الشيخ الصفار: مجتمعاتنا تحتاج إلى وعي السيدة خديجة واخلاصها

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن مجتمعاتنا تحتاج إلى امتلاك وعي وفكر السيدة خديجة واخلاصها في دعم الرسول والرسالة الإلهية.

وتابع: كانت صاحبة فكر جعلها تفرض نفسها في مجتمعها، ولم تقبل أن تعيش في الهامش.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سماحته في منزل الحاج يونس الجارودي في القديح مساء يوم الأحد 9 رمضان 1443هـ الموافق 10 أبريل 2022م.

وأوضح سماحته أن كثيرًا من الناس يقبلون أن يعيشوا في الهامش كأشخاص عاديين، لكن السيدة خديجة بنت خويلد رفضت أن تعيش في الهامش فصنعت لها تاريخها المميز.

وقال: للسيدة خديجة دور مؤثر في مجتمعها وواقع حياتها، وهي من المميزين الذين شاركوا في صناعة التاريخ.يونس الجارودي

وأضاف: استطاعت أن تصنع لها مكانة في مجتمع ثقافته ذكورية، ويصعب على المرأة فيه أن تشق طريقها للتميز، لكنها فرضت احترامها ومكانتها على الجميع.

وتابع: لم تكن مكانة السيدة خديجة بسبب قبيلتها وإنما لوجود نقاط قوة في شخصيتها.

ومن نقاط القوة في شخصيتها أشار سماحته إلى فكرها المتقدم، حيث انها صاحبة فكر ووعي ولم تكن امرأة عادية.

واستشهد بتجارتها الواسعة التي لم تكن محلية محدودة بل تخطت حدود مكة إلى الشام، وعمل في تجارتها العشرات من رجالات مجتمعها.

وتابع: مكانتها الاقتصادية المتميزة تكشف عن تقدم في فكرها وشخصيتها.

ومضى يقول: يجب أن نشجع أفراد مجتمعنا لينهجوا هذا النهج، ويستفيدوا من فُرص التحولات الاقتصادية التي تمر بها بلادنا.

وتابع: صحيح هناك صعوبات تكتنف هذه المرحلة بسبب طبيعة التحولات، لكن هناك فرصًا اقتصادية واستثمارية واسعة ينبغي أن يجتهد الناس للاستفادة منها.

وأضاف: هنا يظهر الإنسان المتميز هل يقتنص الفرص أم لا؟ وهل يعمل من أجل أن يكون له دور اقتصادي أم يترك الفرصة تمر بلا استثمار؟

وبيّن أن للاقتصاد دورًا مؤثرًا في المجتمعات، ولا ينبغي أن يكون طموح الشاب الحصول على الوظيفة فقط، وعلينا أن نشجع أبناءنا على طرق أبواب التجارة والاستثمار في ميادينه المختلفة.

وتابع: يجب أن نستذكر هذا الدور من حياة أم المؤمنين خديجة ونستلهمه منها.

وأبان أن من نقاط تميزها اكتشافها لشخصية النبي، وإيمانها برسالته في اليوم الأول لبعثته.

وتابع: حينما بعث النبي رماه قومه بالجنون والسحر لكنها وحدها منذ البداية قرأت الموقف بوعي وآمنت فورًا بالرسالة، ودفعت ثمن إيمانها ودعمها للرسول.

وقال سماحته أن هذا من الدروس التي يجب أن نتعلمها من سيرة السيدة خديجة فنعمل على اكتشاف الطاقات ودعاة الخير والمتميزين ونبدأ بدعمهم وتشجيعهم.يونس الجارودي

وابان أن في كل مجتمع أو عائلة هناك متميزون وأصحاب مواهب ولكن ليس كل عائلة أو مجتمع يستطيع اكتشاف مواهب أبناءه وتميزهم.

وتابع: بل هناك من يتنكر للمتميزين ويتجاهلهم.

ومضى يقول: المجتمعات المتحضرة هي التي تحسن اكتشاف المواهب والكفاءات، بينما المجتمعات المتخلفة تئد الكفاءات، وتقذف المتميز بالحجارة قبل أن تناقش فكرته.

ودعا لتأسيس مؤسسات تهتم بالأفكار المتميزة، وتناقشها، وتسجل لها براءة اختراع.

وتحدث سماحته عن الميزة الثالثة التي تميزت بها السيدة خديجة وهي دعم الرسالة.

وقال: لقد وظفت مكانتها وثروتها لدعم الدعوة الجديدة وخدمة رسول الله .

وحثّ من كانت لديه إمكانات وثروة ألا ينظر إليها وكأنها ثروة شخصية يستفيد منها لشخصه، فإن الثروة لها مكانة في عمارة الكون وخدمة المجتمع.

وتسائل: ما قيمة الأرقام في الحسابات البنكية إذا لم تفعّل في خدمة المجتمع في المشاريع الفكرية والعلمية والاجتماعية؟

وتابع: المال يصرف من أجل مصلحة الناس وتطوير الحياة.

وذكّر بأن السيدة خديجة وظفت ثروتها لمصلحة البشرية، وكل ما ننعم به اليوم من انتشار للإسلام هي شريكة في صنعه وتحقيقه.

وعلى من يحب السيدة خديجة أن يقتفي آثارها في الإيمان والإخلاص ودعم مبادرات الخير والصلاح والمتميزين في مجتمعه.

وتوالت بعدها مداخلات الجمهور واسئلتهم.

يونس الجارودييونس الجارودييونس الجارودييونس الجارودييونس الجارودييونس الجارودييونس الجارودي