نرفض الإساءة للشيخ الصفار

إن الشيخ حسن الصفار شخصية وطنية كبيرة لا يصح أن تُعنون بغير هذا العنوان، فهو رمز وطني كبير، ونجم لامع في سماء هذا الوطن الحبيب، فهو لا يخص طائفةً أو مكوناً من المكونات الموجودة في بلادنا، وذلك لأنه وعبر تاريخه الطويل لم ينطلق من منطلقات طائفية، وإنما كانت منطلقاته في تحركاته منطلقات وطنية تريد الخير لصالح هذا الوطن ولمواطنيه بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو الجغرافية أو القبلية أو غيرها.

ونحن لا ننسى جهوده التي بذلها في هذا الشأن، فتاريخه خير شاهد على ما نقول، فمن سعى للحوار بين المكونات والشرائح الوطنية في المملكة كما سعى الشيخ الصفار، ومن سعى وناضل من أجل التقريب بين وجهات النظر المتباينة بين مختلف التيارات الفكرية والدينية كما فعل الشيخ الصفار، ومن حافظ على اعتداله واتزانه وانفتاحه على الآخر رغم كل الظروف والتحديات والتعقيدات التي مرت على الساحة الوطنية كالشيخ الصفار. لذلك، قد لا نبالغ لو قلنا: بأننا لا نجد شخصية وطنية من علماء الدين معتدلة ومتزنة - سواءً من الطائفة السنية أو الشيعية - كالشيخ الصفار في اعتداله واتزانه وانفتاحه وحرصه على تعزيز اللحمة الوطنية.

ولهذا نحن نستغرب من الهجوم الذي يستهدف الشيخ الصفار في بعض الصحف المحلية، ولا نرى أي مبرر مقبول لذلك، فهذا الهجوم حتى ولو حمل بعض العناوين الوطنية إلا أنه باستهدافه لرمز كبير ولشخصية وطنية كبيرة بحجم الشيخ الصفار لا يمكن أن يكون وطنياً بحال من الأحوال، لأن استهداف الشيخ الصفار ليس كما يتصور البعض بأنه استهداف لطائفة معينة أو لشريحة أو فئة من المواطنين، لا بل هو أكبر من ذلك وأوسع، فهو استهداف خطير، وخطير للغاية، لأنه يمس أحد أبرز الشخصيات الوطنية المعتدلة.

والغريب من بعض الأقلام التي نالت من الشيخ الصفار تصريحاً أو تلميحاً أنها حاولت اتهامه بعدم الوطنية.. الله أكبر، أفي الوطنية يشكك في الشيخ الصفار؟ ألم تجدوا عنواناً آخر لكي تصفو من خلاله بعض الحسابات - غير المعلنة - غير هذا العنوان؟! صراحةً لا أدري كيف يتجرأ أحد على التشكيك في وطنية الشيخ الصفار والوطنية أبرز المواضيع التي بذل فيها الشيخ جل وقته وجهده وفكره، أليس هو أحد أبرز دعاة الحوار الوطني؟! ألم تكن خطاباته دائماً في صالح تعزيز اللحمة الوطنية؟! ألم يبذل جهوداً فكرية كبيرة ومضنية لأجل ذلك؟ ألم يقف ضد خطر الطائفية دون تفريق فيما لو كانت من السنة أو الشيعة ويركز على موضوع الوطنية؟! للأسف بأنه بعد كل هذه الجهود الواضحة التي بذلها الشيخ الصفار يتنكر له ويواجه بهذا الخطاب!!

ختاماً نقول: بأننا ندين ونستنكر كل الأقلام التي تجرأت على هذه الشخصية الوطنية البارزة، ونطالب بأن يوضع حداً لمثل هذه الكتابات لما تشكله من تهديد وخطر على الوحدة الوطنية، وذلك لأنها تستهدف أحد أبرز شخصياتها ودعاتها، ولا نبالغ لو قلنا بأنه يُعد ركنا أساسياً من أركانها.

القطيف