تعزية باستشهاد آية الله السيد محمد باقر الحكيم (قده)

الشيخ حسن الصفار *


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين.


نتقدم إلى أبناء الشعب العراقي الغيور، بجميع طوائفه وشرائحه، وخاصة قياداته الدينية من الفقهاء المراجع، وفضلاء الحوزة العلمية، وأسرة آل الحكيم الشريفة، وجميع القيادات الوطنية، بأحر التعازي، وأعمق مشاعر المواساة، للمصاب الجلل، والحادث المفزع، الذي أحدثته جريمة التفجير النكراء، في النجف الأشرف، ظهر يوم الجمعة الحادي من شهر رجب الفضيل، والذي هو من الأشهر الحرم المعظّمة في الإسلام.

لقد استهدفت الجريمة الفظيعة مكاناً مقدّساً هو مقام أمير المؤمنين علي بن أبي طلب (عليه السلام)، وشعيرة إسلامية عظيمة هي صلاة الجمعة، وشخصية قيادية متميّزة، هي سماحة آية الله المجاهد السيّد محمد باقر الحكيم، وجموعاً مؤمنة بريئة سقط منها عشرات القتلى ومئآت الجرحى من الرجال والنساء والأطفال.

وأهم ما اسهدفه الجناة الآثمون هو وحدة الشعب العراقي، ونهج الاستقامة والاعتدال الذي كان يمثله السيّد الحكيم، والذي قضى حياته الشريفة في خدمة العلم والدين، ومواجهة الظلم والطغيان، والعمل من أجل تحرير العراق من الاحتلال الأجنبي، وبناء مستقبله الزاهر في ظل الإسلام والحرّية والكرامة.

إنّنا إذ نشاطر الشعب العراقي آلامه وأحزانه العميقة لعلى ثقة تامة بوعي هذا الشعب الأبيّ الذي سيحبط مؤامرات الحاقدين، وسيحفظ الدماء الزكيّة للشهيد الحكيم ومن سبقه ورافقه من الشهداء الأبرار، من خلال الإصرار على خط الوحدة والاستقامة والاعتدال، ذلك الخط المبدئي الأصيل الذي انتهجه آية الله الحكيم، وكرّس وجوده وحياته لخدمته.

وسيخيب الحاقدون والمتآمرون لأن دماء الشهداء ومظلوميّة الأبرياء، تبعث روح الجهاد والتضحية في النفوس، وتزيد التفاف المجتمع حول مرجعياته الدينية المخلصة، وتؤكّد أحقيّة مطالب الشعب وقضاياه العادلة.

وهنيئاً للسيّد الحكيم هذه الخاتمة السعيدة، حيث توّجت حياته الحافلة بخدمة العلم والدين والجهاد في سبيل الله بالشهادة الرفيعة، في يوم مبارك، من شهر فضيل، في مكان مقدّس، بعد أداء صلاة الجمعة.

نسأل الله تعالى له الرحمة والرضوان ولجميع الشهداء الأبرار، ونتقدّم بأحر التعازي لأسرة آل الحكيم الشامخة بالعلم والجهاد، حفظ الله العراق وأهله من كل مكروه، وأنجاه من شرور المحتلّين وكيد الظالمين وبغي الحاقدين والحمد لله رب العالمين.

حسن الصفار
3 رجب 1424هـ