الشيخ الصفار يؤكد على أهمية إحياء ليلة النصف من شعبان اجتماعيا وروحيا

 

 أكد سماحة الشيخ حسن الصفار على أهمية الاحتفاء بليلة النصف من شعبان وبقية المناسبات، نظرا لما تؤديه من دور ايجابي كبير في حياة المجتمعات، مضيفا أن الحاجة ماسة للتعبئة الروحية، ولتزوّد النفوس بوقود الإيمان والتقوى، وليلة النصف من شعبان هي من أفضل الليالي بعد ليلة القدر، كما يبدو من كثير من الأحاديث والروايات وأقوال العلماء.

جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية بمجلسه بالقطيف مساء يوم الجمعة (10 شعبان 1439هـ الموافق 27 ابريل 2018م) بعنوان "المناسبات الدينية وكيف نحتفي بها" ويديرها الأستاذ عبد الباري الدخيل.

 

  • إحياء ليلة النصف من شعبان

وقال الشيخ الصفار ان هناك ثلاثة الوان من برامج الاحتفاء بليلة النصف من شعبان، ومنها البرامج العبادية، التي توجه الإنسان للإقبال على ربه، واستشعار العبودية له، ولتجديد عهود الطاعة والالتزام بأوامره، وطلب المغفرة والخير منه تعالى.

وأضاف ان ذلك يتم عبر الصلاة، والمناجاة والدعاء، وتلاوة القرآن الكريم، وتجديد الولاء لنبي الإسلام وأهله الكرام، بزيارتهم والصلاة والتسليم عليهم، مضيفا ان كتب الشيعة المختصة بالأدعية والأذكار، مجموعة من الأعمال الصالحة والمستحبة، لإحياء هذه الليلة المباركة بالعبادة والتهجد.

وأشار إلى ان ليلة النصف من شعبان في طليعة تلك المساحات الزمنية المميزة، التي اختصها الله تعالى بالبركة والفضل، ليتيح أمام عباده أفضل فرص التقرب إليه.

ولفت الشيخ الصفار إلى ان مجتمعاتنا تعودت على إحياء ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان وخاصة ليلة الثالث والعشرين ببرامج العبادة والدعاء، حيث يوقف أغلب الناس برامجهم المختلفة هذه الليلة، متسائلا عن غياب هذه الأجواء ليلة النصف من شعبان، سيما أنها من أفضل الليالي بعد ليلة القدر.

والى جانب البرامج العبادية، لفت الشيخ الصفار على أهمية وجود برامج التوعية والإرشاد، حيث تقام الاحتفالات ومجالس الخطابات والمحاضرات، لتبيين هدي الإسلام، والحديث عن قضية الإمام المهدي، وبشارة الرسول بخروجه، ومعالجة قضايا الدين والمجتمع.

وأشار سماحته لأهمية العادات والتقاليد الاجتماعية في إحياء هذه المناسبة من خلال التواصل، وتبادل التبريكات والتهاني، وزيارة الأقرباء والأرحام، وتقديم الهدايا للأطفال الذين يجوبون الأحياء، ويقصدون المنازل، مما يخلق أجواء البهجة والسرور في سماء المجتمع، ويغرس في نفوس الأبناء حب دينهم ومجتمعهم، ويربيهم على الارتباط والانشداد بتاريخهم وتراثهم.

وفي جانب الأحاديث التي تتحدث عن المناسبة، أشار سماحته ان هناك نصوصًا كثيرةً وردت حول الاحتفاء بليلة النصف من شعبان، منها ما أفرده ابن ماجة القزويني في سننه تحت عنوان: (باب ما جاء في ليلة النصف من شعبان)، ومنها ما نقله كتاب وسائل الشيعة وغيره من كتب الأحاديث.

 

  • دور المناسبات الاجتماعية

وفي جانب آخر، أكد الشيخ الصفار ان المناسبات الاجتماعية العامة تؤدي دوراً ايجابياً كبيراً في حياة المجتمعات، فهي تؤكد هوية المجتمع، لأنها غالباً ما تكون منبثقة من معنى ديني، يؤمن به المجتمع، أو تخليداً لحدث وتحوّل في تاريخه، أو تقديساً لرمز من رموزه، أو تحكي عن تفاعل المجتمع مع بيئته واهتماماته.

وأضاف ان خدمة تماسك المجتمع عبر التمحور حول توجهات واحدة، والاشتراك في مشاعر موحدة، وما تفرضه برامج الاحتفاء بالمناسبة من تعاون وتفاعل عام.

ومضى في القول ان المناسبات الاجتماعية تجديد لحيوية المجتمع، ببعث حالة من الحركة والنشاط الاجتماعي، وبإضفاء جو من الأمل والبهجة في النفوس، وكذلك بروز المواهب والطاقات من خلال إبداعاتها وإنـجازاتها في الاحتفاء بالمناسبة.

وأشار إلى ان حياة أي مجتمع بشري لا تكاد تخلو من وجود هذه المناسبات، مع تفاوت في منطلقاتها، وبرامج إحيائها.