دعا كل فرد للاهتمام بمدينته كما يهتم ببيته
الشيخ الصفار: أنسنة المدن طريق لجودة الحياة وازدهار المجتمعات
 
	    
قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن التحول الصناعي والتقني جعل المدن تميل إلى الطابع المادي على حساب البعد الإنساني، مشيرًا إلى أن مفهوم (أنسنة المدن) أصبح ضرورة حضارية لضمان جودة الحياة وازدهارها.
وتابع: إن أنسنة المدن لا تعني فقط توفير الحدائق والمرافق العامة، بل تشمل بناء بيئة تُعزّز الأمن الاجتماعي والتكافل والعلاقات الطيبة بين الناس.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 9 جمادى الأولى 1447هـ الموافق 31 أكتوبر 2025م، في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: أنسنة المدن.
وأوضح سماحته أن الاحتفال باليوم العالمي للمدن في 31 أكتوبر من كل عام، والتفاعل مع مفهوم أنسنة المدن، لا يقتصر على صناع القرار والمخططين، بل يشمل كل فرد يعيش في المدينة.
وتابع: إن على كل فرد منّا أن يهتم بمدينته كما يهتم ببيته، فمدينتك بيتك الكبير، فكّر في نظافة مدينتك، وفي جمالها وأناقتها، وفي تعزيز العلاقات الاجتماعية بين أهلها، وفي الحفاظ على النظام، وحماية الذوق العام في ربوعها.
وأضاف: وللمبادرات المحلية المجتمعية، دور كبير في هذا السياق، مثل المشاركة في حملات التشجير، وإعادة التدوير، ودعم الأسواق المجتمعية، ونظافة وصيانة المرافق العامة.
ولفت إلى أهمية توازن المدن من خلال الاهتمام بالبيئة الطبيعية، والمناطق المفتوحة، والمسطحات الخضراء، وممرات المشاة، بما يجعل المدينة بيئة صحية وجاذبة للحياة الاجتماعية السليمة.
وأبان أن في تعاليم الدين ما يؤكد على الاهتمام بهذه الأبعاد الإنسانية والحضارية في المدن الإسلامية.
وتابع: حين هاجر النبي  إلى المدينة المنورة، وتشكّل فيها المجتمع الإسلامي الأول، صنع منها مدينة نموذجية، قياسًا إلى أوضاع ذلك العصر، وأرسى بتوجيهاته مبادئ إنسانية حضارية تستبق ما وصلت إليه الإنسانية في هذه العصور.
 إلى المدينة المنورة، وتشكّل فيها المجتمع الإسلامي الأول، صنع منها مدينة نموذجية، قياسًا إلى أوضاع ذلك العصر، وأرسى بتوجيهاته مبادئ إنسانية حضارية تستبق ما وصلت إليه الإنسانية في هذه العصور.
وأضاف: فقد أكّد على التآلف الاجتماعي، وحسن الجوار، ليعيش أهل كل مدينة كأسرة واحدة، وإن تعددت أعراقهم وأديانهم، ذلك لأن حسن الجوار لا ينحصر في أهل دينك. كما أكّد على النظافة والأناقة والجمال، مستشهدًا بما ورد عنه  : «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ».
: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ».
ومضى يقول: ونهى رسول الله  عن أي تخريب أو تلويث في البيئة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾
 عن أي تخريب أو تلويث في البيئة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾
وتابع: كما حث النبي محمد  على التشجير وتوسيع المساحة الخضراء.
 على التشجير وتوسيع المساحة الخضراء.
واستشهد بما روي عنه  : «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ».
: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ».
وأضاف: جاء الدين بالكثير من التوجيهات والتعاليم الواردة في هذا السياق، والتي تجعل البلد أكثر ملائمة لإنسانية الإنسان وسعادته، وأفضل جاذبية للمواطنين والمقيمين.
وتزامنًا مع هذا اليوم وشعاره لهذا العام: المدن الذكية التي ترتكز على الإنسان. أشار سماحته إلى أن المملكة العربية السعودية تبنّت هذا المفهوم، حيث عُقد المؤتمر الدولي لأنسنة المدن في المدينة المنورة عام 2018م.
وتابع: كما أنشئت عدة هيئات لتطوير المناطق والمدن في مختلف أنحاء المملكة، تأكيدًا على أهمية جعل المدن السعودية نموذجًا إنسانيًا متكاملًا في التنمية المستدامة.






 













