مطالباً بالجدية والاستمرار في التواصل مع الآخر

الشيخ الصفار ينفي وجود رغبة شيعية للانفصال عن الدولة

جهينة الإخبارية نداء آل سيف

نفى الشيخ حسن الصفار وجود أي رغبات للشيعة في المملكة العربية السعودية للانفصال وخلق دولة مستقلة، وقال «ان الفكر العام لدى الشيعة وعلمائهم في جميع العصور والأوطان ليس مع الانفصال والتقسيم».

وخلال اللقاء الذي استمر نحو ساعة ونصف الساعة على قناة الكوت الكويتية مساء يوم السبت شدد الشيخ الصفار على أن المجتمع الشيعي يتطلع إلى المواطنة دون التمييز الطائفي رغم تشجيع بعض الدوائر الأجنبية للانقسامات وإشاعة الفتن.

وفي اللقاء الذي اتسم بالصراحة في مناقشة الكثير من القضايا الساخنة أكد الشيخ الصفار على أن معظم النخب الشيعية تحمل توجهاً للانفتاح والوحدة الوطنية، مشيرا إلى أنه أحد الأشخاص الذين بذلوا جهودا في هذا الصعيد الذي يشاركه فيه الكثيرون.

وشجع الشيخ الصفار على التواصل والانفتاح على الآخر ولو كان من المتشددين أو المسيئين للمذهب الشيعي من أجل ايضاح الفكرة له وتغيير لغته، واصفاً الانفتاح بأنه «مكسب عام للوطن وللطائفة بشكل خاص».

وطالب الصفار بالجدية والاستمرار في الحوار والتواصل والتقريب وعدم استعجال النتائج.

من جهة أخرى فند الشخ الصفار الآراء القائلة بأن «مشاريع التقارب قد أخفقت، فرغم كل العراقيل استطعنا كسر الحواجز والاقتراب من الآخر والحديث بشفافية ملموسة».

ونفى أن يكون الإصرار والإلحاح في التقارب «عيبا» أو شيئا سلبياً، مؤكدا على ايجابيته فهو مبدأ ديني ويحمل مصلحة وطنية واجتماعية، وعلى أن مسار التقارب هو مسار استراتيجي لا يمكن التراجع عنه تحت ضغوط التشكيك والاتهامات من الآخرين.

وعن وجود الآراء المناقضة لهذا التقارب أكد الصفار على أن هذا يرجع إلى التنوع والتعدد في التوجهات، منبهاً إلى أن هذا الأمر الطبيعي والمقبول نلمسه في كل المجتمعات.

وأشار الشيخ الصفار إلى وجود البعض ممن لا يجدون جدوى من التعاطي مع السلطة، مستدركاً أن الأغلبية يؤيدون ويتبنون فكرة التعاطي ويعتبرونه تواصلا وحلا لقضياهم.

وأبدى الشيخ الصفار رفضه القاطع للاتهامات بارتباط أحداث القطيف بأطراف خارجية، قائلا بأن تلك الاتهامات تأتي «ضمن التهريج والتحريض الطائفي».

وكانت القطيف شهدت منذ العام 2011 احتجاجات متكررة تطالب باطلاق السجناء السياسيين.

وأضاف سماحته «الأصل في هذا الحراك هو أنه ذاتي نابع من الداخل، فهناك مشكلة يجب أن تعالج بدلاً من إلقاء اللوم على الخارج».

وعلل بأن هذه الأحداث أظهرت مخزوناً من الغضب والسخط لدى جمع من هؤلاء الناس وأن الأمد قد طال عليهم وهم ينتظرون المعالجة والحلول على حد تعبيره.

وكرر الشيخ الصفار دعوته السلطات السياسية إلى اطلاق مبادرة «أكثر جدية لمعالجة الأسباب من جذورها حتى لا تكرر مثل هذه الحالات والأحداث».

ورأى بأن أحداث القطيف ينبغي أن تعطي «دافعاً أكبر وأكثر جدية» للتواصل بين السلطة ورجالات المجتمع الشيعي.

وانتقد الشيخ الصفار ما وصفه بتيار البذاءة والإساءة في الوسط الشيعي، متهما هذا التيار بأنه أعطى تبريرا ومنفذا لتيار التكفير والعنف والإرهاب، بدلاً من أن تتوجه كل الأمة لإدانتة ومحاربته.

وتابع بأن تيار البذاءة والإساءة يخالف ويتنافى مع منهج وتعاليم أهل البيت وتوصيات المرجعيات الدينية العليا.

واستطرد سماحته بالقول «لا يصح لنا أن نسكت عن ممارسات تخالف تعاليم أئمة أهل البيت وتخالف أوامر ومواقف المرجعية الشيعية، لكي لا تحسب على كل الشيعة والمذهب والطائفة».

ورفض تبرير تصرفات أتباع هذا التيار بأنها تأتي رد فعل على جرائم الإرهاب. وقال «حتى لو كانت عبارة عن ردة فعل، فهي ردة فعل خاطئة لا يقبلها المنهج الإسلامي وليس هذا ما ربى عليه الأئمة شيعتهم».

ورأى الشيخ الصفار أن الحوار والتقارب بين مختلف الطوائف الإسلامية هو مكسب للوطن وللوحدة الإسلامية، رافضا القول بإخفاق مشاريع التقريب على مستوى العالم الإسلامي.

وأضاف القول ان الحوار والتقارب بين مختلف الطوائف الإسلامية «هو ليس مشروعي بل مشروع المصلحين في الأمة على مدى عقود مضت».

ومضى يقول أن مشاريع التقريب على مستوى العالم الإسلامي لم تخفق ولكنها تتعرض لنكسات، ولا بد لها من الاستمرار رغم العواصف التي تتعرض لها.

واعتبر سماحته اللقاءات الأهلية والزيارات المتبادلة بين الشيعة والسنة على مستوى النخب والعلماء والمثقفين في المملكة «هي مكسب للوطن، وللوحدة الإسلامية أيضا».

ودعا الشيخ حسن الصفار الجهات المعنية إلى اطلاق مبادرة «جدّية» تعزز الوحدة الوطنية في المملكة وتقطع الطريق على امكانية استغلال الأطراف الخارجية لأي مكوّن وطني.