الشيخ الصفار يُشيد بإنجازات فريق نادي مضر ويتطلع لتفعيل الدور الثقافي والاجتماعي للنادي

مكتب الشيخ حسن الصفار القطيف: تركي مكي علي

أشاد سماحة الشيخ حسن الصفار بإنجازات فريق نادي مضر بالقديح وهنأه بالفوز الكبير الذي حققه بإحرازه كأس النخبة ودرع بطولة التنس للدرجة الأولى، معتبراً أن هذا الفوز تتويجاً للمجتمع ككل، مقدماً أعمق التهاني للفريق، ومعرباً عن سعادته الغامرة بهذا الفوز الكبير، متطلعاً لدورٍ بارز على الصعيد الثقافي والاجتماعي للنادي تحقيقاً للشعار الذي رسمه كل نادي رياضي بأنه نادي رياضي ثقافي اجتماعي. ودافعاً باتجاه تفعيل دور النادي في العطلة الصيفية لاستقطاب شرائح الشباب لملئ وقت فراغهم وتفجير طاقاتهم الكامنة، مضيفاً: إن النادي بإمكانه أن يقوم بدورٍ قد تعجز المساجد والحسينيات القيام بمثله، ومؤكداً أن دعم الأندية الرياضية من مصاديق صرف الحقوق الشرعية.  

التقى سماحة الشيخ حسن الصفار في مجلسه مساء الأحد 11 جمادى الثاني 1429هـ (15 يوليو 2008م)، بإدارة وأعضاء نادي مضر الرياضي بالقديح احتفاءً بالفوز الكبير الذي حققه نادي مضر حيث أحرز كأس النخبة في كرة اليد، ودرع الدرجة الأولى لبطولة التنس مما أهله لصعود الدوري الممتاز.

وبدأ اللقاء بكلمة شكرٍ وتقديرٍ وعرفان ألقاها سماحة السيد طاهر الشميمي والذي ترأس وفد نادي مضر في زيارته التقديرية للشيخ الصفار، وقد أشاد السيد الشميمي بالدعم المتواصل من قبل الشيخ الصفار لنادي مضر، مقدماً له الشكر الجزيل والثناء الجميل على جهوده الطيبة، مؤكداً أن أيادي الشيخ الصفّار جليّة وواضحة على مختلف الأصعدة الاجتماعية. وأهدى الفوز الساحق الذي حققه نادي مضر للشيخ الصفار تقديراً وعرفاناً من إدارة وأعضاء النادي للتشجيع المستمر الذي يحظى به النادي من قبل الشيخ الصفار.

ثم ألقى رئيس النادي الدكتور سامي اليتيم كلمة عبّر فيها عن سروره بلقاء سماحة الشيخ الصفار. معتبراً أن هذا الفوز هو في حقيقته فوزٌ للقطيف بأكملها. مشيداً بعزيمة أعضاء النادي وصمودهم رغم تواضع الإمكانات إلا أنهم أثبتوا أن حبّ النادي والمجتمع قبل كل الاعتبارات فأحرزوا فوزاً ساحقاً أمام كبريات الأندية. وأهدى للشيخ الصفّار كأس البطولة والدرع تعبيراً عن وفاء نادي مضر إدارةً وأعضاء للدعم الذي لمسوا ثماره بتحقيقهم هذا الإنجاز الكبير.

ثم القى الشيخ الصفّار كلمته حيث رحّب فيها بإدارة نادي مضر وأعضائه اللاعبين الفائزين وبمن حضر معهم، مهنئاً إياهم بهذا الفوز الكبير، مؤكداً أن الفخر والاعتزاز يغمر القلوب بإنجازٍ عظيم يُسجله أبناء المجتمع.
وأشار في كلمته إلى فكرةٍ هامة وهي: أن أي إنسانٍ وأي مجتمعٍ إنما يأخذ موقعه في الحياة من خلال الكفاءة والعمل والإنجاز، والقرآن الكريم يُؤكد هذه الحقيقة، يقول تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ (الأنعام، 132)، مضيفاً: قد  يتصوّر البعض أن اتجاه الإنسان الديني والعقيدي والفكري هو الذي يبني مكانته، وهذا تصوّرٌ ليس دقيقاً ذلك أن العقيدة والدين شأن قلبي، ترتبط بعلاقة الإنسان مع ربه.

وأكد أن اتباع الإنسان لعقيدة سليمة صحيحة ينبغي أن ينعكس إيجاباً على سلوكه، وإلا فإنه يُسيء إلى العقيدة التي ينتمي إليها بمخالفته نهجها أو إظاهره لها بصورة خاطئة، فالناس عقولهم في عيونهم.

مشيراً إلى قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الممتحنة، 5)، وأنها تحمل معنىً عميقاً التفت إليه بعض المفسرّين دون غيرهم، حيث يرى أغلبية المفسرين أن الآية تعني: أن لا نكون مفتونين بالذين كفروا فنحيد عن طريق الحق بسببهم، إلا أن الأرجح في نظر البعض، وهو الرأي الذي يرجّحه الشيخ الصفّار أن الآية تعني: أن لا نكون سبباً لإعطاء الذين كفورا صورة سلبية عن الدين فنكون نحن فتنةً لهم بسلوكنا فنحرمهم من اتباع الحق.

وكرر تأكيده على أن مكانة المجتمع في هذه الحياة لا تتحدد من خلال إيمانه بعقيدةٍ ما أو فكرةٍ ما فقط، وإنما من خلال عطائه وإنجازاته على أرض الواقع، وطالما أكد القرآن الكريم على هذه الحقيقة في آياته المحكمات، حيث يقرن الإيمان بالعمل الصالح ولا يقتصر على ذكر الإيمان، يقول تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ.

وتابع الشيخ الصفار يقول: إننا بحاجة إلى أن نبني مجتمعنا ليس من خلال الشعارات، ولا من خلال التغني بالشعائر فكل أتباع دين أو مذهب يعتقدون بأن ديانتهم ومذهبهم هو الحق والصواب، ولذا علينا أن نُحدد موقعيتنا من خلال إنجازاتنا الواقعية في خدمة الوطن بالتقدم العلمي والمعرفي، والفاعلية الاقتصادية، والنشاط الاجتماعي.

وأعرب الشيخ الصفار عن مدى سعادته وشعوره بالغبطة لهذا الإنجاز الذي حققه نادي مضر، مقدماً لهم التهاني والتبريكات بهذا النصر، معتبراً أن هذا الفوز لا يقتصر على أعضاء الناي فقط، ولا على بلدة القديح، وإنما هو فوز للمجتمع كلّه، مشيداً بجميع الانتصارات التي يُحققها المجتمع على مختلف الأصعدة الاجتماعية والثقافية والرياضية.

وعن الطموح المأمول من نادي مضر وبقية الأندية الرياضية في المجتمع يقول الشيخ الصفار: نريد للاندية الرياضية أن تُحقق الشعار المرسوم في مؤسساتها، وهو: "نادي رياضي ثقافي اجتماعي"، مؤكداً أن النادي باعتباره مؤسسة رسمية يستطيع بتظافر الجهود وبالتوجه الواعي لأن يُحقق إنجازاً كبيراً على الواقع الاجتماعي من خلال هذه المؤسسة الرياضية. ملفتاً الانتباه إلى أن العطلة الصيفية التي تطل على المجتمع خلال الأيام المقبلة تعكس واقعاً قلقاً لدى الكثير من العوائل والمجتمع بشكل عام، حيث يعيش الكثير من الشباب والفتيات فراغاً كبيراً من شأنه أن يوجّههم لممارسات غير مدروسة وغير إيجابية، والنادي يتحمل قسطاً من المسؤولية في استقطاب الشباب وتفعيل نشاطهم من خلال برامج عملية نافعة، فيُحقق النادي هدفين في آنٍ واحد: ملئ وقت الفراغ، وتفجير الطاقات الشابة. مشيراً إلى الكثير من الأندية تشكوا من حالة الركود لعدم وجود دماء جديدة تنضم للنادي.

واعتبر الشيخ الصفار أن دعم الأندية الرياضية من مصاديق صرف الحقوق الشرعية، مؤكداً أنه لا يتردد أبداً في إعطاء قسم من الخمس الشرعي لدعم الأندية في نشاطها الثقافي والاجتماعي لكل من يرغب أن يُساهم في دعم النادي من خمسه الخاص.

مختتماً حديثه بالتأكيد على أن النادي بإمكانه أن يقوم بدورٍ قد تعجز المساجد والحسينيات عن القيام بمثله لانفتاحه على مجاميع واسعة من الشباب، ولذا ينبغي أن يتفاعل الجميع مع الأندية بدعمها مادياً ومعنوياً فنجاح النادي في رسالته هو نجاح للمجتمع.

وجدّد تباريكه لنادي مضر، داعياً لهم بإنجازات قادمة أكبر تُضاف إلى إنجازاتهم وإنجازات المجتمع.

والتقطت بعد ذلك الصور التذكارية احتفاءً بهذه المناسبة الكريمة.

صور من اللقاء: