العمل والنشاط روح الحياة

 

دخل جنادة ابن أبي أمية على الإمام الحسن بن علي في علّته التي توفي بها بعد أن سُقي السم فقال: عظني يا ابن رسول الله، فقدّم إليه الإمام موعظة مفصّلة، رغم آلام السم التي كان يعانيها، وكان مما وعظه به قوله : «واِعمَل لِدُنياكَ كَأَنَّكَ تَعيشُ أبَدًا، وَاعمَل لآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَموتُ غَدًا»[1] .

ماذا يعني العمل للدنيا؟

العمل للدنيا يعني السعي لتوفير متطلبات الحياة، وتحسين واقع المعيشة، ورفع مستوى الاستفادة من خيرات الكون التي خلقها الله تعالى وسخّرها للإنسان.

وفّر مستلزمات حياتك، وإذا استطعت أن تجعل حياتك أحسن مما هي عليه فافعل، استثمر هذه الخيرات والثروات الموجودة في الكون، استفد منها لصالح الحياة.

وحين يأتي النص الديني ليأمر الإنسان بالعمل للدنيا، فهذا يعني أنّ العمل للدنيا مقصد ديني، وأن الاجتهاد في العمل للدنيا مورد رضا الله سبحانه وتعالى ونيل ثوابه.

كما يعني أيضًا خطأ بعض الأفكار التي تُزهد في العمل للدنيا، وتقلل من قيمتها، وشأنها، فالدين يريد منك أن تعمل للدنيا.

روايات الزهد

لماذا نجد بعض الروايات تُزهّد الإنسان في العمل للدنيا؟! وأنه ليس لها قيمة، وهي زائلة ذاهبة!

كيف نفهم هذه الروايات؟

في الواقع إما أن تكون هذه الروايات لخلق توازن عند الذين تسيطر عليهم الأهواء والشهوات الدنيوية على حساب الجانب المعنوي والقيمي.

وإما أن تكون بعض هذه النصوص موضوعة مختلقة، تتناسب مع توجهات حكومات الاستبداد التي أرادت أن تخدّر الناس.

حيث مرت على الأمة الإسلامية عهود، كان الأمويون والعباسيون مسيطرين على كلّ شيء من ثروات الحياة، وكان معظم الناس يعيشون فقراء مهمّشين.

هذا الفقير المهمش قد يندفع للثورة والتمرد، ويطالب بحياة أفضل، ولكي يقبل الناس بالحالة التي هم فيها شجّعوا مثل هذه الروايات والأحاديث.

لماذا تنزعج لعدم توفر المال لديك؟!! ولعدم تمكنك من أسباب الراحة والرفاه؟

هذه الدنيا زائلة، ليس لها قيمة، ولا تستحق الأسف على فواتها، والمال وسخ هذه الدنيا، فلا تأسف على عدم توفره، وكن زاهدًا فيه، فالجنة مصير الإنسان الزاهد في الحياة!

بهذه الأفكار كانوا يخدرون الناس عن المطالبة بحقوقهم.

وهذا ما تحدث عنه المفكرون التنويريون في أوروبا في مقابل توجيهات الكنيسة في العصور الوسطى، حيث كان الناس يعيشون هناك الفقر والتهميش والحرمان فكان القساوسة في الكنيسة يوجهون الناس ألا تحزنوا لواقع الفقر التي أنتم فيه، ولا تتأثروا لحالة التهميش التي تعيشونها، فالجنة أمامكم!!

وذلك من أجل أن ينتزعوا من الناس حالة التطلع لتطوير حياتهم، ويسكتوا غضبهم عن الفقر والحرمان.

ولعلّ قسمًا من هذه الروايات والأحاديث التي تزهّد في الدنيا اختلق ووضع لهذا الغرض، ويؤيد ذلك ما ذكره الشيخ الألباني في كتاب (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة) فقد ضعف أو قال بوضع عشرات الأحاديث في ذم الدينا، والزهد فيها، وحب الفقر ومدحه.

دوافع العمل للدنيا

ما الذي يدفع الإنسان للعمل للدنيا؟

من أهم الدوافع عند الإنسان تشبثه بالحياة وأمله في استمرارها، فالشخص المتشبث بالحياة، يحب الحياة، ويعمل من أجل استمرارها، أما إذا سيطرت عليه حالة الضجر واعتقد أنّ فرصته في الحياة قد انتهت، فإنه لا يتحمس للعمل من أجل الحياة.

وهذا أمر طبيعي، فإذا كنت تسكن منزلًا تعلم أنك ستنتقل منه قريبًا، هل ستهتم في تطوير المنزل أو تحسينه؟! بالطبع لا.

الإنسان إذا كان متشبثًا بالحياة ولديه روح الأمل في استمرارها، سيندفع لإعمارها وتطويرها، أما إذا افتقد ذلك وخبت جذوة الأمل عنده، وانخفض مستوى تشبثه وتمتعه بالحياة، فإنه لا يندفع إلى الجد والاجتهاد في هذه الدنيا. ولعله لذلك شاءت حكمة الله تعالى أن يخفي عن الإنسان موعد أجله وانتهاء حياته.

ثقافة التقاعد

البعض من الناس تخبو عنده جذوة الأمل في الحياة، بمجرد أن يتقدم به السن، فيتصرف وكأنه يودع الدنيا، ويعتقد أن فرصته في الحياة انتهت، فينخفض لديه مستوى التفاعل، وينمو عنده شعور بانتهاء دوره في الحياة، وهذا خطأ كبير، حيث يحكم الإنسان على نفسه بالتوقف والانتهاء، وحينها يفقد الرغبة في النشاط والحركة، ويصاب بالملل والسأم والضجر، فتنشأ عنده الأمراض النفسية والجسمية.

وبعض المجتمعات تنتشر فيها هذه الثقافة، فإذا ما دخل الإنسان العقد السادس من عمره، ودقت ساعة التقاعد حسب الأنظمة الوظيفية، فكّر في الانسحاب من الحياة، وأشعره من حوله بأن عليه أن يستريح، وتعامل معه المجتمع باعتباره عنصرًا منتهي الصلاحية، وتأتيه العبارات الموحية بذلك من أهله وأبنائه (استرح، ونحن نقدم لك كلّ ما تريد)!

أما في المجتمعات المتقدمة فإنّ روح التشبث بالحياة، والحيوية في ممارستها، تخلق نشاطًا متجدّدًا لدى الإنسان، مهما تقدم به العمر.

إنّ الحركة والنشاط تطيل عمر الإنسان وتحمي صحته، فقد أكدت دراسات حديثة: أنّ كبار السن الذين يمارسون الرياضة يزيدون من فرص طول أعمارهم.

وبينت الدراسة التي شملت (5700) رجلًا في النرويج، أنّ الذين مارسوا الرياضة ثلاث ساعات أسبوعيًّا عمّروا خمسة أعوام أكثر من الذين لم يمارسوها.

ودعا المشرفون على الدراسة، التي نشرت في مجلة الطب الرياضي البريطانية، إلى تشجيع ممارسة الرياضة في أوساط كبار السن[2] .

نماذج ناجحة

إنّ تقدم السن يجب ألّا يقف عائقًا أمام فاعلية الإنسان ونشاطه، والمجال مفتوح لا حدود له مع توفر العزيمة والإصرار، فيمكن العمل في المجالات التطوعية والاجتماعية، كما يمكن للإنسان أن يواصل انتهاله من العلم والمعرفة، وهناك نماذج كثيرة كتبت عنها الصحف والمجلات، لم يقعد بهم تقدّم السن عن العمل والنشاط.

(ديكي بورثويك) يعدّ أكبر لاعب كرة قدم في العالم، يبحث حاليًّا عن نادٍ لضمه، ليواصل مسيرته في الملاعب وهو بعمر 81 عامًا، وقالت صحيفة «ديلي ميرور» الإنجليزية إنّ (بورثويك) كان يلعب في صفوف فريق (وايك وانجرز) الذي ينشط في درجات الهواة، واستغنى عنه النادي قبل فترة قصيرة، على أن يتم استدعاؤه للمباريات الخيرية فقط، وقال بورثويك، في تصريحات نقلتها الصحيفة، إنه لا يريد الاعتزال في الوقت الحالي حتى بعدما تخطى الثمانين من العمر، ويرى أنه ما زال قادرًا على اللعب والركض طوال 90 دقيقة، وتجدر الإشارة إلى أنّ بورثويك كان قد ترك الملاعب لفترة مؤقتة في 2012م بسبب إصابته بمرض السرطان، قبل أن يعود مجدّدًا في 2015م[3] .

حصل رجل أمريكي يبلغ من العمر 99 عامًا على الشهادة الجامعية، بعد انقطاعه عن الدراسة عام 1932 وقال «ليو بلاس» في مقابلة مع رويترز: «بعد إلحاح قريبة لي على مواصلة الدراسة، قررت أن أبحث عن مستنداتي التعليمية وإرسالها إلى الجامعة، التي قالت: إنّ بإمكاني الحصول على الشهادة الجامعية في الدراسات العامة».

وقال «إنّ حفل التخرج كان شيئًا مختلفًا، كان التصفيق حارًّا، وطافوا بي أنحاء الحرم الجامعي، إنه شعور لا يوصف»[4] .

سعيد علي آل موسى (70 عامًا) من أهالي (عسير)، يتجه إلى مقاعد الدراسة في برنامج مركز محو الأمية، في الوقت الذي لديه 12 من الأبناء، حرص على حضورهم وانتظامهم في دراستهم، وهم يساعدونه، ساعيًا للاستفادة منهم في المدرسة، مشيرًا إلى أنّ الفرحة تتملكه وهو يقرأ من كتاب الله، وقال: «يكفي أن أتعلم في هذا المركز قراءة القرآن»[5] .

الخريج (سليمان بن علي بن محفوظ 55 سنة) ومعه في نفس الدفعة ابناه: ثامر من كلية الهندسة، وأيمن من كلية الحاسب الآلي، في حدث يؤكد على أنّ الطموح لا حدود له، في حدث سعيد تشهده أسرة (ابن محفوظ) وجامعة جازان.

يقول ابن محفوظ: كنت أسافر أسبوعيًّا من أبها إلى جازان لأتابع الأبناء، للاطمئنان على سير دراستهم وأحوالهم، فكانت فرصة مشجعة للالتحاق بالجامعة وإكمال تعليمي الجامعي معهم[6] .

أنهى عبد الكريم حويشان «73 عامًا»، الذي يعدّ أكبر طالب جامعي في السعودية، دراسته الجامعية بحصوله على البكالوريوس في العلوم الإنسانية من جامعة طيبة[7] .

النصوص الدينية دعوة إلى النشاط

هناك نصوص دينية كثيرة تبعث الأمل في نفس الإنسان، وتدفعه لإعمار الحياة وتطويرها، إلى جانب الأدعية الكثيرة الواردة، التي يطلب الإنسان فيها طول العمر، من أجل أن تبقى حالة الأمل متقدة.

ففي الدعاء المعروف بدعاء أبي حمزة الثمالي: «وَاجْعَلْني مِمَّنْ اَطَلْتَ عُمْرَهُ، وَحَسَّنْتَ عَمَلَهُ، وَاَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ»[8] ، وورد في بعض أدعية ليالي شهر رمضان عن الإمام الصادق : «وأن تجعل فيما تقضي وتقدّر أن تطيل عمري في خير وعافية»[9] .

ومن الأبواب الموجودة في كتب الحديث باب تحت عنوان (كراهية أن يتمنى الإنسان الموت) أي لا بُدّ أن تتشبث بالحياة، وتتمسك بوجودك فيها، فتمني الموت مكروه.

فعن رَسُولِ اللَّهِ قال: «لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلّا خَيْرًا»[10] .

وروي أَنَّ أَعْرَابِيًّا قَالَ: يَا رَسُولَ الله، مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ : «مَنْ طَالَ عُمُرُهُ، وَحَسُنَ عَمَلُهُ»[11] .

وروى الإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ رَجُلَانِ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً. قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ الله: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ، فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ، فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ الله ، فَقَالَ رَسُولُ الله : «أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ! وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً! صَلاةَ السَّنَةِ»[12] .

وعن أنس أنّ النبي قال: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا»[13] .

هذه النصوص تعطي حالة من الحيوية الدائمة، لو توفرت لديك ساعة واحدة في الدنيا استثمرها في العمل والإنجاز، فعلى الرغم من أن نمو (الفسيلة) يحتاج إلى زمن، إلّا أنّ التوجيه النبوي يدعو الإنسان إلى العمل.

وسأل الإمام جعفر الصادق صاحبه معاذ بن كثير: «يا مُعاذُ، أضَعُفْتَ عنِ التِّجارةِ أو زَهِدتَ فيها؟» قال: ما ضَعُفْتُ عنها وما زَهِدتُ فيها.

قال: «فما لَكَ؟». قال: عندي مالٌ كثيرٌ وهو في يَدي وليسَ لأحَدٍ علَيَّ شيءٌ، ولا أراني آكُلُهُ حتّى أموتَ.

فقال : «لا تَتْرُكْها، فإنَّ تَرْكَها مَذْهَبةٌ للعقلِ»[14] .

إذا ترك الإنسان الحركة والنشاط تخبو قدراته الذهنية والفكرية والنفسية، تتلاشى وتضعف، والمبدأ الصحيح هو (العمل بقدر الاستطاعة، لا بمقدار الحاجة) اعمل حتى ولو لم تكن محتاجًا.

واعمل لآخرتك

هذه الرسالة التي أراد الإمام الحسن بن علي تأكيدها في وصيته هي من أواخر وصاياه، «اِعمَل لِدُنياكَ كَأَنَّكَ تَعيشُ أبَدًا».

وفي الفقرة الثانية تقول الرواية عن الإمام الحسن : «وَاعمَل لآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَموتُ غَدًا».

ما دمت تعتقد أنّ هناك دارًا آخرة وأنك ستنتقل إليها، فعليك أن تتهيأ لها؛ لأنّها تختلف عن هذه الدار، فهي دار جزاء وليست دار عمل، فلا تستطيع أن توفر احتياجاتك فيها حين تنتقل إليها.

قال علي : «إِنَّ الْيوْمَ عَمَلٌ بِلَا حِسَابٍ وَغَدًا حِسَابٌ بِلَا عَمَل»[15] .

وقال : «إِنَّمَا الدُّنْيا دَارُ مَجَازٍ، وَالْآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ، فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ»[16] .

إنّ الإنسان يندم حين تفوته الفرصة، ويتمنى العودة إلى دار الدنيا، لكنها أمنية غير قابلة للتحقق، يقول تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ [سورة المؤمنون، الآيتان: 99-100].

ويقول تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[سورة المنافقون، الآيتان: 10-11].

كما يجب عليك أن تحسِّن حياتك في هذه الدنيا، مطلوب منك أن تعمل لتحسين حياتك في الدار الآخرة، ولا تقع في التسويف والمماطلة.

البعض يقول أنا أتمتع بحياتي الآن، وإذا كبرت أتوجه للعبادة وأعمال الخير، أنت لا تضمن بقاءك في هذه الدنيا، كما لا تضمن بقاء هذه النية عندك!!

على الإنسان أن يبادر للأعمال التي تنفعه في الآخرة، من طاعة الله، والإحسان إلى الناس، وأداء الحقوق التي عليه، فمن المؤسف حقًّا أنّ بعض الناس في ذمته صيام أو صلوات فائتة لم يقضها، وهي حقوق لله، لكنه يسوف القضاء، أو تكون عليه حقوق للناس لم يؤدها، ولا يدري متى يرحل عن هذه الحياة، لذلك تأتي النصوص لتذكر بالحقيقة الغائبة عن أذهان أكثر الناس: «إِنَّمَا الدُّنْيا دَارُ مَجَازٍ وَالْآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ فَخُذُوا مِنْ مَمَرِّكُمْ لِمَقَرِّكُمْ» كما قال علي ، بالطبع هذا لا يتصادم مع مبدأ العمل للدنيا، وإنما هو توجه لإحداث التوازن عند الإنسان.

القران الكريم يحذّر الإنسان إذا لم يعمل لآخرته وفاتته الفرصة، فإنه يندم فيما بعد، وعليه أن يبادر أثناء حياته، فلا يكفي أن يكتب في وصيته ويطلب من ورثته أن يتصدقوا عنه، تصدّق بدرهم وأنت حي أفضل عند الله من الصدقة بألف درهم بعد الوفاة، فالصدقة في الحياة تتضمن جهاد النفس.

* خطبة الجمعة بتاريخ 7 صفر 1439هـ الموافق 28 أكتوبر 2017م.
[1]  بحار الأنوار، ج٤٤، ص١٣٨، حديث6.
[2]  http://www.bbc.com/arabic/scienceandtech/2015/05/150515_health_exercise_long_life
[3]  http://www.reyada.com/articles/886243
[4]  جريدة الرياض، الصادرة بتاريخ 16يونيو2011م.
[5]  جريدة عكاظ، الخميس 29 محرم 1439ﻫ الموافق 19 أكتوبر 2017م.
[6]  جريدة الرياض، الاثنين 26 جمادى الآخرة 1437ﻫ الموافق 4 ابريل 2016م.
[7]  جريدة البلاد الصادرة بتاريخ 7 رجب1434 ﻫ الموافق 18 مايو 2013م.
[8]  الشيخ الكفعمي، المصباح، ص588.
[9]  الشيخ القمي، مفاتيح الجنان، 257.
[10]  رواه مسلم، حديث 2682.
[11]   سنن الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في طول العمر للمؤمن، حديث 2357.
[12]  مسند الإمام أحمد بن حنبل، حديث 8195.
[13]  الشيخ الألباني، سلسلة الأحاديث الصحيحة، حديث9.
[14]  الشيخ الكليني، الكافي، ج6، ص148، حديث 5.
[15]  إرشاد القلوب، ج1، ص261.
[16]  نهج البلاغة، خطبة رقم 203، من كلام له في التزهيد من الدنيا والترغيب في الآخرة.