الشيخ الصفار يحذّر من ثقافة التنفير من الزواج وتمجيد العزوبية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من انتشار موضات وصرعات تمجد حالة العزوبية، والتنفير من الزواج، وتشكيل الحياة العائلية الأسرية.

وتابع: هذه الثقافة التي تعتبر الزواج عبئًا على الإنسان، وإثقالًا له بتحمل مسؤولياتها، بينما يعيش في حالة العزوبة حرًا طليقًا، غير مرتبط بأي إرادة أخرى.

جاء ذلك في خطبة الجمعة 3 جمادى الأولى 1445هـ الموافق 17 نوفمبر 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: يوم العزاب وثقافة الهروب من المسؤولية.

وأوضح سماحته أن الأصل في الانسان أنه كائن مسؤول، خلقه الله تعالى في هذه الحياة، ليكلفه ويمتحنه ويختبره بتحمل المسؤوليات.

وتابع: لم يخلق الله تعالى الإنسان بهذا المستوى من التميّز والفرادة، ليعيش لاهيًا عابثًا.

وأضاف: الحياة بالنسبة للإنسان قاعة امتحان، وساحة اختبار، خلق فيها ليتحمّل المسؤوليات، وليس ليهرب عنها.

وقال: هناك رؤية مادية، تتجاهل أن وجود الإنسان في الحياة بإرادة الهية، ولغاية حكيمة، وأنه سيؤول إلى حياة أخرى، ينتظره فيها الحساب والجزاء.

وتابع: وانطلاقًا من هذه الرؤية فالحياة الدنيا هي فرصة وحيدة لوجود الانسان، وعليه أن يستمتع فيها بأعلى قدر من الشهوات والرغبات. فلا غاية ولا هدف له إلا مصالحه ورغباته.

وأضاف: هذه النزعة تفقد الحياة معناها. وتعزز الأنانية في نفس الإنسان، ليطلق العنان لشهواته دون أي سقف قيمي أخلاقي.

وأبان أن من ثقافة الأنانية نشر ثقافة العزوبية التي تسعى بعض الجهات لنشرها ومحاولة جعل يوم عالمي لها.

وأشار إلى أن "اليوم العالمي للعزّاب" انطلق من الصين حيث وجدت شركة علي بابا الصينية أن مبيعات شهر نوفمبر من كل سنة منخفضة. فاخترعت عيد العزاب "singles day" في يوم 11/11 عام 2009، لتحث كل شخص على أن يهدي نفسه شيئًا، وأصبح بهذا أكبر يوم تسوق أونلاين في العالم بمبيعات تصل إلى مليارات الدولارات.

ومضى يقول: وبدئوا في نشر ثقافة التنفير من الزواج، وإعداد دراسات تدعمها، حيث تشير بعض الأبحاث بما في ذلك دراسة ألمانية أجريت عام 2018 إلى أن الصور النمطية حول العزاب البائسين والأزواج السعداء ليست صحيحة على الإطلاق.

وحثّ على التصدي لهذه الثقافة المادية، التي تريد مسخ إنسانية الإنسان، وافقاده أهم مميزات وجوده، وهو الأهلية لتحمل المسؤوليات في هذه الحياة.

ولفت إلى أن نتائج هذه الثقافة إضعاف كيان الأسرة، وتشجيع العلاقات الجنسية خارج الإطار الزوجي.

وقال: إن من المؤسف أن تستقبل بعض المجاميع في مجتمعاتنا الإسلامية هذه الموضات والصرعات، وتروّج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار إلى بعض التغريدات والترندات المتفاعلة مع يوم العزّاب، التي تمجد العزوبة، وتضخم مشاكل الزواج.

وتابع: في مقابل هذه الثقافة المنحرفة، علينا أن نبثّ وننشر توجيهات الدين بالحث على الزواج.

وذكّر بضرورة وجود مؤسسات لتسهيل وتيسير أمور الزواج، ونشر ثقافة التيسير، وتجاوز العادات والمراسيم المرهقة.

وبيّن أن النصوص الدينية تبدي اهتمامًا كبيرًا بالأسرة لأنها تحقق أغراضًا أساسًا في حياة الفرد والمجتمع.

واستشهد بما ورد عن رسول الله : «مَا بُنِيَ بِنَاءٌ فِي اَلْإِسْلاَمِ أَحَبُّ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى مِنَ اَلتَّزْوِيجِ».