منتدى آفاق يحاور الشيخ الصفار عن الطائفية بين السياسة والدين

مركز آفاق للدراسات والبحوث تغطية: عبدالمنعم قلاف - تصوير: عبدالله الدبيس

استضاف منتدى آفاق الثقافي سماحة الشيخ حسن الصفار في أمسية حوارية حول كتابه الأخير (الطائفية بين السياسة والدين) تناولت الأمسية قصة الكتاب وأسباب الطائفية السياسية والدينية.

حيث بدأ مدير الحوار السيد إبراهيم الزاكي بالترحيب بالضيف وتقديمه كأحد رموز الحوار والداعين له والمؤمنين به، مستعرضا المشكل الطائفي وتناميه المتزايد في عدد من المجتمعات العربية والإسلامية والخطر المحدق بالأمة من جراء ذلك، لما تحمله الطائفية من عواقب تدمير وتفتيت للمجتمعات والأمم، ليفتتح الحوار بسؤال الضيف عن قصة الكتاب والأفكار الأساسية فيه؟

ليجيب الشيخ الصفار "إن حالة التنوع المذهبي ظاهرة طبيعية"، مشيرا إلى أن المشكلة الطائفية في مجتمعات الأمة يصنعها ويمدها عنصران رئيسان: سياسي وديني، يتمثل العنصر الأول في اعتماده سياسة التمييز الطائفي وتشجيع حالات الصراع المذهبي لأغراض سياسية، فيما يتمثل العنصر الآخر في نهج الخطاب الديني حين يعتمد التعبئة المذهبية والتحريض ضد الآخر.

وضرب مثالا بالحرب الطائفية في أوروبا بين أبناء الطوائف المسيحية وتاريخ الاقتتال الطائفي الذي قتل الملايين من الشعوب الأوروبية، وكيف تحولت الدول الأوروبية بعد ذلك للدولة المدنية وظهور ثقافة التسامح وحقوق الإنسان والعيش المشترك وحرية الاعتقاد.

وأبرز الصفار دور (ثقافة التسامح والدولة المدنية) في رفع التمييز الطائفي عن الشعوب،ولفت إلى أن المواطنين في العالم العربي والإسلامي يستطيعون الأخذ بأسباب رفع الطائفية كما أخذتها الشعوب الأوربية.

وفي السياق نفسه قال الصفار إننا لا نرى أي تعارض بين الدولة المدنية والإسلام، فالإسلام لا يتعارض مع الدولة المدنية كما عارضتها الكنيسة في أوروبا.

وأشار الصفار إلى أن مشكلة الطائفية يغذيها عنصران هما نهج الخطاب الديني الذي يعتمد التعبئة المذهبية، والتركيز على نقاط الخلاف واستدعاء التاريخ من أجل تغذية المشاعر المذهبية، وعنصر آخر سياسي يعتمد سياسة التمييز الطائفي بين المواطنين وتشجيع الصراع المذهبي لأغراض سياسية.

ودعا الصفار أفراد المجتمع بتحمل المسؤولية وقال "نحن دائما نبحث عن طرف نحمله المسؤولية" لافتا إلى التهرب من تحملها، وطالب باغتنام فرصة الإصلاح وظهور ثقافة حقوق الإنسان على المستوى العالمي والوطني.

وأكد ترحيبه بالمبادرات التي صدرت مؤخرا لإرساء ثقافة الانفتاح والتواصل مع الآخر موضحا أن التواصل مع الآخر المذهبي لا يعطل التواصل على الآخر من نفس المذهب.

وقال الشيخ الصفار إن التواصل مع من لديهم انطباعات ومفاهيم خاطئة هو المطلوب لتحويل مواقفهم السلبية إلى مواقف إيجابية أو على الأقل تحييدها، مؤكدا تواصله مع جميع الأطياف والتيارات والمذاهب في الوطن .

حضر الحوار الذي استمر زهاء الساعتين عشرات من المهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي.