إصدار جديد للشيخ الصفار
الجمعة شخصية المجتمع الإسلامي
عن دار أطياف للنشر والتوزيع صدر الكتاب الجديد لسماحة الشيخ حسن الصفار (الجمعة شخصية المجتمع الإسلامي). وهو يتناول موضوعاً طالما أهملته الثقافة الشيعية المعاصرة، وهو موضوع صلاة الجمعة.
وقد ركّز الكتاب على معالجة محورين أساسين:
الأول: البحث في سبب عدم اهتمام الشيعة بهذه الشعيرة الإسلامية المهمة، الأمر الذي يعزى لشعور الشيعة بعدم الاطمئنان السياسي في بلدانهم. كما يستشف من الرأي المشهور لدى فقهائهم بأن إقامة صلاة الجمعة مشروط بوجود السلطان العادل والذي يتحقق في ظله الأمان والاطمئنان.
الثاني: أما المحور الثاني الذي ركّز الكتاب على معالجته فهو الدفع باتجاه تجاوز العقبات التي تحول دون الاستفادة من هذه الفريضة العظيمة المهمّة، وذلك بنشر ثقافة الاهتمام بها، وتشجيع الناس وندبهم إلى إعطائها الأولوية التي تستحقها، باعتبارها تمثل أحد أبرز معالم المجتمع المسلم. وهي البرنامج الحيوي الذي يلوّن يوم الجمعة بلونه الجميل الساحر.
وقد أشار سماحة الشيخ في مقدمة الكتاب، إلى أن صلاة الجمعة من القضايا الدينية الاجتماعية التي تأثرت لدى معظم المجتمعات الشيعية بواقع العلاقة غير الايجابية مع محيطهم ، حيث حرم منها الشيعة في الكثير من أزمنتهم وأوطانهم.
والسبب هو شعورهم بالاستضعاف والتهميش.
فهو قد حرمهم من كنز ثمين كان يمكن أن يكون له دور فعال في تحسين حالتهم الاجتماعية، ووضعهم العام.
ولا يصح القول أن عزوف الشيعة عن صلاة الجمعة ينطلق من موقف فقهي لا يرى مشروعيتها في غياب الإمام المعصوم، ذلك لأن القائلين بهذا الرأي من فقهاء الشيعة عدد قليل، بينما يرى أكثرية فقهائهم مشروعيتها في كل زمان ومكان، على أساس الوجوب التعييني عند قسم منهم، أي أنها المتعينة دون صلاة الظهر يوم الجمعة، أو على أساس الوجوب التخييري عند قسم آخر بينها وبين صلاة الظهر، ويرى معظمهم أفضلية صلاة الجمعة على صلاة الظهر.
ولعل الأمر قد التبس على البعض، حتى غدت الفكرة الشائعة عن صلاة الجمعة أنها لا تجوز إقامتها إلا في ظل وجود السلطان العادل بحسب تشخيص الفقه الجعفري (الشيعي) لذلك.
بينما نجد أن هنالك أبواباً في كتب الحديث بعنوان (عدم اشتراط وجوب صلاة الجمعة بحضور السلطان العادل) وأن جواز إقامتها أو وجوبه يتحقق( مع وجود إمام عادل يحسن الخطبتين وعدم الخوف).
يقول الشيخ الصفار في المقدمة: وحين راجعت أبواب صلاة الجمعة في مصادر الحديث والفقه الإسلامي، هالني ذلك العدد الضخم، والكم الهائل، من النصوص والتعاليم التي ترتبط بصلاة الجمعة وأحكامها وآدابها.
ومن خلال التأمل في تلك النصوص الواردة يمكنني القول بكل ثقة وتأكيد: أن الجمعة ترسم وتحدد معالم شخصية المجتمع الإسلامي.
ويضيف: إن بعض علماء الاجتماع قد عرّفوا مفهوم الشخصية على المستوى الفردي بأنه >تنظيم يقوم على أساس من عادات الشخص وسماته، وهي (الشخصية) تنبثق من خلال العوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية<. فلو أخذنا بهذا التعريف للشخصية على المستوى الاجتماعي، لوجدنا أن صلاة الجمعة والآداب المرتبطة بها تشكل تنظيماً وتكريساً للعادات والسمات التي يجب أن يتقوّم بها مجتمع المسلمين، فهي ترسم وجه المجتمع الإسلامي، وتحدد ملامح صورته.
وتحدث الكتاب عن يوم الجمعة وعن تميزه على بقية الأيام حيث اعتبرته الروايات سيد الأيام، وهو اليوم الذي صنفت الكتب من أجل بيان فضله ومكانته على غيره وحكم صلاته (صلاة الجمعة)، حتى أحصى منها الشيخ آغابزرك الطهراني ما يقرب من (200) كتاب ضمن فقه المذهب الشيعي.
وتحت عنوان صلاة الجمعة استعرض الكتاب الأبعاد الهامة للصلاة كالبعد الاجتماعي والبعد الوحدوي والبعد التوعوي.
واحتوى الكتاب على أبواب عن أحكام صلاة الجمعة، وعن الجمعة والاستثمار الروحي، وعن الجمعة والتواصل الاجتماعي، وتحت عنوان النظافة والجمال تناول الكتاب بشيء من التفصيل أن يوم الجمعة هو اليوم الذي تتأكد فيه مراعاة النظافة وإظهار الأناقة والزينة والجمال.
يقع الكتاب في 136 صفحة.
«لقراءة الكتاب اضغط هنا»