الشيخ الصفار: أسعدوا من حولكم.. تتحقق سعادتكم

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

  • ويقول بان الأنانية تقلل من مستوى السعادة في النفس.
  • ويضيف بأن السعادة قرار داخلي قبل ان تكون واقعا خارجيا.
  • ويأسف لحال الشعوب العربية تحت وطأة الأزمات الطاحنة.

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار ان تحقيق السعادة الشخصية لا يكتمل في ظل حالة الأنانية، موضحا بأن السبيل إلى تحقيق السعادة مشروط بعدة عوامل منها المساهمة في اسعاد الآخرين.

جاء ذلك خلال حديث الجمعة 6 رجب 1439ﻫ الموافق 23 مارس 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وبمناسبة يوم السعادة العالمي المصادف للعشرين من مارس قال الشيخ الصفار ان تحقيق السعادة ليس محصورا في توفر الرفاه المادي بقدر ما هو مرتبط بمجموعة من العوامل النفسية والمجتمعية.

وأضاف القول "صحيح ان توفر متطلبات الرفاه المادي هو أمر مهم في سعادة الفرد.. لكن الأكثر من ذلك أهمية هو توفره على البعد الروحي والرضا النفسي".

وقال بأن التعاليم الدينية تضع أسسًا للسعادة في عدة أبعاد أبرزها البعد الروحي والنفسي المتمثل في الايمان بالله والانسجام مع المحيط الاجتماعي والرفاه المادي.

وشدد سماحته على أخذ الجانب الروحي والنفسي بعين الاعتبار في سبيل تحقيق السعادة.

وعلل ذلك بأن الفرد الذي تنقصه بعض الجوانب المادية فإن بمقدوره مواجهة النقص وأن يعيش السعادة في داخله اذا كان يتمتع بمعنويات عالية وقدرات نفسية رفيعة. مؤكدا أن "السعادة قرار داخلي قبل أن تكون واقعا خارجيا".

وتابع سماحته ان من أبرز عوامل تحقيق السعادة هو المساهمة في اسعاد الآخرين بدءا من أقرب الناس أي الأب والأم والزوجة والأولاد وصولا إلى الجيران وزملاء العمل والمرؤوسين.

وقال ان مجرد التفكير في اسعاد الآخرين هو عامل يمنح حياة الإنسان قيمة ويجعل بين يديه رسالة ويقود حتما إلى تحقيق السعادة والشعور بالرضا في النفس.

وأضاف أمام حشد من المصلين بأن هذا المعنى ورد كثيرا في النصوص الدينية تحت عنوان ادخال السرور على حياة اخيك المؤمن.

وشدد القول على ان النزعة الأنانية التي تحصر تحقيق السعادة في ذات الإنسان بمفرده هي بحد ذاتها عامل رئيس في تقليل مستوى السعادة في النفس.

وعلل بأن مساهمة الفرد في تحقيق السعادة للمحيطين به يجعل الإنسان نفسه محاطا بأجواء من السعادة الغامرة. بخلاف ما إذا كان يعيش وسط جو من التعاسة المحيطة.

وشبّه سماحته تحقيق السعادة بالمحافظة على الصحة. قائلا بأن الصحة الفردية لن تكون كافية متى بقي المحيط العام موبوءا بالأمراض المعدية. داعيا إلى المساهمة في تحقيق السعادة العامة حتى تنعكس على الذات.

إلى ذلك لفت سماحته إلى اوضاع الشعوب العربية والإسلامية ومعاناتها في ظل الفقر والاحتراب وشتى المشاكل والأزمات.

وأضاف أنه في الوقت الذي يحتفي فيه العالم بيوم السعادة العالمي ترزح شعوبنا تحت وطأة الأزمات الطاحنة. مشيرا إلى غرق عشرات الآلاف من الشباب المهاجرين عبر البحار بحثا عن ملاذ يوفر لهم مقومات الحياة.

وأشار في السياق إلى تذيّل العديد من الدول العربية قوائم الدول الأكثر سعادة في العالم استنادا إلى مؤشرات متوسط العمر والرعاية الاجتماعية، ومستوى الفساد، والخدمات الصحية، والتكافل والسلم الاجتماعيين ، ونسبة العنف والجريمة.

وقال سماحته بأن التقرير العالمي للسعادة يشير إلى ثلاث مشكلات صحية راهنة تهدد السعادة وهي البدانة وأزمة تعاطي المسكنات الأفيونية والكآبة.