مكتب الشيخ الصفار.. أنموذج

يطيب لي الحديث هاهنا مؤخرا، عن التقرير السنوي والاحتفالية التي أقيمت قبل نحو أسبوعين في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية لنشاطات مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار وسط حضور يربو على الألف مشارك من الجنسين ومن ضيوف من جاراتنا دول الخليج العربي منهم الأستاذ القدير الكاتب عادل دشتي والنائب الأستاذ صالح عاشور من الكويت وآخرون من البحرين وعمان.

تضمن التقرير في طياته تقريرا ماليا شاملا ومفصلا لمجمل المبالغ المالية الواردة والصادرة عبر مكتب سماحته، بالإضافة لشرح لنشاطاته وتحركاته الداخلية والخارجية بالإضافة للأمور الأخرى المتعلقة بسماحته.

بالوقوف لدى التقرير المالي الصادر من مكتبه، نجد في هذا طرحا فريدا ومتميزا من نوعه يتضمن شفافية جميلة ومصداقية رائعة تكاد تغيب عن بعض مكاتب مراجعنا الدينية ووكلائهم في أنحاء البلاد!

إن في طرح الصفار مثالا واضحا يكسر شيئا كثيرا من العزلة والفجوة وربما علامات الاستفهام التي قد تثار من قبل الناس تجاه رجال الدين الذين يتسلمون الحقوق الشرعية من أخماس وتبرعات وصدقات وغيرها.

إن لهذا الطرح ثمارا عديدة يمكن أن نجنيها، أوجز منها هنا على سبيل المثال ما يلي:

تشجيع وتحفيز الشباب والطاقات الشابة من الأفراد، وصقل مواهبهم وتنميتها في مختلف المجالات الإدارية والمالية والمحاسبية وغيرها.

الاستفادة من الخبرات الكامنة من ذوي الخبرة وأصحاب الرأي والمتقاعدين منهم.

الاستفادة من أوقات الفراغ وتنميتها فيما يعود بالفائدة لكلا الطرفين.

إشراك أفراد المجتمع في العمل الديني والتطوعي وترسيخ ثقافة العمل التطوعي بين أبنائه.

تعزيز لمبدأ الشفافية والمصداقية بين رجال الدين وبقية أفراد المجتمع، وتوطيد العلاقة وتوثيق أواصر الصلة بين الطرفين.

تشجيع رجالات الخير وأصحاب الأموال على البذل والدفع أكثر في أوجه الخير، عندما يشهدون النتائج المثمرة المرجوة.

تلافي الأخطاء السابقة وتجاوزها والمساهمة في تنمية موارد الصرف في المستقبل.

تسخير التقنيات الحديثة والبرامج المتطورة بدلا من النظام التقليدي الموجود في العمل الديني المؤسسي.

العمل برؤية واضحة وخطط مستقبلية ودراسات موثقة ومحكمة لما يتم العمل به داخل تلك المكاتب الدينية.

وفي مثال حي لهذه المكاتب، نجد الحضور الغفير لهذه الاحتفالية التي أقيمت، والذي بالطبع يعكس مدى التقبل الايجابي والفعال لدى المجتمع وارتياحهم من هذه الخطوة ومن هذا الطرح بالإضافة إلى تفاعل العديد من الطاقات الشابة مع مكتب الشيخ سلفا.

عند النظر لهذه الثمار المجنية، يمكننا أن نقول: نحن بحاجة لمكاتب لمراجعنا ووكلاء مراجعنا مثل مكتب الشيخ الصفار، مكاتب تدير وتنظم وتفند العمل الإسلامي الشرعي وفق الضوابط المعروفة وباستخدام التقنيات الحديثة، مكاتب تسلط الضوء على أجندتها وتمضي قدما لتسخر الطاقات الشابة والخبرات الكامنة للرقي بالعمل الديني الذي يحاكي العمل المؤسسي في شؤونه المالية والإدارية ومنها لطرح المزيد من الثقة والشفافية بين الطرفين!!!

الثلاثاء 6 أبريل 2010م - العدد: 679
طبيب وكاتب سعودي