قبيلة شمر تحتفل بعائلتي البندري وآل تريك لتنازلهما عن المتسبب في مقتل ابنيهما

جهينة الإخبارية
الشيخ الصفار اثناء القائه كلمته في اللقاء الذي جمع قبيلة شمر باهالي القطيف أمس

احتفلت قبيلة شمر بمدينة الجبيل الصناعية مساء الخميس، عائلتا البندري، وآل تريك من اهالي القديح بالقطيف، التي أعلنتا عن تنازلهم عن الشاب بدر الشمري، الذي تسبب في حادثة مرورية وقعت في مدينة الجبيل الصناعية، أدت إلى وفاة أبنائهم.

وأعلنت العائلتان عن تنازلهما دون مقابل أثناء قيام وفد من قبيلة شمر، بزيارة العائلتين، وتقديم العزاء في المتوفين، قبل ثلاثة اشهر.

وحضر الحفل بعض مشايخ وأفراد قبيلة شمر، ومن سعى بالإصلاح من أعيان قبيلة بني خالد، وكذلك حضور أهالي المتوفيَن إستجابة لدعوة قبيلة شمر، ليمكنوهم رد شيئ من جميلهم.

وهدف الحفل الذي اقامته قبيلة شمر وحضره عدد من الوجهاء من محافظة القطيف «تعريف المجتمع بروح وسماحة المجتمع القطيفي، ودورهم في التنازل عن حقهم جراء هذه الحادثة، وشكرهم على هذا الموقف النبيل وموافقتهم الفورية على التنازل»، الذي تم من دون مقابل مالي، بناء على رغبة ذوي المتوفين، الذين أصروا على أن يكون التنازل «لوجه الله تعالى».

وأكد الشيخ حسن الصفار خلال الحفل، أن التسامح والعفو والتواصل وعدم التطرف يعزز الوحدة الوطنية التي يدعو لها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تعالى.

واشاد بموقف العائلتين اللتين تنازلتا لوجه الله تعالى، وأضاف «كثيرا من ما نسمع عن عوائل تتنازل مقابل الملايين في الدم، وهذا إسراف في طلب الدية، وبعيد كليا عن الشرع، فيما تصر العائلتان مشكورة على التنازل من دون أن تأخذ المال بما في ذلك الدية الشرعية، وأصرتا على أن يكون تنازلهما لوجه الله تعالى بشكل خالص».

وتابع «إن السرور والمحبة تنعش مشاعرنا ونحن نرى أبناء المجتمع يتواصلون فيما بينهم ويجسدون قيم الأخلاق ومبادئ الدين التي أمر الله بها وهي العفو والتسامح والتواصل وحفظ حقوق الجوار وما أحوجنا لمثل هذه القيم ونحن نعيش في عصر اشتد فيه توجه الناس نحو المادة».

واوضح ان «بلادنا تقوم على أساس مبادئ الدين وأساس مفاهيم الكتاب والسنة والناس يتجهون فيها إلى الخير ولكن النفوس البشرية في كثير من الأحيان تغفل بعض هذه المبادئ ونرى أصوات العلماء والموجهين وهي تدعو الناس لعدم المغالات في الديات».

واشار «حينما نجد أن هناك سعي للصلح نجد من يبالغون بطلب عشرات الملايين وهذا يخالف ما توجهنا له الشريعة وما يأمرنا به الدين ويجب أن لا تنتشر هذه الظاهرة ومن هنا نقدر هذه الروح التي تحلت بها العائلتين».

وتابع «إن تنازل العائلتين من دون أخذ المال يدل على تشبعهم بالقيم الإسلامية الأصيلة فجزاهم الله خيرا، ونأمل أن تنتشر هذه الحالة في المجتمع وأن لا تنمو المغالات في الديات التي أصبح الناس تئن منها».

وأضاف «يجب أن نصر في هذا الوطن على توحدنا وعلى وحدتنا الوطنية ونحن نعيش في ظل قيادة تدعونا للتوحد والوحدة وإلى الحوار، وخادم الحرمين الشريفين أنشأ مركز الحوار الوطني وأمر بإنشاء مركز الحوار بين المذاهب الإسلامية».

وبين «اذا كانت القيادة في الوطن تدعو بهذا الاتجاه ونحن كمسلمين ديننا يأمرنا بالتوحد والتلاحم والتكافل والتماسك، وذلك جلي في صحيح مسلم عن رسول الله أنه قال المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، قم قال إن التقوى هاهنا وأشار لصدره ثلاث مرات».

وألقى الشيخ مخلف دهام الشمري كلمة أهالي قبيلة شمر، شكر العائلتين على تنازلهما، وأضاف «إننا نشكر الأخوة محمد منصور التريك، ومحمد حسن البندري، فهما رمز التسامح والكرم والوفاء الساعين إلى الثواب والخير فجزاكم الله وشهداءكم جنة الفردوس الأعلى»، مشيرا إلى أن ما نشاهده اليوم يجسد الوحدة.

وبعدها القى رجل الأعمال عبد رب الرسول شهاب قائلا انه من الواجب السعي لتقريب الأخوة والصلح بين اهالي الدم وهذا العفو من اسمى آيات النخوه والشيمة في السعي بالمعروف وأصلاح ذات البين وهذه صفة المسلم الحق.

لتختتم بكلمة الغليسات ألقاها نيابة عنهم سعود الغليسي رحب فيها بالحضور، وشكر فيها أهالي المتوفين، وكل من سعى بالإصلاح، ودعى الله أن يديم على مملكتنا نعمة الأمن والأمان، في ظل قيادتنا الرشيدة، وأن يبارك فيها، ويبقيها شامخة بالتوحيد والسنة.

وحضر الحفل بعض مشايخ وأفراد قبيلة شمر، ومن سعى بالإصلاح من أعيان قبيلة بني خالد، وكذلك حضور أهالي المتوفيَن إستجابة لدعوة الغليسات، ليمكنوهم رد شيئ من جميلهم، مقدمين شكرهم عن قبيلة شمر عامه والغليسات خاصه لأهالي القديح بمحافظة القطيف وعلى التسامح والكرم والوفاء وتنازلهم لوجه الله تعالى.

وكانت عائلتا البندري، وآل تريك، أعلنتا عن تنازلهم عن الشاب بدر الغليسي الشمري، الذي تسبب في حادثة مرورية وقعت في مدينة الجبيل الصناعية، أدت إلى وفاة أبنائهم: علي آل تريك، وأحمد حسن منصور البندري. فيما نجا الشمري من الموت. وأعلنت العائلتان عن تنازلهما أثناء قيام وفد من قبيلة شمر، بزيارة العائلتين، وتقديم العزاء في المتوفين.