صحيفة المدينة: الصفار متحدثاً عن حقوق الإنسان في الإسلام

مكتب الشيخ حسن الصفار
نشرت صحيفة المدينة في عددها الصادر يوم الثلاثاء 6 ربيع الأول 1425هـ (25 مايو 2004م) تقريراً بقلم الأستاذ عبد الله القنبر، حول استضافة سبتية الموسى لسماحة الشيخ حسن الصفار.

وفيما يلي نص ما نشرته الصحيفة:

الصفار متحدثاً عن حقوق الإنسان في الإسلام

منحة إلهية ومن أقدس القضايا التي ينبغي أن ندافع عنها


عبد الله القنبر - الأحساء

استضافت سبتية الموسى الشيخ حسن الصفار في محاضرة له عن حقوق الإنسان في الإسلام بحضور جمهور كبير من المثقفين والمواطنين حيث بدأ اللقاء بترحيب من صاحب السبتية عبد العزيز آل الموسى وعبد الله النادر ثم قرأ الأستاذ يوسف التركي السيرة الذاتية للمحاضر ثم بدأ المحاضر في سرد محاضراته حيث بدأ بقصة المعتضد العباسي وقصة الدَّين على أحد الضباط فماطل وأنكر إلى أن توصل للحصول على حقه من رجل بسيط كانت له مواقف مشرفة من الصدق والشفافية وكشف المنافقين لدى المعتضد فأصبح أي حق لأحد عند أحد يتمكن هذا الرجل من إعادته لأن الجميع صار يخشى منه كونه لا يخاف في الله لومة لائم.

وأشار إلى أن حقوق الإنسان قيمة إلهية هي من أقدس القضايا يمكن أن يدافع عنها بنى البشر لأنها تمس جوهر الإنسان كالكرامة ﴿ولقد كرمنا بنى آدم فلا يجوز لأحد أن يصادر هذه المنحة الإلهية يقول العلامة التونسي محمد الطاهر بن عاشوراء (مفسراً للقرآن الكريم) حين يمر بآية ﴿من قتل نفساً .... يشير إلى نقطة مهمة لم يمر بها أحد المفسرين الذين قرأت لهم: أن على كل فرد من أفراد البشر أن يكون معنياً بطلب الثأر لتلك النفس لأنه اعتدى على جميع الناس.

الدفاع عن حقوق الإنسان واجب الجميع


وتساءل كيف لنا أن ندافع عن حقوق الإنسان؟ أشار المحاضر إلى أن الدولة وافقت على إنشاء جمعية حقوق الإنسان فالقيادة السياسية تدرك أهمية هذا الموضوع ويجب التعاون معها وتشجيعها.

نشر الوعي بحقوق الإنسان

لأن الإنسان يجهل حقوقه فهو لا يعرف حقوقه التي له لذا نجد منظمات تقوم بنشر الوعي ونشر ثقافة الخقوق في مجتمعنا يجب نشر هذه الثقافة فالمواطنون لدينا لا يقرؤون و لا يهتمون فهو لا يعرف حقوقه وعلاقته مع الدولة أو مع المجتمع أو حتى عائلته.

وأشار المحاضر إلى أنه يجب إبلاغ الجهات المسؤولة عن أي هضم لحقوقه من خلال القنوات المتعارف عليها كمجلس الشورى, وعندنا الصحافة الآن تفتح قلبها للمواطن ليقول ما يريد ويعبر عن رأيه وحقوقه، ونحن نلاحظ ذلك. بلادنا تقوم على الإسلام وتطبق شريعة الله وما دعوة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز بقضية الحوار إلا صورة مشرقة من صور الإصلاح. ووجود ثغرات في النظام لأي دولة في العالم أمرٌ طبيعي لكن دور المواطن هو سد تلك الثغرات حتى لا يسمح للمثقفين الاستفادة من تلك الثغرات ونجد الدول تسعى فصلاح تلك الثغرات.

ونوه المحاضر الشيخ حسن الصفار بصدور الأنظمة للحكم وكذلك الحوار الوطني وجمعية حقوق الإنسان ودعى إلى دعمها والوقوف معها وبخاصة أنها أيضاً مدعومة من قبل الدولة وجميع المسؤولين وعلى رأسهم القيادة الحكيمة ودعمت قيام هذه الجمعية التي تعنى بحقوق الإنسان.

وطالب الجميع بالاستفادة من هذه الجمعية لإبلاغها بأي تجاوزات للهضم حقوق الإنسان السعودي حتى تقوم هذه الجمعية بدورها لأننا في بلد لا يرضى بالظلم أو هضم حقوق الإنسان.

من منا قرأ قوانين شركته التي يعمل بها أو قوانين المرور مثلاً ولذلك يشكون لأنهم لا يعرفون حقوقهم وواجباتهم، وكذلك البلدية وكلام الموظف فيها نعده كلام الحكومة وقد لا يكون كذلك والطالب يذهب إلى المدرسة أو الجامعة ولم يعرف قوانين ولوائح المدرسة أو الجامعة.

لم يطلع على نظام الدولة التي أصدرتها وهي الأنظمة. مشكلتنا أننا نركز على حقوق الله على العباد ولكن الذي ينبغي أن نركز عليه هو حقوق العباد على بعضهم البعض، فالله أجل وأعلى من أن تكون له مصلحة عند عباده ﴿ليقوم الناس بالقسط.

أصبحت حقوق الإنسان كأنها مفردة قريبة لجهلنا بها مع أن الإسلام جاء بالوثيقة الأشمل والأكمل والأفضل.

وقال ينبغي أن يكون هناك تعاون وتآزر, فلم تعد الجهود الفردية مجدية, ولهذا أسست لجنة حقوق الإنسان في المملكة, وهناك دعوة لتشكيل لجان لمساعدة هذه الجنة.

وقال إننا نتعرض- كأمة إسلامية وكمملكة- لحملة إعلامية عشواء من قبل الصهيونية العالمية واليمين الصهيوني المتطرف, فقد أصبحنا الآن موضع تندر كأمة تنتهك فيها حقوق الإنسان, في الوقت الذي يمارس فيه أولئك الذين يهاجمون أمتنا أبشع انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين والعراق وغيرهما.

وأمريكا هي بنفسها أكبر مدافع عن إسرائيل التي تنتهك حقوق الإنسان وهي نفسها في العراق في الفلوجة ومنطقة القائم والنجف وكربلاء وغيرها، ومع ذلك يتحدثون بكل صلف عن حقوق الإنسان.

إننا ننتمي إلى دين يعتبر الإنسان خليفة الله في الأرض يجب أن نبدأ الإصلاح من أنفسنا, ونعمل سوياً من أجل الوصول لحقوقنا.