جديد الشيخ الصفار: الطائفية بين السياسة والدين

الجدل المذهبي والصراع الطائفي ليس جديدا في تاريخ الأمة، فقد تشكّلت المذاهب العقدية والفقهية على خلفية جدل علمي، كانت تصحبه الخلافات، وتشوبه النزاعات، بين حين وآخر، منذ أكثر من عشرة قرون.

بهذه الكلمات ندخل مع سماحة الشيخ حسن الصفار إلى عمق بحث قديم جديد، يتجدد بين فترة وأخرى، فما تمر سنوات حتى تخرج الطائفية رأسها لتحرق الأخضر واليابس، ولا تخمد حتى تجد لها رجالا عقلاء يطئون صماخها، ويطفئون لهبها بحكمتهم وإخلاصهم.

في هذا الكتاب (الطائفية بين السياسة والدين) الصادر حديثا (2009م) يتنقل بنا سماحة الشيخ الصفار بين روافد الطائفية، وسبل الخلاص منها، مسلطا  الضوء على منافذ المحاولات الخارجية لإثارة الفتن الطائفية، وداعيا لمواجهة الفتنة المذهبية، ولإحياء التضامن الإسلامي، الذي لا يكون إلا بالتعايش المذهبي، فالخلافات المذهبية لا تكون إلا على حساب التنمية والتقدم، وشارحا آليات الوحدة والتقارب، مقررا أن ما يحدث في العراق إنما هو فتنة طائفية، ورافضا أن يقبل مرجعا تكفيريا.

بعد ذلك يضع يده على الجرح النازف ويقول: إن مشكلة الطائفية في مجتمعات الأمة يصنعها عنصران رئيسان: سياسي وديني.
 
يتمثل العنصر الأول في اعتماد سياسة التمييز الطائفي بين المواطنين، وتشجيع حالات الصراع المذهبي لأغراض سياسية.

بينما يتمثل العنصر الآخر في نهج الخطاب الديني حين يعتمد التعبئة المذهبية، بالتركيز على نقاط الخلاف... والتحريض على الآخر.

وهذان العنصران يثيران عند المؤلف القلق لأنهما (يعملان الآن بشكل محموم لتأجيج الصراع الطائفي في أكثر من موقع في ساحة الأمة).

يتحسس سماحة الشيخ خطر النزاع الطائفي، ويحذر منه فهو اليوم الأخطر على الأمة، (حيث يوظف الدين في إذكاء أواره، ويكون الدفاع عن العقيدة والمذهب عنوانا لمعاركه، فتستباح حرمات الإسلام بأيدي المسلمين أنفسهم).

ولتكتمل الفائدة يقدم سماحة الشيخ حسن الصفار لقرائه باقة من الحوارات حول العلاقة مع الآخر، وعن الحوار المذهبي، ناثرا أفكاره بين سطور الإجابات.

الكتاب: الطائفية بين السياسة والدين
المؤلف: الشيخ حسن الصفار
الطبعة: الأولى، 2009م
الناشر: المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء، المغرب

«لقراءة الكتاب اضغط هنا»

باحث وكاتب من القطيف (تاروت)