لدى زيارته لمركز الإمام الصادق للدراسات والبحوث الاسلامية

الشيخ الصفار يشيد بتطور الحوزة العلمية في النجف الأشرف

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

استقبل مركز الإمام الصادق للدراسات والبحوث الإسلامية التخصصية، صباح يوم الأربعاء 13 ربيع الأول 1440هـ الموافق 21 نوفمبر 2018م سماحة الشيخ حسن الصفار في زيارة تفقدية للاطلاع على النشاطات والأعمال التي يباشرها المركز.

وقد رحب أمين المركز بسماحة الشيخ الصفار، وقدم الشكر لهذه الزيارة المباركة، وبين موجزًا من سيرة حياته العلمية والاجتماعية والتبليغية، وأثنى على مجهوده الموفق في تعزيز القيم الدينية، والتركيز على بناء الشخصية الإسلامية، وتنمية المجتمع، وبث ثقافة الوحدة والتسامح وحماية حقوق الإنسان، ونشر مفاهيم العدالة الاجتماعية الصحيحة وغير ذلك مما جاد به سماحته في ساحات القلم والخطاب.

 

الحوزة العلمية في النجف تشهد تطورًا ونهوضًا

من جهته أشاد الشيخ الصفار بالتطور الكبير الذي تشهده الحوزة العلمية في النجف الأشرف في ظل مرجعيتها الرشيدة، مشيرًا إلى الآمال التي تعقدها الأمة على الحوزة العلمية وعلى المرجعية الدينية، وأن هناك تساؤلات كثيرة عند الناس في الخارج عن مدى استجابة الحوزة العلمية لتحديات العصر، والدور الذي تقوم به المرجعية في ساحة الأمة.مركز الامام الصادق

وأوضح سماحته أن مبعث كثير من هذه التساؤلات التي لا تجد لها إجابة كافية هو ضعف الإعلام وعدم تعبيره عن واقع النهوض الذي تعيشه الحوزة العلمية في النجف والدور الذي تضطلع به مرجعيتها الرائدة.

وتابع: إن من واجب من يطلع على واقع ما تشهده النجف من نشاط علمي وثقافي مكثف أن ينقل هذه الصورة الى المجتمعات والى الرأي العام، ليعرف الناس أن النجف بدأت السير في طريق استعادتها لدورها الريادي وأن مرجعيتها في مستوى آمال الأمة وتطلعاتها إن شاء الله.

ودعا الشيخ الصفار إلى أمرين:

الأمر الأول: سعة الافق الثقافي والمعرفي، فالدروس التي ندرسها في حوزاتنا العلمية تمثل الهيكل العظمي للإنسان، أما بقية أشكال الجسم تأتي من خلال المعارف والثقافات التي ينبغي أن يكتسبها الانسان.

والحضارة الحديثة فيها معطيات كثيرة وكبيرة في الجوانب العلمة وخاصة في علم الاجتماع وعلم النفس وعلم السياسة وعلم الاجتماع هذه العلوم الانسانية هناك تقدم كبير حاصل فيها، ونحن مع اعتزازنا بديننا وتراثنا لا يصح لنا ان نتجاهل منجزات العلم الحديث فيجب أن نطلع على هذه العلوم المعارف والفضاءات الفكرية والثقافية الحديثة وهذا يعني أن نتسلح باللغات المختلفة والحاجة الى قراءة الافكار والمدراس الفكرية المختلفة أضافة الى ما نبذله من جهد على الاطلاع على تراثنا ومعارفنا الدينية.

فكلما كان طالب العلم له اطلاع واسع على المعارف الحديثة أصبح فهمه للعصر وفهمه للحياة وقدرته للتخاطب مع الناس واقناع الناس أكبر.

ولذلك أدعو نفسي وأخوتي للانفتاح أكثر على نتاج المجتمعات وعصارة التجارب الانسانية، فينبغي أن نستفيد منها وكما ورد في الحديث (الحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو أولى بها)، والحكمة هنا لعل المقصود منها فن أدارة الحياة ومعرفة الحياة.

الامر الثاني: هو امتلاك أخلاق انسانية - أن صح التعبير - فنحن مع الاسف في وسطنا الديني وبسبب ما استوحيناه خطأ من بعض النصوص الدينية أصبحنا نعاني من سلوكيات لا تنسجم مع القيم العامة للدين في بعضها حالة من التعصب وحالة من الغرور وحالة من التعالي وفي بعضها تعامل بحالة متشنجة مع الاخر هذه الاخلاق وهذه النفسية لا تؤهلنا لكي نكون ممثلين للقيم الدينية التي نتحدث عنها ولا تساعدنا على استقطاب الناس فالثقافة التي عندنا هي ثقافة تعبوية.

فلم نعد نميز بين الفكرة وبين صاحب الفكرة، فقد لا نؤمن بهذه الفكرة ونراها فكرة خاطئة لكن من يحمل هذه الفكرة هو أنسان وهو نظير لي في الخلق كما قال أمير المؤمنين ، بل أنا مسؤول عن العطف والشفقة عليه وهدايته وتوجيهه.

وختم سماحته بالدعاء للجميع بالنجاح والتوفيق وتحقيق كل ما فيه نفع للامة.

مركز الامام الصادقمركز الامام الصادق