في كلمته لأساتذة وطلاب مدرسة الجوادين بكربلاء

الشيخ الصفار: نريد علماء مواكبين لتطورات العصر والحياة

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن الأمة اليوم تحتاج إلى عالم دين معاصر، يعيد بعقليته المنفتحة إنتاج المعرفة الدينية، ويتحمل مسؤوليته أمام مجتمعه وأمته.

وتابع: يجب أن يتخرج الطلبة كعلماء للعصر الذي يعيشون فيه، يحيطون بشؤونه،  وأن يكونوا قدوة لمجتمعهم في الالتزام السلوكي والمعرفي.

جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها سماحته بحضور أساتذة وطلبة مدرسة الجوادين  للعلوم الدينية في كربلاء المقدسة بتاريخ 25 ربيع الأول 1439هـ الموافق 13 ديسمبر 2017م.

وأبان الشيخ الصفار أن على طالب العلوم الدينية ان يطلع على تطورات العصر والحياة، وان ينفتح على المعارف العالمية ولا يكتفي بالدروس الحوزوية على أهميتها، مؤكدا أهمية التعرف على الأفكار التي تدور في الفضاء العالمي والمعارف التي أمكن للإنسان أن يتوفر عليها في هذا العصر.

وقال: رأينا كيف أن بعض علمائنا الأعلام كالشهيد السيد محمد باقر الصدر و الشهيد الشيخ مرتضى المطهري  وأمثالهما، كانوا يعيشون في الحوزة العلمية لكنهم كانوا منفتحين على آخر التطورات الفكرية في العالم، يقرؤون الأفكار المختلفة، ويدرسون التطورات التي تجري على مستوى العالم، ثم يستنطقون رؤية الإسلام في هذه التحولات و التطورات.مدرسة الجوادين بكربلاء

ورفض أن يكتفي الطالب بمستوى محدود من العلم و المعرفة، مع وجود هذه الأجواء المهيأة و الوسائل المتوفرة. وقال: "لو قرأتم تراجم العلماء السابقين ورأيتم كيف كانوا يعيشون ظروفاً صعبة قاسية" لكنهم لم يستسلموا لها، فذللوا "كل الصعاب وتحملوا كل المعاناة وتقدموا في طريق العلم و المعرفة".

وأكد أن على طالب العلم أن يكون قدوة للناس بسلوكه، حيث يرون عالم الدين مقدساً نزيهاً بعيداً عن الشبهات، ومهاوي الانحراف، مطالبا من ينتمي لهذا السلك أن يحافظ على هذه السمعة، والمكانة، وأن يكون قدوة في الالتزام بالقيم والعمل من أجل الدين والمجتمع.

وأبان أن الطالب المخلص في طلب العلم، المتوكل على الله في قصده، والذي يعشق العلم ويتهيأ نفسيا وذهنيا  للدرس مسبقا يكون فكره أكثر توقداً وإدراكه في درجة أعلى، ويستحق أن تضع له الملائكة اجنحتها على حد تعبير الحديث الشريف.

وأوضح أن الطالب الذي يريد أن يستوعب ويتفوق، لابد له أن يقف عند كل معلومة يسمعها ويقرأها، فيتأمل فيها ويقلبها، ويبحث لها عن مصاديق وشواهد، مما يمكنه من الإدراك الأفضل لتلك الفكرة.

وأشار إلى أن الطالب الذي يواصل اهتمامه بالمعلومة التي سمعها في الدرس خارج الدرس، ويفكر فيها، ويسعى لتدويرها، تصبح أكثر رسوخاً في نفسه.

وأهاب الشيخ الصفار بطلبة العلوم الدينية في العراق أن يكونوا بمستوى تضحيات شعبهم العراقي، الذي قدم عشرات الآلاف من الشهداء في مواجهة الطغيان ثم في مقاومة المحتل، وأخيرا في دحر الإرهابيين التكفيريين.

وأبان ان شعوب المنطقة والعالم تتطلع إلى تجربة الشعب العراقي لتكون انموذجا ومثلا في اقامة الحكم الرشيد، وتحقيق التنمية والتقدم، بمشاركة كل مكوناته وطوائفه.

يشار إلى أن مدرسة الامامين الجوادين للعلوم الدينية تابعة لمكتب ممثليه المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله" في كربلاء. وقد افتتحها الأمين العام للعتبة الحسينية سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي عام 2015م، ويقوم بإدارتها الشيخ حسين المعمار.

مدرسة الجوادين بكربلاءمدرسة الجوادين بكربلاءمدرسة الجوادين بكربلاءمدرسة الجوادين بكربلاءمدرسة الجوادين بكربلاء