لم نُخلق لنصبح متشابهين

 

«وَتَحْسًبُ أَنَّكَ جِرْمٌ صَغِيرٌ.. وَفيك انطَوَى العالمُ الأكبرُ»، نحتاج أن نمتلك فكراً داخلياً عميق لنتمكن من فهم قيمه وجودنا العظيمة في الحياة.

نحن لم نُخلق لنصبح متشابهين بل على العكس كل منا خُلق بعقل مميز جاهز ليقدم للعالم طاقته وترك بصمته فيها.

أعلم أن محاوله توكيد ذاتنا ليست بالسهولة ولكن محاضرة الشيخ حسن الصفار بعنوان «الشخصية بين الاستقلالية والتبعية» حددت إجابات تسهل علينا اكتشاف نورنا الداخلي الذي به أسس الفردية بالذات او التبعية، التي بدورها توضح لنا آرائنا ومبادئنا الحقيقة بين للجميع.

وضح الشيخ أن العلاقة بين الاستقلالية والتبعية علاقة عكسية ولكنها زوج متكامل ولهم مثل الثقل بكفتي الميزان، اي اننا نحتاج لهذين الخطين بالتساوي لتكتمل بها توكيد ذواتنا.

الاستقلالية: قدره عقلية عظيمة يستطيع الفرد من خلالها صون وحماية مصالحه وحقوقه والتعبير عن أرائه السلبية او الإيجابية، كإظهار المشاعر العاطفية لمن حولنا وشكرهم، وممارسة هذا الجانب يجعلنا بصحه نفسيه جيده بعيده عن الكبت والعقد المسببة لتبلد المشاعر.

التبعية: نحن لم نولد بالكمال وبمعرفة كل شي بل نقع بالخطأ فنحن لسنا معصومين ومعرفتنا بالمحيط مبنية على خبراتنا لذلك يجب علينا التبعية الواعية بقناعه وليس كما يفعل معظم الناس يتبع الآخر لشدة كسله من أن يفكر أو تغلبه مشاعر الإعجاب التي تحجب عنه فكره.

وركز الشيخ في هذا المحور على أن التبعية تكون لذوي الاختصاص الذين يساهمون بنجاح اهدافنا ويقللون الأخطاء والعقبات علينا، كاتباع الأنبياء والرسل والفقهاء ولتكن تبعيتنا منهجيه بمبادئنا لا تقليد أو إعجاب فقط.

وكمثال النبي محمد ﷺ قدوة نحتذي به، رجل بمكانته الرفيعة الملازمة للوحي لم يتوانَ بكل المواقف بمشاورة من حوله لهدف خلق قيادات مفكرة من بعده تحمل الدين بمبادئ قوية من بعده بعيدة عن الاعتمادية والجهل.

وأنهى الشيخ الصفار كلامه بشخصية أخرى تلخص فيها محتوى كل محاضرته. بشخصيه لطالما أذهلتنا وجعلتنا نتفكر بها الا وهو «العباس بن علي» الذي قدم روحه ليس إعجاب لأخيه بل لأجل مبدأ يعتنقه قائم على حماية الدين.

نحن عادة تسبقنا مخاوفنا بتأكيد ذاتنا لذا هذه دعوة من المنبر لتنوير أنفسنا للبدء بحياة ثابته بقواعد مبنية على ما نؤمن به بعيد عن الخوف مما يعتقده الاخرين بل نراعي أفكارنا وكيفية التعبير عنها فنحن يوم القيامة محاسبون على فكرنا وليس فكر الآخرين.