الشيخ الصفار ينتقد التعتيم على منهج "الواقعية السياسية" عند أهل البيت

 

  • ويدعو إلى قراءة جديدة لسيرة أهل البيت لا تحصر سيرتهم بين الاعتزال أو الثورة.
  • ويقول انه جرى التعتيم باستمرار على منهج الواقعية السياسية عند أهل البيت.
  • ويقول ان الواقعية السياسية تعني انقاذ ما يمكن انقاذه وإصلاح ما يمكن اصلاحه.

انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار حالة التعتيم على منهج الواقعية السياسية التي صبغت حياة أئمة أهل البيت مقابل حصر سيرتهم بين سياقي الانكفاء والاعتزال قديما أو الصدام والثورة راهنا.

جاء ذلك خلال حديث الجمعة 12 ذو القعدة 1438ﻫ الموافق 4 أغسطس 2017م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

وقال الشيخ الصفار بأن الواقعية السياسية كانت مسلكا سياسيا صبغ حياة أئمة أهل البيت لكن جرى تغييبه والتعتيم عليه باستمرار ولم يجر التداول بشأنه ولا تحويله إلى نظرية سياسية فاعلة.

ومضى يقول ان سيرة أئمة أهل البيت لا تنحصر بين سياقي الانكفاء والاعتزال كما في القراءة القديمة ولا الصدام والثورة التي تتبناها التيارات المتحمسة حديثا.

وأوضح بأن أئمة أهل البيت كانوا يضعون مصالح المجتمع والأمة على رأس الأولويات وتبعا لذلك كانوا يتعاملون بواقعية سياسية مع الحكومات القائمة. 

وبمناسبة ذكرى ميلاد ثامن أئمة أهل البيت علي بن موسى الرضا وضع الشيخ الصفار مسألة قبول الإمام بمنصب ولاية العهد للخليفة العباسي المأمون ضمن سياق الواقعية السياسية التي تحفظ مصالح المجتمع.

وأضاف بأن جميع أئمة أهل البيت لو عاشوا الظروف ذاتها التي عاشها الإمام الرضا لفعلوا الشيء نفسه دون تردد.

وأوضح بأن الواقعية السياسية مضت في سياق واحد تقريبا عند جميع أئمة أهل البيت حتى عند الإمام الحسين نفسه الذي تعايش مع حكم معاوية بن أبي سفيان لعشر سنين دون أن يدعو لخلعه أو مواجهته.

وتابع بأن مواجهة الإمام الحسين لحكم يزيد بن معاوية جاءت ضمن ظرف سياسي استثنائي.

قراءة جديدة

ودعا الشيخ الصفار إلى قراءة جديدة لسيرة أئمة أهل البيت لا تحصر سيرتهم بين سياقي الانكفاء والاعتزال كما في الرؤية القديمة ولا الصدام والثورة التي تتبناها التيارات المتحمسة حديثا.

وأوضح بأن مسلك العزلة والانكفاء رضي بالتهميش السياسي والاجتماعي فيما ذهب المسلك الثاني إلى حد الصراع المفتوح حتى لو أدى للإبادة والفناء.

وشدد الشيخ الصفار بأن المنهج السياسي العام لأئمة أهل البيت كان منهج الواقعية السياسية ازاء الواقع القائم.

وأوضح بأن هذا المسلك السياسي يستهدف تغيير الواقع الفاسد من خلال اثبات الحضور السياسي في واقع الأمة بغرض "انقاذ ما يمكن انقاذه وإصلاح ما يمكن اصلاحه".

وأضاف بأن التعاليم الدينية لا تدفع بالمجتمعات نحو حياة العزلة والعيش على هامش الحياة من جهة، ولا تدمير مصالحها والعبث بمصيرها من جهة ثانية.

ومضى يقول ان سعي المجتمعات نحو الالتزام بالمبادئ لا يكون بالإضرار بمصالحها العليا فلا تكليف شرعي بما لا طاقة للفرد أو المجتمع به وفق القرآن الكريم.

ولخص سماحته سيرة أهل البيت في حرصهم على العمل قدر الاستطاعة لتطبيق القيم والمبادئ الدينية والإنسانية والتعايش، والسعي في الوقت عينه للبناء والتنمية وإثبات الوجود والحضور الفاعل في واقع الأمة.