الليلة الثامينة

الشيخ الصفار يدعو إلى مساندة خط الإصلاح الديني في الأمة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ويقول غالبا ما يخذل الناس الفقهاء والعلماء والإصلاحيين، وينحازون لغيرهم.
ويقول بأن التيار المحافظ يعيش القلق على ما يصفه بتمييع مبادئ الدين.
ويضيف بأن "المجتمعات الراكدة" تأخذ موقفا سلبيا من تطورات الحياة وترفضها.
ويقول ان من اسباب الجمود هو التقيّد حرفيا بموروث الآباء والأجداد.

 

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار جمهور الأمة إلى الوقوف إلى جانب الفقهاء الإصلاحيين ودعاة التجديد الاجتماعي في سبيل مواكبة حركة العصر والانسجام مع تطورات العالم.

وقال في محاضرته العاشورائية مساء الاثنين السابعة من محرم 1440هـ الموافق 17 سبتمبر 2018م "ان الأمة بحاجة إلى مزيد من الوعي والنضج حتى تتفهم على نحو أفضل آراء فقهاءها المجددين وعلماءها المصلحين".

وأضاف ان الفقهاء أنفسهم يوجد من بينهم من يستجيب للتطور ويواكب حركة العصر لجهة التجديد في الفقه والفكر الديني، في مقابل آخرين لا توجد لديهم تلك الاستجابة.

ورأى أمام حشد من المستمعين في مجلس المقابي بمدينة القطيف بأن المشكلة التي تعاني منها الساحة الدينية هي عدم انتصارها للإصلاح الديني وخذلانها للمصلحين الدينيين وانحيازها إلى الطرف الآخر.

ومضى يقول "غالبا ما يخذل الناس الفقهاء والعلماء والإصلاحيين، وينحازون إلى المحافظين، فيما يرونه احتياطا لدينهم، وتجاوبا مع عواطفهم الدينية الولائية".

وأوضح بأن المؤسسة الدينية يتقاسمها تياران؛ اصلاحي على رأسه فقهاء مجددون يعملون على الاصلاح الديني ويدعمون التغيير الاجتماعي، وتيار آخر محافظ.8 محرم 1440

وقال بأن التيار الأخير يعيش القلق على ما يصفه بتمييع مبادئ الدين وهم بذلك لا يريدون الاستجابة للتغيرات بل "ابقاء ما كان على ما كان".

وحمّل المؤسسة الدينية اجمالا المسئولية عن "القصور أو التقصير" تجاه مواكبة تطورات العصر وتجديد الفكر والتشريع الديني. 

وقال سماحته ان المجتمعات الحيّة تستجيب لتطورات الحياة استجابة واعية، فتحافظ على هويتها وقيمها الأساسية، وتتمسك بشخصيتها لكنها تستوعب التغيرات، وتتفاعل معها إيجابيا، وتنفتح عليها، لتطور نفسها من خلالها. 

في مقابل ذلك رأى سماحته بأن "المجتمعات الراكدة" تأخذ موقفا سلبيا من تطورات الحياة وترفضها "ثم لا تلبث ان تخضع لها مرغمة، كما رأينا في موقف بعض المجتمعات من التعليم ومن الوسائل التكنولوجية الحديثة".

وتناول جانبا من تلك المجتمعات المتمثل في حركة "بوكو حرام" الرافضة للتعليم في نيجيريا وحركة طالبان ابان سيطرتها على افغانستان.

وقال ان رفض الاستجابة للتطور ليس مقتصرا على تلك الجماعات الإسلامية وإنما يشمل كذلك جماعات أخرى ومنها طائفة الآمش المسيحية في امريكا وكندا التي تعيش عزلة اجتماعية وترفض تطورات العصر. 

وأضاف ان بعض المجتمعات تعيش ازمة واضطرابا إذا فرض التطور والتغيير نفسه عليها.

وعلل ذلك بالقول "بأن التغيير من طبيعته انه ينعكس على الفكر والسلوك والعلاقات الاجتماعية وهم يريدون الحفاظ على افكار وسلوك الزمن الماضي بينما يعيشون زمنا آخر".

 

الإسلام يدعو للتجديد 

إلى ذلك أشار سماحة الشيخ الصفار إلى ان الإسلام لا يربي أتباعه على الوقوف موقف "الجبناء" حيال حركة التطور العلمي والحضاري.

وأوضح بأن الإسلام ينطوي على مبادئ وقيم وتشريعات تنظم السلوك والعلاقات "بينما الرقعة الأوسع من النشاط الإنساني متروكة لعقل الإنسان وتجربته".

وتابع "ان الاسلام ليس كالكنيسة في عصور هيمنتها واستبدادها حتى يفرض على الناس اراءً وأفكارا حول الطبيعة والحياة تخالف العلم والعقل".

ورأى سماحته ان من اسباب الجمود والركود هو التقيد حرفيا بموروث الآباء والأجداد من عادات وأعراف. قائلا ان "هذه العقلية هي ذاتها التي واجهها الانبياء وأدانوها".

ورفض بشدة تعامل البعض مع تطورات العصر في مجال الفكر والبحث الديني على طريقة "مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ".

وقال ان الدين لا يقبل جمود الفهم الديني لا ضمن سياق الفكر ولا في جانب العمل. مشيرا إلى جملة من الأحكام الشرعية التي غيرها النبي نفسه والأئمة

وذهب سماحته بعيدا في الإشارة إلى انسحاب حالة الركود في مجتمعاتنا على مجال تغيير العادات والتقاليد الاجتماعية المرهقة. 

وأضاف بأن كثيرين يشتكون في مجالسهم الخاصة من التكاليف الباهضة المترتبة على بعض الأعراف الاجتماعية ويعترضون عليها، لكن إذا جاء الدور عليهم فهم لا يجرؤون على مخالفتها.

8 محرم 14408 محرم 14408 محرم 14408 محرم 14408 محرم 14408 محرم 1440