الشيخ الصفار: الاهتمام بالعلوم الطبيعية شرط لنهوض الأمة

طالب سماحة الشيخ حسن الصفار بالاهتمام بالعلوم الطبيعية، والمزاوجة بين علم الكلام وعلم الفقه والعلوم الطبيعية التطبيقية كعلم الكيمياء والتشريح، وذلك لأهمية العلوم التطبيقية.

كما طالب سماحته الأمة الاهتمام بالعلوم الطبيعية التطبيقية من أجل النهوض، فالأمم الأخرى إنما تقدمت لاهتمامها بالعلوم التطبيقية.

كما دعا الصفار في خطبة الجمعة (18/3/1431هـ) في القطيف: إلى المزاوجة بين العلوم التطبيقية والشرعية من أجل الاستفادة منهما معا لصنع خطاب إسلامي واقعي يتحدث بلغة العصر، فعلوم كالجغرافيا والتشريح والفلك قد يحتاجها الفقيه من أجل إعطاء رأي فقهي مناسب.

واستشهد بمؤتمر (جدلية العلاقة بين الفلك والفقه.. شرعيّة علم الفلك في تحديد المواقيت الشرعيّة)، الذي أقامته في بيروت مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر، وشارك فيه سماحته يومي الخميس والجمعة 11 و12 ربيع الأول 1431هـ الموافق 25 و26 شباط 2010 م، برعاية سماحة آية الله العظمى السيِّد محمد حسين فضل الله، الذي دعا له أن يتماثل بالشفاء بعد الوعكة الصحية التي ألمت به.

وأوضح أن المؤتمر حضره لفيف من العلماء الشرعيين والفلكيين المتخصصين من أكثر من دولة كإيران والعراق والسعودية والكويت، وتكلم فيه أكثر من عالم من مذاهب مختلفة، وصدرت توصيات مهمة ستكون طريق لحل بعض مشاكل الهلال المتكررة كل عام.

من جهة أخرى تحدث سماحته حول الابتلاءات التي يواجهها أنبياء الله، إذ نلحظ في حديث القرآن الكريم عن أنبياء الله وأوليائه عرض صور المعاناة والآلام التي واجهوها في حياتهم، فنبي الله موسى حملته أمه على وجل، ثم اضطرت لإلقائه في النهر، والتقطه جنود فرعون، وكان يمكن أن يقتل، ونشأ في بيت فرعون.. وبعد ذلك أحاطته ظروف البطش من ملئ فرعون، قال تعالى: ﴿فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ، وقال سبحانه: ﴿فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
ونبي الله يوسف عانى من حسد إخوته وإلقائهم له في غيابة الجب، ثم أخذه كغلام يباع ويُشرى بثمن بخس، واستخدامه في بيت عزيز مصر، ثم إغراء زوجة العزيز، وسجنه..

وهكذا نبي الله أيوب وما ذكره القرآن من ابتلائه، ونبي الله عيسى وما مر به عند ولادته من اتهام القوم لأمه، ثم محاولة قتله وصلبه..

ونبينا محمد : توفي أبوه عبدالله في ريعان شبابه وأمه حامل به، ثم توفيت أمه عند عودتها به من يثرب في منطقة الابواء، وفي الثامنة فقد جده عبد المطلب.

وأضاف: هذا ما يعرضه القرآن الكريم عنه : ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى.

ثم تساءل الصفار: لماذا يعرض القرآن هذه المآسي التي أصابت الأنبياء، ويجيب:

أولا: لتقرير طبيعة الحياة وأنها تشتمل على المعاناة فلا يسلم من معاناتها احد، وثانيا: لتبديد شكوك الإنسان وسوء ظنه بربه، قال : أكبر الكبائر سوء الظن بالله، وعنه : ليس من عبد يظن بالله عز وجل خيرا إلا كان عند ظنه به، وقال : فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه.

وختم بالفائدة الثالثة وهي: الاستفادة من المحن بتفجير الطاقات والكفاءات، مطالبا الأمة أن تستفيد من هذه الأزمات التي تمر بها من أجل النهوض، ومقاومة الظلم، وتبني حقوق الإنسان.