تغيير السمات الشخصية للأفضل جهادٌ أكبر

تعتبر شخصية الإنسان التي تمثل مجموعة الخصائص التي تميزه عن غيره أكبر ظاهرة معقدة. وتغييرها لما هو أفضل أو حتى الحفاظ عليها جهاد أكبر.

الوراثة من عوامل تكوين سمات الإنسان، لكنها ليست حتمية. فولادة الإنسان في بيئة صالحة لا تعني حتمية صالحه، وفي المقابل لا تعني سوءه إذا ولد في بيئة سيئة. هي تمامًا كما يؤكد الشيخ حسن الصفار مثل الأمراض الوراثية، فقد يسلم بعض الأطفال من اكتساب المرض من آبائهم.

«تخيروا لنطفكم» لا يعني أن نرفض الشاب أو الفتاة لمجرد الانتماء لعائلة غير صالحة. فإذا ثبت الفحص بالمعاشرة سلامة الشخص مما يعيبه ويشينه لا يصح تحميله اثم غيره.

رغبة الأنسان في ذرية صالحة طيبة لا تتحق بالدعاء فحسب، وليست هي ضربة حظ، بل تكون نتاج تربية صالحة.

الطفل في مراحله الأولى يكتسب كثيرًا من والديه، فإذا أبرزا الصفات الجيدة وعززاها فيه، فرآها قولًا وعملًا فإنه يتطبع بها.

تعزيز الثقة في نفوس الأبناء وإشراكهم في اهتمامات الآباء أمر يصقل شخصياتهم، ولكن لا ينبغي زجهم في مشاكل الآباء والخلافات البينية مع الأقارب وإسماعهم ما يخالف الآداب والقيم حتى لا تشوه بذلك سماتهم الشخصية.

ومهما تكن سمات الإنسان وصفاته خلقية كانت أو كسبية فإنها لا تعني ديمومتها وثباتها. فالإنسان بطبعه مريد، لديه قوة الإرادة، وهو مخير لا مسير، فبإمكانه تعزير ما يراه حسنًا من سماته، وتغيير ما هو غير ذلك للأفضل.

تبرير بعض الناس عند ملامتهم عن تصرف ما بأن هذا طبعي ولا يمكن تغييره، خطأ. فلا شيء يقف أمام الإنسان إذا أراد، ولهذا يسمي رسول الله ﷺ صد النفس عن كل سوء وقبيح بالجهاد الأكبر.

قراءة سير الصالحين والأولياء سبيل لتغيير السلوك وصنع شخصية سامية.

دراسة الإنسان لنفسه ومعرفته بها أمر مهم حث عليه الدين. من عرف نفسه فقد عرف ربه.

كاتب وشاعر