أمام شيعة المملكة ثلاث تحديات كبرى لا ينبغي الانشغال عنها

الصفار: لستُ مع تكريم القاضيين, وزيارة البريك كانت دعوة سابقة

أوضح سماحة الشيخ حسن الصفار في اللقاء المفتوح الذي نظمه مركز الرسول الأعظم الثقافي بسيهات، بمنزل الحاج علي عبد الوهاب الناصر, أن أمام شيعة المملكة ثلاث تحديات كبرى لا ينبغي الانشغال عنها بالمهاترات والتناوش بين طرف وآخر وإهمالها.

ولفت إلى أن النقد وإبداء الرأي حق مشروع للجميع, والاختلاف حالة صحية ولكن دون المساس بكرامة وإنسانية المخالف في الرأي.

وقال سماحته "ومن هذه التحديات هي: البناء الداخلي الشيعي (بناء البيت الشيعي من الداخل وتنظيم العلاقة بين أطيافه ورفع مستواه الثقافي والاقتصادي), مضيفا أن التحدي الثاني هي المطالبة بالحقوق المشروعة والمساواة بين أبناء الوطن ومناهضة التمييز الطائفي الواقع عليها من قبل بعض أجهزة الدولة الرسمية والمتشددين من التيار السلفي, موضحا ان التحدي الثالث, العلاقة مع الطرف الآخر المخالف والذي نتشارك معه في العيش في هذا الوطن.

وكشف أن الناس هنا يتفقون على هذه المطالب ولكنهم ينقسمون في التعاطي معها إلى ثلاثة أقسام: قسم سلبي لا يتعاطى مع الأحداث, وكأنها لا تعنيه، والقسم الأخر يهتم بالأحداث ويتعاطى معها بالكلام والشكوى والحديث في الديوانيات فقط دون تحريك ساكن، والقسم الثالث وهو المتعاطي مع الأحداث، المبادر والمتفاعل مع المطالب ولديه أجندة تحرك لتحقيق هذه المطالب وهو المطلوب من الجميع لأن الحقوق تأخذ ولا تعطى.

وأوضح سماحته "قد اخترنا طريق التحاور مع الطرف الآخر كإستراتيجية وليس تكتيكا لأن القرآن والأحاديث الصحيحة وسيرة الأنبياء والمعصومين تحث على ذلك وهي ثرية بمحاورة المخالف وإلقاء الحجة عليه لتعريفه بعقيدتنا ورجالاتنا لأن المواقف السلبية التي يتبناها المخالف غالبا ما تكون بسبب القطيعة والجهل والموروث وكل ذلك لا يجليه إلا الالتقاء والتحاور".

وبين "ونحن لا نريد من المتحاور ان يغير عقيدته بل يعرف عقديتنا الحقة والتعاطي معنا كمواطنين لهم حق الاحترام والعيش بسلام دون تعرض لمعتقداته ورموزه الدينية بسوء".

وعن ما دار في المواقع الالكترونية مؤخرا حول تكريم القضاة واستضافة البريك قال سماحته "هناك خلط بين الحدثين، الأول وهو تكريم القضاة لم أكن متواجداً في البلد، ولست معه أصلا ولكني لست مع هذه الضجة التي صاحبته، أما استضافتي للدكتور سعد البريك فإنها دعوة وجهتها للدكتور أثناء اللقاء الذي جمعني وإياه بقناة دليل فاستجاب للدعوة واستضفته في بيتي".

وتابع "ودار خلال الاستضافة نقاشا ايجابيا لم يكن فيه إساءة للمذهب ولكني فوجئت بهذا اللغط والخلط وحملة التسقيط، وأنا مع النقد البناء لأننا لا ندّعي العصمة ونحتاج للمشورة من الإخوان ولكني لست مع استغلال أي حدث لتصفية الحسابات والنيل من الأشخاص", مشيراُ إلى أن النقد يجب أن يطال العمل والفكرة وليس الأشخاص.

وقال "النقد وإبداء الرأي حق مشروع للجميع والاختلاف حالة صحية ولكن دون المساس بكرامة وإنسانية من يخالفك الرأي أو أسلوب العمل. والأدوار والآراء ينبغي لها أن تتكامل لا أن تتقاطع.

وخاطب شريحة الشباب قائلا "انتم الأمل لهذا المجتمع فلا تلهكم المشاكل، وضعوا نصب أعينكم المطالب الشرعية التي تكفل للأجيال القادمة حياة كريمة أفضل".

واتفق المشاركون في اللقاء وهم الشيخ حسين رمضان والأستاذ كمال المزعل والأستاذ منصور المرشود والأستاذ علي الحرز على صعوبة المهمة التي يختارها المصلحون كمنهج.

وقالوا "لكي نعينهم على ذلك علينا الترفع عن المهاترات والحفاظ على المكتسبات التي تحققت وان ننظر لكفاءاتنا بالفخر والاعتزاز والوقوف مع الناشطين المطالبين بحقوقنا, وعلى رأسهم سماحة الشيخ حسن الصفار لان المجتمع أمامه تحديات كبيرة وطريق طويل لتحقيق مطالبه فلا ننشغل عن ذلك بالتراشق وتسقيط الآخر".

ورأوا ان من الأولى أن يتفق الـ 52 الموقعون على بيان الإدانة على شأن اكبر وأهم، كموضوع مساجد الخبر أو السجناء المنسيين, وغيرها من القضايا الكبرى التي تهم الطائفة، وليس ما يسبب زعزعة الثقة وإثارة الفتنة بين أبناءها, على حد تعبيرهم.

2/8/2010م