جريدة الوطن تنشر تقريراً عن مشاركة الشيخ الصفار في الأحساء

مكتب الشيخ حسن الصفار
نشرت جريدة الوطن السعودية تقريراً عن مشاركة سماحة الشيخ حسن موسى الصفار في الأحساء، والتي جمعته بسماحة الشيخ حسين العايش في حوارٍ حول السلم الاجتماعي. كتب التقرير الأستاذ عدنان الغزالي من الهفوف. جاء ذلك في العدد (1478) الصادر يوم السبت 2 شهر رمضان 1425هـ (16 أكتوبر 2004م).

وهذا نص التقرير


قال الشيخ حسن الصفار إن الحالة الطبيعية في كافة المجتمعات البشرية تكمن في تنوع أطرافها العرقية والقومية والدينية والسياسية والقبلية، وأضاف في محاضرة "السلم الاجتماعي" في منتدى الخواجة الثقافي في مدينة الهفوف والتي أقيمت الأسبوع المنصرم إنه مع هذا التنوع فإن هناك حالتين تنتجان من ذلك هما: إما تنافر وصراع بين هذه الأطراف أو وئام واستقرار في العلاقة الإيجابية بين هذه الأطراف وهذه هي الحالة التي تعرف بـ"السلم الاجتماعي".

وذكر في معرض حديثه أن السلم الاجتماعي من المفاهيم والقيم الإسلامية التي أكد عليها ديننا الإسلامي، موضحاً أن هناك قيماً ومفاهيم دينية أكد عليها ديننا الإسلامي منذ نزوله إلا أن عصور التخلف التي عاشتها الأمة أوجدت نوعاً من الخمول في حركة هذه القيم والمفاهيم في حياة الأمة، بل غابت بعض هذه القيم والمفاهيم. وتابع بقوله: إنه باعتبار تلك القيم والمفاهيم صحيحة فقد توصلت إليها المجتمعات البشرية الأخرى من خلال عقولها وتجاربها، مؤكداً على اشتداد الحاجة في مجتمعاتنا إلى هذه القيم والمفاهيم وازداد انفتاح مجتمعاتنا على تلك المجتمعات وارتفعت حدة التخلف والاستياء في مجتمعاتنا مما استوجب استحضار هذه المفاهيم والقيم. لافتاً إلى أن الأمم الأخرى اكتشفت تلك القيم والمفاهيم وبدأت تجني ثمار العمل بها.

وأوضح أن الإنسان العاقل يختار دائماً جانب السلم الاجتماعي والوئام على الجوانب الأخرى، وأضاف أن الدعوة إلى الله تكون بالطرح المنطقي والموعظة الحسنة وتقديم النموذج الأفضل للطرف الآخر من خلال حسن المعاملة. مشيراً إلى أنه من حق كل صاحب عقيدة أن يبشر بعقيدته ضمن دينه ومذهبه شريطة ألا يكون ذلك بالإساءة أو الإضرار أو التجريح بالآخر.

وقال: إن التنوع المذهبي الموجود في وطننا والأمة الإسلامية ليس حالة طارئة وإنما هو حالة قديمة منذ أعماق التاريخ، وكان الناس في بلادنا يتعايشون على اختلاف مذاهبهم.

وأشار إلى أن التطرف والتشدد ينطلقان من عقلية إقصاء وإلغاء وتكفير الآخر، ودعا الجميع إلى ضرورة الإصرار على التقارب والانفتاح والسعي لامتصاص حالة التشدد.
وأكد أن الحوار مع الآخرين يجب ألا يكون على حساب الثوابت موضحاً أنه من الخطأ التنازل عن الثوابت إلا بعد الاقتناع بالتغيير، مشدداً في الوقت نفسه على عدم التضخيم في أمور الثوابت. وطالب في ختام المحاضرة بضرورة نشر ثقافة التسامح والانسجام بين المجتمع واحترام حقوق الإنسان.