أمسية رائعة بدون إثارة

تشرفت ومثلي كثير بالأمسية الحوارية الرائعة التي تمت في مجلس الشيخ حسن الصفار مساء الجمعة الفائت والتي كان فارسها فضيلة الدكتور الشيخ عيسى الغيث القاضي بالمحكمة الجزائية بالرياض، وللمعلومية فانه بالإضافة إلى منصبه القضائي والاستشاري في وزارة العدل فهو أيضا مثقف وصاحب رأي في اختصاصه يعلنه بكل جرأة وصراحة مما جعل المتشددين من التيار السلفي الذي ينتمي أليه هو نفسه يصطدمون معه ويصدرون عليه البيانات والمقالات التحريضية والتشكيكية كعادتهم فيمن يختلفون معه، إلا أن ما يميز أراء الدكتور الغيث إنها مؤصلة شرعا ومنطلقاتها موثقة دينيا ولا يستطع الطرف الأخر نقضها بالحجة، ولقد رأينا ذلك عندما احتدم الجدل حول الاختلاط في جامعة الملك عبدا لله إبان افتتاحاها قبل أكثر من عام بإصداره رد علمي موثق دينيا حول ذلك الموضوع مؤيدا فيه المشروع.

بعد هذه المقدمة أعود للأمسية وكما قلت الرائعة والتي لم نسمع فيها من فضيلته إلا كل خير، فأشار منذ البداية بان حضوره شخصي بحت وليس له أي طابع رسمي وإنما من محبته للشيخ الصفار وتأثره به كما قال لبى دعوة الشيخ، وقال انه يعتبر نفسه في وطنه وبين أهله في القطيف، ورغم المداخلات والأسئلة التي دارت بينه وبين الحضور إلا انه لم يدخل نفسه في حوار مذهبي أو طائفي بل كان مشجعا على التحاور والتلاقي وناصحا باستمرار اللقاء بالمسئولين وإيصال المطالب بالشكل المعتاد والمتعارف عليه في البلد، ومبشرا بمستقبل أفضل للمنطقة وخصوصا فيما يتعلق بمحكمة الأوقاف فانه متفائل بحل مرض وقريب، كما حاور سكان الخبر حول موضوع المسجد ووجه لهم النصائح فيما يجب عليهم القيام به ومبديا استعداده لتقديم المشورة لهم.

اعتقد أن زيارة هذه الشخصية الدينية السنية البارزة والمهمة هذه المرة لسماحة الشيخ حسن لن تكون مثيرة لأحد ولن يصدر حولها احد بيانا كما اعتقد وأتمنى، لان الضيف هذه المرة لم يترك مجالا للإثارة ولا للجدل العقيم بل كان رجلا شفافا وصادقا فيما يقول وامتاز حديثه بالحميمية والتلقائية، وهو خير مثال لمد الجسور والتواصل بين مكونات المجتمع السعودي وبالذات بين السنة والشيعة، لأنه شيخ سلفي ومن عمق المؤسسة الدينية، فشكرا لفضيلته على هذه الزيارة الكريمة، وشكرا للشيخ حسن على هذه الأمسية ونقول له استمر في مشروعك التواصلي مع الأخر فهو صحيح بلا جدل.

10/1/2011م
تاروت