ضمن كلمته في مؤسسة آل البيت في إندونيسيا

الشيخ الصفار: أخلاق رسول الله أبهرت العالم والمطلوب التأسي بها

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

رفض سماحة الشيخ حسن الصفار أن تكون علاقتنا برسول الله الانبهار والاعجاب بأخلاقه، داعيًا للاقتداء برسول الله في أخلاقه وسيرته.

وقال: صحيح أننا لن نستطيع أن نبلغ الدرجة التي كان فيها رسول الله ، لكن يجب أن نسير على طريقه، وأن نترسم معالم أخلاقه.

جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها سماحته في مؤسسة آل البيت في جاكرتا بإندونيسيا يوم الخميس ليلة الجمعة 27 ربيع الأول 1445هـ الموافق 12 أكتوبر 2023م، بدعوة من مدير المؤسسة ممثل مرجعية السيد السيستاني في إندونيسيا سماحة العلامة السيد فارس الحسيني، وبمصاحبة المترجم الدكتور الشيخ عبدالله عبدالقادر بيك.

وأوضح سماحته أن القرآن الكريم ركز على امتدح رسول الله في أخلاقه، بقوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ولم يقل وإنك لعلى علم عظيم، أو شجاعة عظيمة، أو تأثير عظيم، وهو عظيم في كل الجوانب، لكنه ركز على ذكر عظمته في الجانب الأخلاقي.

وتسائل: لماذا التركيز على جانب الأخلاق في سيرة رسول الله ؟

وأبان أن السبب الأول: من أجل أن يعرف الناس أهمية الأخلاق حيث جعلها الله تعالى عنوانًا لعظمة نبيه .

وتابع: الأخلاق لها أولوية على سائر الصفات، فلو كان الانسان يمتلك أي صفة أخرى مهما كانت عظيمة ومهمة، لكنه لا يمتلك الأخلاق، فلا قيمة لتلك الصفة.

وأضاف: يكفي أن النبي حينما يتحدث عن هدف بعثته، فانه يقول: (إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ اَلْأَخْلاَقِ)، فمن أراد التقرب الى الله تعالى، فإن أفضل ما يُقرّب الإنسان إلى الله هو الاخلاق.

ومضى يقول: كما أن الأخلاق تجعل الإنسان محبوبًا عند الناس، أهله وعائلته وزملائه ومن يتعاملون معه، وكل من عاشره، كما أن سوء الأخلاق يجعل الإنسان مبغوضًا ومنبوذًا عند من يعاشره ويخالطه.

وبيّن أن الأخلاق هي التي تقربنا الى الله، وهي التي تصنع لنا النجاح في حياتنا الاجتماعية، وتصنع السعادة والارتياح داخل نفس الإنسان.

وأشار إلى أن السبب الثاني للتركيز على عظمة أخلاق رسول الله : حتى يكون قدوة لأمته، وأسوة في هذا الجانب؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ.

وتابع: حينما يحدثنا التاريخ عن أخلاقه ، بعضنا يكتفي بأن يهزّ رأسه ويفتخر، هكذا كان رسول الله، ولكن ليس المطلوب منا فقط أن ننبهر وأن نعجب بأخلاق رسول الله بل المطلوب أن نتأسى بأخلاقه.

وأضاف: علينا أن نسأل أنفسنا كيف كان يتعامل رسول الله مع عياله؟ وكيف كان يتعامل مع أصحابه؟ بل كيف كان يتعامل مع أعدائه؟

وحثّ على الاهتمام بأخلاق التعامل مع الأسرة والمحيط الاجتماعي، وأن نقتدي برسول الله في اخلاقه وسلوكه في التعامل حتى مع المخالفين.

وختم بشكر الحضور على الاستماع والاصغاء، وشكر سماحة العلامة السيد فارس الحسيني على دعوته وحسن ضيافته، واتاحته هذه الفرصة بإقامة هذا الحفل المبارك.

هذا وقد حضر اللقاء عدد العلماء والمهتمين منهم: الدكتور مفتاح بن الدكتور جلال الدين رحمة رئيس جمعية أهل البيت وتسمى إيجابي (IJABI)، ومدير مدرسة الشهيد مطهري الثانوية في مدينة باندونغ، الأستاذ السيد جعفر الكاف، الأستاذ السيد حسين الكاف مدير مؤسسة الزهراء في مدينة باندونغ، والأستاذ السيد عثمان شهاب، والسيد حسين شهاب مدير حوزة الصديقة الزهراء في جاكرتا، والشيخ عادل البن سعد.

وقد بدأ الحفل بعد إقامة صلاة الجماعة بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ثم قراءة دعاء كميل، وختم بتناول وجبة العشاء.

مؤسسة آل البيت في إندونيسيامؤسسة آل البيت في إندونيسيا

مؤسسة آل البيت في إندونيسيامؤسسة آل البيت في إندونيسيا