل البيت.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 25 شوال 1440هـ الموافق 28 يونيو 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

ودعا الشيخ الصفار ذوي الكفاءة إلى الانخراط بكل اخلاص في سلك الخدمة العامة مع مراعاة الأحكام وحفظ حقوق المواطنين والتقيد بالأنظمة المرعية من جهة العمل.

وأوضح بأن أئمة أهل البيت كانوا يحذرون شيعتهم من العزلة والانفصال عن الامة. وكانوا يشجعون تلامذتهم وأتباعهم من ذوي الكفاءة على الخدمة في أجهزة الدولة.

وانتقد سماحته الخطاب الديني الذي يصور أئمة أهل البيت وكأنهم "دراويش" منزوين تماما عن شئون الأمة السياسية والاجتماعية وأن كل شغلهم كان التعرض للمآسي والآلام.

وأضاف ان هذا الخطاب يتغافل عن مشاهد التواصل والمشاركة الاجتماعية والسياسية في حياة الائمة وتأثيرهم على مسار الاحداث وكأنهم بلا حضور يذكر في الساحة العامة.

وقال ان الطرح آنف الذكر أبعد ما يكون عن الدقة والموضوعية.

واستدرك قائلا "صحيح ان أئمة أهل البيت أُبعدوا عن موقع القيادة.. لكن لم تسيطر عليهم ردة فعل تمنعهم من أداء دورهم في الإصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصلحة الدين والأمة".

وأكد سماحته أن الأئمة كان لهم حضورهم في ساحة الشأن العام للامة بتبيين مفاهيم الدين ورعاية المصلحة العامة، وإن كان على حساب ذواتهم.

ومضى يقول إن الائمة كانوا في مختلف العهود يبدون رأيهم ويقدمون مشورتهم للحكام ويوجهون الأمة للحفاظ على وحدتها وتآلف مكوناتها.

وتناول عددا من أتباع أهل البيت الذين تبوأوا مناصب عليا مدنية وعسكرية في العهود المختلفة منذ عصر ما بعد النبوة وصولا للعصرين الأموي والعباسي. 

وقال ان وصايا الأئمة تشير إلى أنهم مهتمون بشدة بنجاح أتباعهم وهم على رأس المسئوليات العامة. مستشهدا بوصايا الإمام الصادق لعبدالله النجاشي الوالي على الأهواز من قبل الخليفة المنصور العباسي، وتوجيهات الإمام الكاظم لعلي بن يقطين الوزير الأول للخليفة هارون الرشيد.

وأوضح بأن معايير النجاح هنا تكمن في مراعاة الأحكام وحفظ حقوق المواطنين والتقيد بالأنظمة المرعية من جهة العمل.

ودعا العاملين في الخدمة العامة إلى تحكيم ضمائرهم والاجتهاد في رعاية مصالح الناس والنأي عن تعطيل أعمالهم.