الشيخ الصفار يسلط الضوء على واقع المرجعية الشيعية وآفاق تطويرها

مكتب الشيخ حسن الصفار

قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن الحديث عن موضوع المرجعية والتقليد لم يعد شأنًا يخص طبقة دون أخرى، لافتا إلى تقدم مستوى وعي الإنسان المعاصر وزيادة اهتماماته، ويصعب منعه من الحديث والمناقشة في أمر يرتبط به.

كلام الشيخ الصفار جاء خلال الندوة الأسبوعية التي يقيمها سماحته في مجلسه الأسبوعي مساء يوم الخميس 20 جمادى الأول 1438هـ الموافق 17 فبراير 2017. وجاءت تحت عنوان: "المرجعية الدينية وتطوير أدائها في هذا العصر". ويحاوره الأستاذ عبد الباري الدخيل.

وأكد الشيخ الصفار انه لا يمكن منع الناس في التفكير في أي موضوع، فحتى في علم الكلام هناك نقاش عن مواضيع مهمة وأساسية من قبيل الصفات والذات الإلهية، وأسئلة عن صفات النبوة وبعض القرارات التي اتخذها النبي والأئمة والعلة منها.

وأشار إلى أن التساؤلات التي تخص المرجعية وطريقة عملها مطروحة في الوسط الديني، ومنها آراء الإمام الخميني في نقد بعض أدوار الفقهاء وخصوصا في تناول الجوانب السياسية، وكذلك طرح السيد محمد باقر الصدر للمرجعية الرشيدة.

وأضاف سماحته إلى ان هناك آراء مهمة لعدد من المراجع تهدف لتطوير واقع المرجعية، كآراء السيد محمد الشيرازي والسيد محمد حسين فضل الله والشيخ محمد مهدي شمس الدين والشيخ مرتضى مطهري، وهي نقاشات مطروحة وموجهة للجمهور وليست محصورة في داخل الحوزة فقط.

وعن الدور المناط بالمرجعية في هذا العصر، أشار الشيخ الصفار ان هناك عدة آراء منها من يرى المرجعية الشاملة، كما في نظرية ولاية الفقيه العامة، وهناك من يرى اقتصار دور المرجعية في أمور الفتوى في الأحكام الشرعية.

وأكد سماحته ان هناك دورًا وسطًا وهو ان المرجع معني بإرشاد الأمة حتى لو لم يتصد بشكل مباشر للأمور السياسة بالإضافة إلى دوره في الافتاء الفقهي.

وأشاد الشيخ الصفار في هذا السياق بالدور الذي يقوم به المرجع السيد السيستاني في العراق، فهو لا يقوم بدور سياسي مباشر، لكنه يقوم بدور الإرشاد والرعاية وتقديم النصيحة.

وتحدث سماحته عن دور الوكلاء حاليا، لافتا إلى ان الوكيل في السابق كان يقوم بمهمة نقل فتاوى المرجع للناس فقط، مؤكدا ان الدور الآن يفترض ان يقوم بمهمة إيصال آراء الناس وهموم المجتمع للمرجع، وأيضا ينقل آراء المرجع وتوجيهاته للناس.

ورأى أن المرجعية في هذا العصر تحتاج إلى جهاز لإدارة شؤون الوكلاء، والإشراف عليهم، مشيرا لوجود بوادر لذلك، لكنها تحتاج لتطوير.

وحث على أهمية الاستفادة من وجود شبكات التواصل الاجتماعي والفضائيات في التواصل بين المرجعية وبين الجمهور مباشرة، مشيرا لوجود حالات استفادة من هذه الوسائل، لكنها ليست بالشكل المطلوب.

وتابع ان العلاقة المباشرة بين الناس ومرجع التقليد تعتبر حالة صحية ومهمة في التقاء المرجع بالناس والاستماع لهمومهم.

وبين الشيخ الصفار ان مسألة تقليد المرجع يجب ألا تخضع لمؤثرات عاطفية، أو لعوامل حزبية أو عائلية، بل يجب توفر الشروط الأساسية للتقليد من الاجتهاد والنزاهة والاستقامة لدى الفقيه.

وحول المرجعية المحلية قال سماحته أن المرجعية لها شروط متى توفرت في أي شخص جاز تقليده بغض النظر عن جنسيته وقوميته ومكان تواجده.

وعن التشكيك في ولاء الشيعة بحكم أنهم يقلدون مراجع خارج أوطانهم، لفت الشيخ الصفار إلى ان كل طائفة لها طريقتها في إدارة وضعها الديني، ولا يحق لأحد أن يفرض على احد شيئا.

وتابع ان تلك الاتهامات هي ضمن حالة الاثارات المذهبية وحالة الاقصاء والتمييز، مؤكدًا أن المرجعية لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، بل تترك التقييم السياسي للعلماء في كل بلد بان يقرروا ما يرونهم مناسبًا لهم.