الصفار: التسامح والدولة المدنية كفيلان برفع التمييز الطائفي

شبكة راصد الإخبارية

ويقول بأن منهج الرسول وأئمة اهل البيت وكبار العلماء الإحسان للمسيئين.

اعتبر الشيخ حسن الصفار نشر ثقافة التسامح والعيش المشترك وقيام الدولة على أساس مفهوم المواطنة كفيل برفع التمييز الطائفي نافيا وجود أي تعارض بين الدولة المدنية والإسلام.

وقال أن الأسلام يرسي بناء الدولة المدنية بشكل أفضل مما في الغرب في ظل قيمه وتشريعاته القويمة.

وضمن حلقة نقاشية عقدت مساء الثلاثاء في منتدى آفاق الثقافي بسيهات أرجع الصفار بروز الطائفية إلى الفهم الخاطئ للدين ومحاولة فرض الدين أو المذهب على الآخرين تبعا لدوافع سياسية.

وأشار في السياق نفسه إلى حرب الطوائف المسيحية في أوروبا التي راح ضحيتها الملايين من الشعوب الأوروبية إلى حين بروز الدولة المدنية وظهور ثقافة التسامح وحقوق الإنسان وحرية الاعتقاد والعيش المشترك.

وتناولت الندوة التي حضرها حشد من الكتاب والمثقفين والناشطين كتاب الشيخ "الطائفية بين السياسة والدين" الصادر مؤخرا.

وأبرز الصفار دور ثقافة التسامح ودولة المواطنة في رفع التمييز الطائفي عن الشعوب لافتا إلى أن شعوب العالم العربي والإسلامي تستطيع الأخذ بالتجربة الأوروبية في رفع الطائفية.

وتابع القول "إننا لا نرى أي تعارض بين الدولة المدنية والإسلام، فالإسلام لايتعارض مع الدولة المدنية كما عارضتها الكنيسة في أوروبا".

موضحاً أن الاسلام بقيمه وتشريعاته يبني الدولة المدنية بشكل افضل مما في الغرب.

وأشار الصفار إلى أن ما يغذي مشكلة الطائفية هو الخطاب الديني الذي يعتمد التعبئة المذهبية والتركيز على نقاط الخلاف واستدعاء التاريخ من أجل تغذية المشاعر المذهبية.

كما سلط الضوء على الجانب السياسي الذي ينتهج سياسة التمييز الطائفي بين المواطنين ويشجع الصراع المذهبي لأغراض سياسية.

ودعا الصفار أفراد المجتمع الى تحمل المسؤولية في السعي للاصلاح والتطوير والنأي عن القاء المسئولية على الأطراف الأخرى داعيا في الوقت نفسه إلى اغتنام فرصة دعوات الإصلاح وظهور ثقافة حقوق الإنسان على المستوى العالمي والوطني.

وأكد ترحيبه بالمبادرات الصادرة مؤخرا لإرساء ثقافة الانفتاح والتواصل مع الآخر. موضحا أن التواصل مع الآخر المذهبي لا يعطل التواصل على الأخر من نفس المذهب.

وردا على سؤال "هل يكون انفتاح وتواصل مع من يسئ أو يهين المذهب" أجاب بأن هذا منهج الرسول والأئمة وكبار العلماء هو الدفع بالتي هي أحسن فالرسول أحسن لمشركي قريش وقصص الأئمة فيها الإحسان للأعداء.

وقال التواصل مع من لديهم انطباعات ومفاهيم خاطئة هو المطلوب لتحويل مواقفهم السلبية إلى مواقف إيجابية أو على الأقل تحييدها، مؤكدا تواصله مع جميع الأطياف والتيارات والمذاهب في الوطن.

وحضر الندوة التي أدارها الكاتب سيد ابراهيم الزاكي حشد من الكتاب والناشطين والمهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي.

14/7/2010م