الشيخ الصفار يحض ذوي الكفاءة على إبراز أنفسهم وطنيا والنأي عن الانطواء

مكتب الشيخ حسن الصفار

ويقول ان صاحب الكفاءة قادر على فرض احترامه حتى في اصعب الظروف.

  • ويرجع حالة انزواء ذوي الكفاءة إلى عوامل منها ضعف الثقة بالنفس.
  • وينتقد تجاهل الخطاب المنبري ذكر أصحاب الأئمة الذين تبوأوا مناصب عليا في الدولة.

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الكفاءات العلمية والدينية والسياسية المحلية إلى إبراز نفسها في الفضاء الاجتماعي العام والنأي عن العزلة بذريعة الظروف الاجتماعية والسياسية الصعبة.  

جاء ذلك خلال حديث الجمعة 4 شعبان 1439ﻫ الموافق 20 أبريل 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية. 

وقال الشيخ الصفار "ان على الانسان الكفوء ان يظهر كفاءته ويسعى لموقع العطاء".

وأوضح بأن الانسان حينما يمتلك الكفاءة والتميز فهو بذلك يصبح في موقع الاحترام والتأثير، فالكفاءة تفرض نفسها.

وانتقد سماحته بشدة حالة الانزواء والعزلة عند اصحاب الكفاءة والمواهب المتميزة واقتصار بعض هؤلاء على القيام بدور هامشي محدود ضمن محيطهم الاجتماعي الضيّق.

وأرجع حالة الانزواء تلك إلى عدة عوامل منها ضعف الثقة بالنفس وانتشار حالة المحسوبيات والتمييز بين الناس أو تخلف المجتمع الذي يقضي على كفاءاته بنفسه نتيجة التحاسد وسوء التنافس.

وبمناسبة ذكرى مواليد أئمة أهل البيت تناول الشيخ الصفار طرفا من تربية الأئمة للكفاءات العلمية والسياسية ودفعها للانخراط في ساحة الأمة.

وشدد القول ان أهل البيت كانوا حملة مشروع حضاري يريد الارتقاء بالأمة وتحقيق اهداف الرسالة في الحياة الانسانية "لذلك حرصوا أن يكون اتباعهم شركاء وأعوانا لهم في حمل هذا المشروع".

وقال سماحته ان أهل البيت لا يريدون اتباعا لا دور ولا تأثير لهم على المستوى الاجتماعي والفكري والسياسي بقدر تطلعهم لأن يكون اتباعهم من ذوي الكفاءة والمواهب والقدرات المؤثرة. 

وأورد عدة نماذج من أصحاب الأئمة منها أبان بن تغلب وعلي بن يقطين ونوح بن دراج وعبدالله النجاشي وجابر بن حيّان وموسى بن نصير وهشام بن الحكم الذين فرضوا احترامهم وتبوأوا مكانة مرموقة كل في مجاله.

وأضاف الشيخ الصفار ان الائمة أرادوا دائما من اتباعهم ان يكونوا نماذج مشرقة للشخصية المؤمنة المنفتحة على الحياة المتوفرة على الكفاءة والموهبة، الساعية لخدمة المجتمع.

ومضى يقول أمام حشد من المصلين ان العزلة والانطواء عن الحياة الاجتماعية والسياسية كانت أبعد ما تكون عن حياة أئمة أهل البيت وخُلّص أصحابهم. 

وعلى النقيض من ذلك قال سماحته ان أئمة أهل البيت واجهوا بشدة محاولات الحصار والتهميش ودفعوا باستمرار نحو بروز أصحابهم واتخاذهم مواقع التأثير والعطاء والسمو الاخلاقي والتصدي للمسئولية.

وتابع بأن الائمة كانوا يدركون العوائق وحالة الحصار المفروضة على مدرستهم من قبل الامويين والعباسيين "لذلك كانوا يوجهون تلامذتهم واتباعهم إلى كسر هذا الحصار وتجاوز حالة العزلة والانطواء، وممارسة دور العطاء وابراز كفاءتهم في ساحة الامة".

وفي السياق انتقد سماحته تجاهل خطباء المنابر ذكر الكفاءات الكبيرة من خُلّص أصحاب أئمة أهل البيت الذين تبوأوا مكانة سياسية ودينية وقضائية عليا ضمن مجتمعاتهم وتحت أعتى الأنظمة السياسية القائمة في زمانهم.

وأسف في مقابل ذلك لاقتصار الخطاب المنبري على النماذج التي واجهت نهايات مأساوية من اصحاب الأئمة.