الشيخ العطية يتحدث عن تجربته في الحوار والعلاقة مع الآخر

مكتب الشيخ حسن الصفار

الشيخ العطية: خيارنا الحوار والتعايش ولا نقبل الإساءة لرموز إخواننا السنة
الصفار: الذي ينتمي لمذهب أهل البيت لا يتقوقع على ذاته ولا يرتاب ولا يتوجس من الانفتاح على الأخر
الشايب: التفاعل الشعبي مع مبادرات التواصل والانفتاح التي يقوم بها شيعة المملكة تؤكد صحة هذا النهج
الراضي: نرفض الخلاف الشيعي السني خصوصا إذا كان مصدره العلماء
نصر الله: نثمن أدوار الشيخ الصفار الجريئة ونرى ضرورة التركيز على الحوار الشيعي الشيعي
الشيوخ: لم يطرح النشطاء الحوار الشيعي السلفي كبديل عن الحوار الشيعي الشيعي
النزر: من الأفضل للشيعة ان يبرزوا للآخرين كما هم ولا داعي للقلق من تعددية توجهاتهم

 
بحضور نخبة من رجالات الدين والمثقفين والناشطين الذين أكتظ بهم مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار قال الشيخ محمد عطية: "ان الحوار والتواصل مع الآخر هو خيارنا الذي اخترناه لحل مشاكلنا وتعزيز وحدتنا والدفاع عن معتقداتنا وخدمة ابناء مجتمعنا".

مضيفا، ان السعي الى التعايش مع ابناء وطننا فيه الخير الكثير والمكاسب الكبيرة على المستوى الاجتماعي والوطني.

ونوه العطية في ثنايا الندوة التي اقيمت مساء الاربعاء الماضي 16 صفر 1432هـ الموافق 20/1/2011م في محافظة القطيف الى ان الحوار هو انجع الوسائل لحل المشكلات البينية ودفع الشبهات ودحض الافتراءات ومنع العنف والحد من سيطرة الفكر الاحادي.

مؤكدا، على ضرورة التمسك بالحوار الذي يمكننا من التعايش سويا، داعيا لتجنب الجدال الذي يسجل فيه كل طرف نقاطاً على الاخر.

وان الحوار الذي ننشده لا يؤدي بنا إلى التنازل عن ثوابتنا وانما هو لخلق مساحة مشتركة مع الاخر، على حد تعبير العطية.

وقال الشيخ العطية المقيم في جدة منذ عقدين من الزمن "من خلال التجربة ادركنا بان الحوار مع ابناء وطننا هو السبيل الامثل للتعاون وتجسيد الوحدة الوطنية على الارض".

مشيرا، الى ان الكثير من المنتديات والصوالين الثقافية في جدة ومكة والمدينة تواقة لاستضافة الشيعة للتعرف على آرائهم حول الاشكالات المثارة حولهم ولترسيخ الوجود الوطني لكافة الطوائف والمذاهب.

مطالبا المجتمع السعودي بقبول التعددية الفكرية والمذهبية، قائلا "طالما اننا نعيش في وطن واحد فلا خيار لنا الا ان نقبل بعضنا بعضا وان نتعايش سويا مهما كانت درجة الاختلاف بيننا".

شيعة جدة مع نهج الحوار والانفتاح

واشار العطية ضمن كلمته الى ان الاتجاه العام والغالب لدى شيعة جدة اليوم هو الدفع باتجاه الحوار لحل مشاكلنا وتعزيز وحدتنا والدفاع عن معتقداتنا، وان المشاركة في برامج الحوار الوطني هي استجابة فعلية لنداء الوطن الذي يدعونا لان نقول مالدينا بصراحة تامة وبشفافية مطلقة ليسمع الجميع ما نقوله دون خوف وخشية.

ونوه العطية بدور الشيخ الصفار قائلا "ان الشيخ الصفار لم يقصر معنا وقدم العون والخدمة لنا واسدانا بالنصائح الثمينة لمواجهة المشكلات التي تعترينا، ونيابة عني وعن اهل جدة اقدم الشكر الجزيل لسماحته على مابذله من جهود مثمنة ونصائح ثمينة ولا اغفل عن توجيه الشكر ايضا لكل من ساندنا وتواصل معنا من الاخوة المهتمين بخدمة المجتمع.

مضيفا، يكفي الشيخ الصفار فخرا انه وضع ارجلنا على الخطوة الاولى للحوار ونقلنا من دائرة التقوقع داخل المجتمع الواحد الى الحوار مع الاخر فكان له الفضل في تجسير العلاقة مع مجموعة من النخب الكريمة من اساتذة الجامعات والاطباء والشعراء والادباء والعلماء والكتاب في المنطقة الغربية.

واكد العطية على اننا بالحوار اجبنا على الكثير من الشبهات وعززنا العلاقة مع اخواننا المواطنين وصرنا نستقبل التعازي من بعض اخواننا السلفيين في مصاب الامام الحسين، وهذه بعض ثمار التواصل والانفتاح.

ومن خلال تداخلنا مع اخواننا السنة لمسنا رغبة حقيقية وصادقة من أكثرهم في مد جسور التواصل معنا ولا بد لنا من استثمار هذه الفرصة في ايضاح صورتنا الحقيقية، بحسب العطية.

وقال العطية ان اخواننا السنة في المملكة يعتبون علينا ويطالبوننا بالتواجد الدائم في منتدياتهم ليسمعوا آراءنا ووجهات نظرنا حول الكثير من القضايا والاثارات، لذا ينبغي ان نسجل حضورنا في تلك المحافل ان كنا نريد فعلا خدمة مذهبنا وطائفتنا ودحض تلك الافتراءات.

واشار العطية في محاضرته إلى ان التعددية المذهبية في المملكة اضحت في أروقة الحوار الوطني والمنتديات الاهلية سمة بارزة على عكس ماكان عليه الحال قبل تدشين مشروع الحوارالوطني من قبل خادم الحرمين الشريفين.

الحوار ليس عصا سحرية لحل كافة المشكلات

ان الحوار ليس عصا سحرية لحل جميع مشاكلنا العالقة كما انه ليس وسيلة لاضاعة الحقوق او التخلي عن الثوابت كما يتصور البعض، وهذا ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين اعاده الله الى ربوع الوطن سالما بعدما اسس مركز الحوار الوطني حيث قال انه لم يكن يريد من خلاله حل المشاكل كلها وانما وضع الخطوة الاولى لحل مشكلة كبيرة اهم عناوينها القطيعة بين ابناء الوطن الواحد، بحسب العطية.

مضيفا، لا ينبغي تحميل منتهجي الحوار اشياءا فوق طاقتهم، كما لا ينبغي التخلي عن الحوار حين العجز في حل المشكلات لأن الحوار قيمة بحد ذاته.

واشاد الشيخ العطية بالمنتديات الثقافية التي تبنت ترسيخ فكرة الحوار واشراك المختلفين فكريا ومذهبيا ومناطقيا كمنتدى المكية للمهندس سامي عنقاوي واثنينة معالي الشيخ عبد المقصود خوجة الشهيرة، وكذلك ملتقى معالي الشيخ الدكتور محمد عبده يماني رحمة الله.

وقال "صحيح ان الحوار الوطني الذي احتضن كافة المكونات المذهبية تم في اروقة المؤتمر الا انه ساهم بشكل ملحوظ في شيوع ثقافة الحوار بين المختلفين في المملكة حتى باتت الملتقيات الثقافية الاهلية كمنتدى الروضة في جدة تحرص على ضم ومشاركة اتباع جميع المذاهب في المملكة.

وذكر العطية "ان مؤتمر الحوار الوطني يعد فرصة تاريخية لا ينبغي تفويتها كي لا يكون مكاننا شاغرا، بل علينا استغلال هذه الفرصة لايصال مالدينا الى القاضي والوزير والموظف والمسؤول، واذا كنا لا نستطيع الوصول لصاحب الشأن فان المشاركة ستمكننا من ايصال ما نريده اليه".

مضيفا، ان دول العالم التي تقدمت فيها الحريات لازالت تتجدد فيها الازمات مع ان الحوار يحتل فيها مكانة راقية، فالحوار ليس هو سبب ازمات تلك الدول ولا ينبغي التعامل معه بهذه الصورة".

انفتاح الشيعة على السلفيين حفزهم على الحضور في مجالسهم

واشاد العطية بمشروع الحوار الوطني والجهود التي يبذلها الشيعة في سياق تجسير العلاقة قائلا ان تلك الجهود شجعت العديد من الشخصيات السنية السلفية على التواصل مع الشخصيات الشيعية والحضور في مجالسهم في القطيف والاحساء والمدينة وجدة وغيرها.

وقال "لو افترضنا جدلا بان الحوار لم يحقق لنا في الوقت الراهن أية مكاسب ولكنه سيحقق للاجيال اللاحقة بعضا منها فلا ينبغي التوقف عنه، بل ينبغي الاستمرار فيه والصبر على نتائجه وآثاره المرجوة".

وذكر العطية، انه لمس من خلال مشاركته في الحوار الوطني الأخير في جدة الذي كان بعنوان "القبلية والمناطقية والتصنيفات الفكرية واثرها على الوحدة" تجسيدا رائعا للوحدة الوطنية وذلك حينما آثر الاستاذ محمود الصباغ بدوره لي لاتم مداخلتي التي لم استطع اكمالها بسبب الخلل الذي تم في التوقيت الممنوح لي اثناء مداخلتي، حيث قال: انا اتبرع بوقتي للعطية تضامنا مع الوحدة الوطنية والمذهبية، وقد اشارت صحيفة عكاظ لهذه الحادثة.

ويعلق العطية قائلا:ان مثل هذه الدلائل تبين لنا بان هناك فرصة كبيرة لتجسيد الوحدة والتعايش على الارض فلا ينبغي تفويت هذه الفرصة الذهبية وان معظم الشيعة اللذين شاركوا في جلسات الحوار الوطني تركزت مشاركاتهم على حقوق الطائفة وعلى الأخوة الوطنية.

منوها، الى ان بعض اخواننا السنة ومنهم سلفيون ينزعجون حينما نزورهم في مجالسهم وبيوتهم بدون زينا الديني وكانوا يطالبونا بان نلبس زينا الديني ليكون وجودنا طبيعيا بينهم، وهذا ما حدث لي شخصيا حينما زرت زملاء سلفين في مواقع عملهم سبق وان شاركوا معنا في اكثر من محفل ومنتدى.

بعض الكتب المسيئة للشيعة هي رد فعل على الإساءات

واشار العطية الى ان بعض ردات فعل اخواننا السنة المتمثل في اصدار بعض الكتب المسيئة للشيعة جاءت كرد فعل لسلوك بعض الشيعي المسيئ لرموز السنة والتي تهاجم ائمة المذاهب السنية، منوها اننا ندعوا للالفة ونؤكد على التعايش والوحدة واحترام رموز اخواننا السنة مهما اختلفوا معنا.

واسف الشيخ العطية لبروز الدعوات المنادية بالحوار الشيعي الشيعي في بعض الازمات والتي لا تتجسد على الارض قائلا "هناك دعوات قدمت لتاسيس مجلس شيعي ولكن سرعان ما تلاشت تلك الدعوات بعد هدوء الازمات"، مضيفا "نحن الان في امس الحاجة الى ان نتحد فيما بيننا لنكون صورة طيبة لانتمائنا لأهل البيت ".

ودعا العطية اصحاب المنابر الشيعية قائلا "ادعوا الكتاب والمؤلفين واصحاب المنابر واليوتيوبات ووسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمكتوبة ان يجعلوا قضايانا وطنية وان يطالبوا بها من منظار وطني لا بمنظار طائفي، اننا مواطنون علينا واجبات ولنا حقوق فلنطالب بحقوقنا ضمن المنظومة الوطنية".

المداخلات:

1- الكاتب والباحث خالد النزر

 
وفي مداخلته يرى الباحث التاريخي خالد النزر انه من الأفضل للشيعة ان يبرزوا للآخرين كما هم قائلا "ليس من صالحهم الادعاء بأنهم يمثلون وحدة واحدة والحال هو خلاف ذلك".

2- رئيس المجلس البلدي جعفر الشايب

وقال رئيس مجلس البلدي جعفر الشايب "من خلال علاقاتنا مع الناشطين والمثقفين في انحاء مختلفة من البلاد نلحظ ان هنالك استعدادا كبيرا للانفتاح على الشيعة وان اكثر من زاروا القطيف يثنون على ما شاهدوه من فعاليات وانشطة وانفتاح ورغبة في التواصل من قبل الشيعة مع الاخر".

مضيفا، ان هذا التحول نحو الانفتاح لم يأتي من فراغ وانما جاء نتيجة جهود كبيرة بذلت في هذا المجال، وان سماحة الشيخ حسن الصفار هو رائد منهج التواصل والانفتاح والداعم الاول لكل تلك المبادرات والجهود.

ولفت الشايب الى ان نهج التواصل والانفتاح على الاخر في بداياته رافقته حالات من التشكيك والتخوف والقلق ولكن الوضع اليوم تغير، مشيرا الى ان التفاعل الشعبي مع مختلف مبادرات التواصل والانفتاح التي يقوم بها الشيعة تؤكد سلامة هذا النهج.

وقال الشايب "ان اغلب الشخصيات الاجتماعية والثقافية والوطنية في المملكة يثمنون مبادرات وجهود الشيخ الصفار التي تصب في اتجاه ترسيخ الوحدة ومد جسور التواصل مع كافة ابناء الوطن الواحد.

وان مساعي التواصل مع الشخصيات السلفية في المملكة ستخفف من حدة المواقف المتشنجة تجاه الشيعة اذا استمر التواصل، بحسب الشايب.

وثمن المهندس الشايب الانشطة التي يقوم بها سماحة الشيخ محمد العطية في جدة، داعيا الى مأسسة هذه الانشطة ليكون اثرها اكبر في تعزيز الاندماج الوطني ومد جسور التواصل مع كافة ابناء الوطن.

وطالب الشايب الكتاب والمثقفين باقتراح موضوعات وطنية تلامس هموم المجتمع السعودي لتناقش في اروقة الحوار الوطني بدلا من القضايا الثانوية.

3- الاعلامي فؤاد نصر الله

 
واشار راعي ملتقى حوار الحضارات الاعلامي فؤاد نصر الله الى وجود حالة من التململ من موضوعات الحوار الوطني، معللا ان بعضها تحول الى اشبه بالحوارات الجانبية وبعيدة كل البعد عن الموضوعات الجادة التي تأسس من أجلها الحوار الوطني بقيادة خادم الحرمين الشريفين الذي أكد على تعزيز الوحدة الوطنية وجمع كل المذاهب والتوجهات في لقاءات حميمية تضع الحلول المناسبة.

واتفق نصر الله ضمنيا مع ما نوه اليه الشيخ محمد العطية، مضيفا ان مشروع الحوار الوطني خلق حراكا اجتماعيا وثقافيا ووطنيا هاما وهو خطوة نحو التغير المرتقب، باذن الله، مثنيا على جهود سماحة الشيخ حسن الصفار في الدفع باتجاه الحوار الشيعي السني، واصفا اياها بالخطوات الهامة والجريئة.

وطالب نصر الله التركيز على مشروع الحوار الشيعي الشيعي، معتقدا ان اللحظة والظروف مؤاتية لذلك، داعيا الاستفادة من تجربة المجلس الشيعي الاعلى في لبنان الذي دعا اليه السيد المغيب موسى الصدر، مجددا الدعوة لسماحة الشيخ الصفار باتجاه تاسيس مجلس شيعي يضم كافة المثقفين والعلماء والنشطاء في المنطقة.

ان ما يجري في الساحة، بحسب توصيف نصر الله، هو خلاف غير صحي وليس اختلافا نابذا الخلاف.

4- الكاتب والباحث محمد الشيوخ

وقال الكاتب والباحث الاجتماعي محمد الشيوخ "ان الحوار الشيعي السلفي أو الحوار الشيعي السني ليس بديلا عن الحوار الشيعي الشيعي كما انه ليس بالضد منه ابدا".

مشيدا، بدور الشيخ محمد العطية الذي أصبح "ملاذا" للطلبة والطالبات والموظفين الشيعة في محافظة جدة، والشيعة يثمنون لسماحته تصديه لمشاكلهم وتفاعله مع قضاياهم وملامسته لهمومهم.

ولفت الشيوخ قائلا: اننا ومن خلال قراءتنا لخطاب سماحة الشيخ حسن الصفار وتواصلنا الدائم معه لم نلحظ انه تخلى ولو للحظة واحدة عن هذا الهم او انكفا عن هذا الدور أو اكتفى بالحوار الشيعي السني أو الشيعي السلفي، بل كان يحث ويدعوا الجميع دائما لتعزيز حالة التواصل والتشاور والحوار الداخلي وسيرته العملية هي خير برهان على ذلك".

وطالب الشيوخ بعدم اقتصار الحوار الوطني على النحب الفكرية والوطنية قائلا "ان نخبة المجتمع السعودي تجاوزت مرحلة تلمس مكاسب الحوار وأهميته ولا اظن ان هنالك مثقفا سعوديا واحدا يرفض الحوار أو يتنكر لفوائده، داعيا، الى ضرورة تشجيع ابناء مجتمعنا في هذه المرحلة على الاندماج والانفتاح على محيطهم.

5- سماحة الشيخ حسن الصفار

وأكد سماحة الشيخ حسن الصفار في مداخلته وقوفه الى جانب كل المساعي والجهود التي تبذل للحوار الداخلي، موضحا ان الساحة لازالت بحاجة الى المزيد من النضج لتتجاوب كل الاطراف مع الجهود والمساعي المبذولة في هذا الاتجاه.

ودعا الصفار العلماء والفضلاء اللذين يرون انفسهم أكفا من غيرهم في تبيين وجهة نظر المذهب واقدر على الحوار مع الاخر، دعاهم الى خدمة المذهب والطائفة من خلال الحوار والتواصل.

وقال الشيخ الصفار "لم يعد كافيا للعالم الشيعي في هذا العصر وفي هذه الظروف الاكتفاء بدراسة العلوم الدينية في الحوزة العلمية، واذا لم يطلع رجل الدين على الاراء الموجودة في الساحة التي يعمل فيها ولم ينفتح على العلوم الحديثة لن يكون جديرا بالقيام بدوره الاجتماعي والتوعوي على اكمل وجه".

وفي الوقت الذي طالب العلماء بالانفتاح على الاخرين لما له من الاثر الكبير في خدمة الشيعة قال الصفار "انني ااثمن ادوار الاخرين المختلفة في خدمة الطائفة وكذلك اقدر وجهات النظر المتباينة، داعيا لان يكون التقدير والاحترام هو سيد الموقف بين طلبة العلم.

ونوه الصفار، الى ان رجل الدين المنفتح على فكر وثقافة الاخر سيكون فكره اكثر سعة ونضجا.

واشار الصفار الى ان أئمة أهل البيت وصحبهم الكرام انفتحوا على الملاحدة والزنادقة وكانوا يناقشونهم ويحاورونهم دون خشية ووجل وهكذا الحال بالنسبة لكبار علمائنا، وهذا هو الوضع الطبيعي.

قوة مذهبنا تظهر في دعوته للانفتاح

وقال الشيخ الصفار "الذين يطالبون دعاة التواصل والحوار بالانجازات، ينبغي مساءلتهم عن منجزاتهم وما الذي جناه المجتمع من الانطواء والانكفاء".

وعلق الصفار على اللذين يرون الانطواء سبيلا الى الحصانة وان الانفتاح قد يفقدهم ثوابتهم، علق قائلا: ان هذا الطرح ينم عن ضعف ثقة بالذات والمذهب.

مضيفا، ان قوة مذهبنا تظهر في دعوته للانفتاح والحوار مع الاخر وليس العكس، والمنتمي للتشيع لا يتوجس ولا يرتاب من الحوار والانفتاح والتواصل مع الاخر، بل لا تراوده مثل هذه الهواجس ابدا.

وناشد الصفار المتوجسين من الانفتاح بالقول عليهم ان يدركوا جيدا ان التواصل مع الاخر يعد فرصة ثمينة ويعبر عن قوة وان بعض كبار علماؤنا درسوا عند علماء السنة كالشيخ المفيد، بل ان الذي سماه بالمفيد هو استاذه السني، كما ورد في سيرته وترجمته، كما ان المرجع السيستاني حفظه الله هو الاخر ذكر في أحد لقاءاته انه درس عند الشيخ الرواي من  علماء السنة.

الشيخ العطية أضحى أكثر قدرة على خدمة مذهبه ووطنه

 
وأشاد الشيخ الصفار بمواقف الشيخ محمد العطية وأدواره وانفتاحه قائلا "بعد ان انفتح الشيخ على الاخرين ارتقت طروحاته وأصبح اوسع ادراكا وفهما لحاجات الناس وأكثر قدرة على خدمة مذهبه وابناء طائفته ووطنه.

وفيما يتعلق بالحوار حتى مع المتشددين قال الصفار: "ان التواصل معهم بغية تغيير وجهة نظرهم وإزالة الالتباس من أذهانهم حيال المذهب وأتباعه أمر مطلوب وهو ما يجب ان يحصل أيضا".

وفي ختام مداخلته أثنى الشيخ الصفار على جهود الشيخ محمد العطية قائلا:المجتمع بحاجة الى رجالات دين امثال الشيخ العطية ليقومون بأدوارهم ويتحملوا مسؤولياتهم في كل مناطق المملكة ليخدموا طائفتهم ومذهبهم ووطنهم من خلال مد جسور العلاقة مع الاخر، سيما ان الاخر لديه الرغبة في الانفتاح والتواصل".

6- الشيخ حسين الراضي

وفي مداخلته قال الشيخ حسين الراضي "هنالك مواطنون سعودين كثر لايعرفون عن اخوانهم الشيعة السعودين شيئا وهم متعطشون لمعرفتنا ولا سبيل لتعريفهم بانفسنا الا بالحوار، ولقد التقيت بفضلاء من القصيم في الحرم المكي وبادروني بالسؤال عن الشيعة ومصادرهم ومؤلفاتهم وكتبهم معتقداتهم".

مضيفا، ينبغي الانفتاح على اخواننا السنة والحوار معهم ونحن نمقت الخلاف الشيعي السني خصوصا إذا كان مصدره العلماء.

وقال الراضي "ينبغي لنا ان نقدم مدرستنا وفكرنا للاخر بما يتناسب مع أخلاقياتنا واظن ان بعض الهفوات في داخل المدرسة تضر بصورة التشيع".

وعطفا على ما تفضل به سماحة الشيخ حسن الصفار وتأكيدا لكلامه قال الشيخ الراضي، ان علمائنا الكبار على مر التاريخ كانوا غير منكفئين بل كانوا منفتحين على الاخر الى درجة انهم يستدلون بروايات اهل السنة في بعض مباحثهم كالمحقق صاحب الشرائع الذي كان يقدم استدلالاته ببعض روايات اهل السنة وياخذ بمضامينها أيضا.

وفي ختام اللقاء الذي اداره الاستاذ زكي البحارنة والذي اكد فيه جميع المشاركين على اهمية الحوار والانفتاح والتعايش وتعزيز الوحدة والطنية، قدم الشيخ محمد عطية شكره  الجزيل للشيخ حسن الصفار قائلا ان سماحته كان سباقا في الاهتمام بقضايانا ومساعدتنا ولم نجد منه الا الخير، داعيا له بالصحة والمزيد من التوفيق.

يشار الى ان الشيخ محمد العطية من مواليد القطيف زاوج بين الدراسة الاكاديمة والحوزوية وكان من ابرز أساتذته آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي واية الله السيد عبد المنعم الحكيم وآية الله السيد كمال الحيدري وهو حاصل على عدة اجازات من المراجع الكرام، وبالإضافة الى ذلك هو عضو في المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية وقد شارك مؤخرا في لقاء الحوار الوطني الذي عقد في جدة.

صور: