عكاظ: القرني في مجلس حسن الصفار: تفعيل حوارات النخب بعيدا عن تعصب الغلاة

مكتب الشيخ حسن الصفار
نشرت جريدة عكاظ تقريراً حول زياة الدكتور الشيخ عوض القرني إلى القطيف حيث زار فيها سماحة الشيخ حسن موسى الصفار وذلك مساء الأحد 5 شعبان 1425هـ (19 سبتمبر 2004م). وحضر اللقاء نخبة من طلبة العلوم الدينية من القطيف والأحساء والبحرين، ومجموعة من المثقفين ورجالات المجتمع وبعض الأكاديميين من أساتذة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الإمام محمد بن سعود.

وفيما يلي نص ما نشرته الجريدة:


اكد الشيخ حسن الصفار أن الاسلام غني بثقافة التعددية والتعايش حتى مع غير المسلمين وقد استوعبت الثقافة الاسلامية كل التنوعات من مختلف الاديان مشيرا الى أنه دين الحوار والانفتاح على الآخر وأكد على ضرورة قبول التعدد خصوصا ان هذه طبيعة الانسان ثم انه ليس من المتوقع ان يكون المسلمون ضمن قالب واحد في جميع التفاصيل الفكرية وعددهم يزيد عن المليار نسمة.

وكان الدكتور عوض بن محمد القرني قد شارك في مجلس الشيخ الصفار وتحدث عن أهمية وجود علاقات بين طوائف الأمة المسلمة قائلا: إن الطموحات وإن كانت كبيرة لكن وراءها آثار السنين والدهور مشيرا الى انه لابد ان نكون واقعيين في التعامل معها ولابد ان نؤسس لعلاقات جديدة بين طوائف الأمة المسلمة تبنى على الحوار الصريح والمعرفة الدقيقة وأن نواجه المشكلات على حقيقتها, فما كان منها وهميا نعلن ذلك لأمتنا بوضوح مؤكدا ان هذه الحقيقة لن تتجلى إلا بالحوار والتفاهم والمعرفة عن قرب واضاف قائلا: أرى أننا في داخل كل طائفة من طوائفنا في حاجة ملحة لاتتحمل التأجيل الى ضرورة مراجعة تراثنا كل فئة على حدة.

واكد ان من أسباب هذه المشكلة التي تعيشها الأمة الإغراق في التقليد مؤكدا انه كلما ابتعدت الأمة عن عصر الوحي ومعطياته زاد الامر تراكما مستثنيا طليعة الأمة من العلماء والمثقفين اذ يفترض ان يكونوا شيئا آخر.

واضاف فضيلته قائلا: اننا اذا عجزنا عن أن نتمثل أحكام الاسلام في التعامل فيما بيننا كمسلمين من حيث التعايش وأداء الحقوق والحوار للبحث عن الحق في ظل الفهم والتفاهم في الاحكام التي جعلها الاسلام لأهل الذمة على المسلمين جميعا كفيلة بأن تحفظ لأي طائفة بشرية في الارض كرامتها في أي مجتمع وإن كان المسلمون مع الاسف لايطبقون ذلك فيما بيننا وعبر الدكتور القرني عن امنياته لأن يبادر كلا الطرفين من الشيعة والسنة لبيان وتوضيح ما يتوهم عنهم من مشكلات حتى يقتنع الطرف الاخر بذلك مؤكدا ان المبادرة اذا كانت من الطرف المقابل قد تفسر على أنها من أصحاب التسامح أو التميع أو الذين لايعنيهم كثيرا الحفاظ على الحق مؤكدا انه سيبقى هناك من لايقبل الالتقاء من كلا الطرفين إما تقليدا ومتابعة أو غلوا وتطرفا او مصلحة ولكنهم سيشكلون أقلية, وجماهير الأمة ستقبل - باذن الله - الحق مشيرا الى الحاجة الى تفعيل حوارات النخب بعيدا عن ضجيج الجماهير وتعصب الغلاة وجمود المقلدين وتشكيكات أصحاب الأهواء والمصالح الشخصية معتقدا ان الحوار بين النخب في الظل والهدوء اذا كان راشدا مستبصرا بالكتاب والسنة وكان محتكما الى العقل والدليل والبرهان ستعود آثاره بالخير الى جميع مكونات الأمة.