الشيخ الصفار يدعو لمبادرات عملية في مواجهة الظواهر السلبية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لإطلاق مبادرات عملية من شأنها مواجهة الظواهر الاجتماعية السلبية التي تطرأ على المجتمع.

وأبان أن الحادث الفظيع في صفوى يدعونا للوقوف بحزم ضد انتشار آفة المخدرات القاتلة.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 28 رمضان 1443هـ الموافق 29 أبريل 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: الحدث الصدمة والموقف الاجتماعي.

وأوضح سماحته أن المجتمعات الحيّة الواعية، تستجيب لتحدي الصدمات باستثارة العقل، الى جانب الانفعال العاطفي، واستنفار الإرادة في غمرة مشاعر الألم، لدراسة الحدث، ومعرفة خلفياته وأسبابه.

وتابع: ثم تقوم بإطلاق مبادرات جمعية عملية تحصّن المجتمع من حصول تلك المخاطر والصدمات.

وأضاف: بل إن المجتمعات المتقدمة، ترصد أي ظاهرة اجتماعية سلبية، في المراحل الأولى لتشكّلها، من أجل تحجيمها ومحاصرتها، ومنعها من التكوّن والانتشار.

وأشار إلى ما ساد المجتمع من غضب وقلق إثر وقوع حادث أليم في صفوى، حيث أقدم شاب مصاب بآفة تعاطي المخدرات على محاصرة أبيه وأمه وأخيه وأخته في غرفة مغلقة، وأضرم النيران ليقضي على حياتهم، في آخر ساعة من نهار صيامهم.

وأبان أن تعاطي المخدرات هو العامل الأساس في هذه الجريمة النكراء، والحدث الرهيب، والاستجابة الواعية لهذه الصدمة تستلزم استنفار الجهود لمواجهة هذا الخطر المحدق بأبنائنا وبناتنا.

ودعا سماحته للتعامل الواقعي مع مشكلة المخدرات بالاعتراف بوجودها، وإطلاق مبادرات أهلية لمواجهتها.

وتابع: لابد من تشكيل مؤسسات مختصة بهذا الموضوع، تحت مظلة الجمعيات الرسمية، ومراكز التنمية، أو قيام جمعيات أهلية جديدة بترخيص رسمي.

وأضاف: ويكون دور هذه المؤسسات والجمعيات نشر التوعية والتثقيف في أوساط الفتيان والفتيات، وإلفات نظر العوائل والأسر الى الأعراض والمؤشرات التي تظهر على من يتورط بهذا البلاء، والمساعدة على العلاج المبكر.

وبيّن أن إنقاذ المتعاطين والمدمنين أمر ممكن، وهناك تجارب ناجحة للمتعافين من المخدرات.

وطالب بالتصدّي بحزم لمروجي المخدرات، بنبذهم اجتماعيًا، والابلاغ عمّن يقوم بهذا الاجرام للجهات المختصة بمكافحة المخدرات.

وحثّ على الاستنفار الاجتماعي والتعبئة الوطنية، باعتماد برامج ممنهجة لتثقيف النشء وتحصينهم منذ السنوات الأولى من الدراسة، وتعزيز دور المدرسة والبيت، والمجتمع، ووسائل الإعلام ومنابر الخطاب الديني.

ومضى يقول: لا ينبغي لاحد في المجتمع أن يرى نفسه وعائلته بمنأى عن آثار هذا الخطر.

وتابع: إن عدوى الأمراض الأخلاقية لا تقل عن عدوى الامراض الجسمية، إن وجود أي مصاب بهذا الداء في المجتمع يشكل خطرًا على المجتمع كله.

ولفت إلى ضرورة الانتباه واليقظة في كل أسرة للاهتمام بأوضاع أبنائها، ومتابعة امورهم، والاقتراب منهم، والانفتاح عليهم، فإن أي لحظة اغفال أو اهمال قد تعني الوقوع في الخطر.

وذكر بعض المؤشرات والأعراض التي تظهر في سلوك من يصاب بهذا الوباء، كارتفاع وتيرة صرف المال، والميل إلى العزلة والانكفاء، والتغيرات المزاجية بسرعة الغضب، أو استخدام العنف، والإساءة للوالدين.

وتابع: وكثرة الغياب عن المنزل، وانخفاض الاهتمام الدراسي، وعدم الاهتمام بالمظهر والاناقة، وأكد سماحته أن وجود أمر من هذه الأمور أو حتى عدد منها لا يعني حتمية ابتلاء الولد بالمخدرات، لكن ذلك يستوجب الاهتمام والمتابعة للتأكد من الأمر.

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=8LaPgfHHMUQ

للاستماع:

https://www.saffar.me/index.php?act=av&action=view&id=1533